س/ج في دقائق: كيف تحول شيعة أفغان لمحاربين بالوكالة في سوريا؟

س/ج في دقائق: كيف تحول شيعة أفغان لمحاربين بالوكالة في سوريا؟

30 Jul 2018
الشرق الأوسط
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

من بلدة جبرائيل غرب هرات الأفغانية خرجوا إلى إيران، هربًا من الاضطهاد الطائفي، وبحثًا عن مصادر جديدة للرزق، ومن هناك وجهتهم إيران إلى سوريا، ليكونوا جنودا لها في الحرب الأهلية.

شيعة أفغانستان.. ماذا نعرف عنهم؟

لا توجد إحصائيات دقيقة تقدر عددهم، لكن نسبتهم تتراوح بين 10 إلى 22%، ترفعها المصادر الشيعية إلى ما بين 30 إلى 35% من تعداد السكان. وتتوقف مصادر محايدة بالعدد عند 4.6 مليون، أو 15% من السكان.

وحتى أماكن تمركزهم تبقى مرهونة بالتقديرات الطائفية، فبينما تشير مصادر إلى تواجدهم في منطقتي هرات وكابل، تقول تقارير شيعية إنهم منتشرون في 18 محافظة. وغالبية شيعة أفغانستان ينتمون إلى المذهب الإمامي، لكن نسبة منهم تدين بالإسماعيلية.

كيف عرفوا طريق السلاح؟

تقول مصادر شيعية إنهم تعرضوا للاضطهاد مبكرًا منذ عهد معاوية بن أبي سفيان، وحملوا السلاح منذ 892م. المعلومات هنا لا تجد سندًا في مصادر محايدة.

تتفق المصادر على الاعتراف بدور مهم لشيعة أفغانستان في محاربة الاتحاد السوفييتي عندما تدخل عسكريًا في بلادهم.

لماذا دخلوا على خط حرب سوريا؟

على مدار سنوات الحرب الأهلية في سوريا، اندفع آلاف من الشباب الأفغان الشيعة للقتال دفاعًا عن نظام بشار الأسد بتحريض ودعم من إيران، مدفوعين بالظروف الاقتصادية الصعبة، والولاء المذهبي. كما يعتقد بعضهم أن دورهم مقدس في الدفاع عن المراقد والأماكن المقدسة في سوريا.

المحفزات المادية شملت تحسين فرصهم في الحصول على الإقامة أو تصاريح العمل في إيران، أو التعويضات المالية.

بالتوازي، حصل الشيعة على مزايا محدودة من حكومات كابول بعد سقوط طالبان، شملت نص الدستور على إلغاء أشكال التمييز، والإقرار بالفقه الشيعي، لكنها تظهر كنقطة هامشية بين مطرقة الاضطهاد الطائفي التكفيري على يد حكام طالبان، وسندان الاستهداف المباشر على يد الجماعات السنية المتطرفة التي وضعت الحسينيات والمزارات الشيعية على قائمة أهدافها.

اقرأ أيضًا| سوريا وأصل الحكاية بين إسرائيل وإيران

ما عدد ميليشيا الشيعة الأفغان في سوريا؟

تشير الإحصاءات إلى انخراط نحو 5 آلاف إلى 12 ألف مقاتل أفغاني شيعي في سوريا، يشكلون ما يعرف باسم “لواء فاطميون”، الذي يقاتل ضمن ما يطلق عليه “فيلق إيران الأجنبي” في سوريا، التابعة بشكل مباشر لقيادة الحرس الثوري.

وزعم نائب القائد الراحل لـ “لواء فاطميون”، سيد حسن حسيني، أن عددهم وصل إلى 14000 مقاتل، في ثلاث كتائب بدمشق وحماة وحلب، وأنهم مجهزون بوحدات مدفعية ومدرعات واستخبارات خاصة.

ويصل راتب المقاتل في “فاطميون” إلى 450 دولار شهريًا، ارتفعت بها بعض المصادر إلى ما بين 600 إلى 700 دولار، بخلاف تسهيل هجرات مؤقتة لعائلاتهم في إيران.

