أدمغتنا مليئة بالبكتيريا. لكن لا تقلق؛ فهي لا تسبب أي ضرر.
اعتقد العلماء، سابقًا، أن الدماغ بيئة خالية من البكتيريا، وأن وجود الميكروبات علامة على المرض.
لكن النتائج الأولية من دراسة قُدمت خلال الاجتماع العلمي السنوي الكبير لجمعية علم الأعصاب هذا العام، وجدت أن أدمغتنا يمكن أن تؤوي بالفعل بكتيريا غير ضارة.
الباحثون في تلك الدراسة فحصوا 34 مخًا بعد الوفاة، بحثًا عن الاختلافات بين المصابين بالفصام والذين لا يعانون من تلك الحالة. لكنهم وجدوا بالصدفة في صورهم أجسامًا غريبة على شكل قضيب، واتضح أن هذه الأشكال لم تكن إلا بكتيريا!
يبدو أن الكائنات الحية الدقيقة تسكن في بعض المناطق في الدماغ أكثر من غيرها، وشملت تلك المناطق قرن آمون، وقشرة الفص الجبهي.
عثر الباحثون على الميكروبات أيضًا في خلايا المخ النجمية التي كانت بالقرب من الحاجز الدموي الدماغي، وهو الجدار الحدودي الذي يحمي الدماغ.
لكن النتائج لم تُنشر في مجلة لمراجعة الأقران حتى الآن، وهناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد النتائج بشكل نهائي.
المخ البشري يمتلك خواص مغناطيسية، أو على الأقل يحتوي على أجزاء يمكن أن تكون مغناطيسية.
لكن العلماء لا يعرفون حقًا سبب وجود هذه الجسيمات في الدماغ أو مكان نشأتها. يعتقد البعض أن هذه الجسيمات الممغنطة تخدم غرضًا بيولوجيًا ما، بينما يقول آخرون إن الجسيمات قد دخلت الدماغ بسبب التلوث البيئي.
مؤخرًا، حدد العلماء مكان وجود هذه الجسيمات في الدماغ. ونتائج دراستهم تقدم دليلا على وجود الجسيمات لوظيفة ما، لأنه في جميع الأدمغة التي فحصها العلماء - من سبعة أشخاص ماتوا في أوائل التسعينيات بين سن