وتقول صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن معظمهم من العمال واللاجئين الذين انتقلوا للحياة في إيران، لكن المئات منهم وصلوا مباشرة من مدن أفغانية غالبيتها على الحدود مع إيران عبر وكالات سفر مشاركة، وبحسب مصادر أخرى، فبعضهم وصل من دول أوروبية.

وتشير تقديرات مؤسسة كارينجي للسلام الدولي إلى أنهم القوة الأجنبية الأكبر عددًا وقتلى في الحرب الأهلية السورية، بعد حزب الله اللبناني، حتى وصلت بعض المصادر بتقديرات قتلاهم إلى ما يفوق الألف بنهاية عام 2016.

كيف تجهزوا للحرب؟

يتلقى المقاتلون من شيعة أفغانستان دورة أساسية قصيرة من الحرس الثوري تمتد من عشرين إلى ثلاثين يومًا في مدينة قرجك جنوب غربي طهران، لكن بعضهم تلقوا تدريبات أشد صرامة من مستشاري «حزب الله»، شملت دورة تدريبية للقناصة.

ويقودهم أفغان اكتسبوا خبرة كافية من انخراط في الحرب الإيرانية العراقية والقتال ضد القوات السوفييتية في إيران ضمن ما عرف بـ “جيش محمد”، بجانب مقاتلين تدربوا ضمن الجيش الوطني وقوات الشرطة الأفغانية على يد مدربين من الولايات المتحدة والناتو بعد سقوط طالبان.

وبعد تلقي تدريبهم الأساسي، يتمّ نقلهم جوًا إلى سوريا. واعترفت جهات رسمية أفغانية باستخدام الطيران الرسمي “آريانا” في نقل المقاتلين الشيعة إلى اللاذقية على الساحل السوري.

أين يتمركزون؟

في البداية، كان دورهم يفترض أن يقتصر على تأمين مزار السيدة زينب في ريف دمشق، بجانب بعض المزارات الشيعية في البلاد، لكنهم سرعان ما انخرطوا في معارك درعا وحلب وحماة ودير الزور والبوكمال وتدمر وغيرها.

ماذا لو حسمت معركة سوريا؟

بحسب تقرير لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أعده فرزين نديمي، المتخصص في الشؤون الأمنية المتعلقة بإيران والخليج، ستصب طهران تركيزها في المرحلة المقبلة على أفغانستان وباكستان، باعتبارهما المرتع المقبل للجهاديين السنّة، ما يدفعهم للسعي لإعطاء الكتائب الأفغانية الوكيلة دورًا في بلدهم الأصلي بعد الانسحاب من سوريا.

يضيف المعهد:

من الممكن أن تحث طهران أفغانستان على منحهم صفة رسمية شبيهة بصفة “قوات الحشد الشعبي” في العراق، و/أو تعرض المساعدة على تشكيل منظمة شبه عسكرية جديدة تتلقى التدريب من إيران.

وإذا اختارت إيران هذا المسار، فقد تقرر هذه المرة أن تنشئ حزبًا ميليشياويًا شيعيًا موحدًا على غرار “حزب الله”، على أن يكون مدعمًا بجنود أفغان قدامى ومتمرسين استقوا خبرتهم في القتال من الحرب السورية، حيث سيكون بوسع وكلائها الذين يتمتعون بحسن التدريب والتجهيز أن يكتسبوا نفوذًا كبيرًا في أفغانستان على المدى الطويل بعد انسحاب قوات الناتو.

اقرأ أيضًا: كيف أصبح حزب الله مالكا لقرارات الحرب والسلم في لبنان؟

هل يتحولون إلى اليمن؟

يقول تقرير معهد واشنطن نفسه:

“من المفترض أيضًا أن تدرس إيران كيفية زيادة مساعداتها إلى الحوثيين في اليمن، وخصوصًا في ضوء توطيد سلطتهم مؤخرًا وزيادة التوترات مع عدوهم المشترك، أي المملكة العربية السعودية. ولكن بخلاف الوضع في سوريا والعراق، تفتقر طهران إلى الطريق اللوجستي الموثوق اللازم لإرسال العناصر والإمدادات إلى اليمن. ونتيجة لذلك، هناك القليل من الأدلة التي تشير إلى أنها تمكّنت من نشر نموذج “باسيج العالم الإسلامي” على نطاق واسع هناك”.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك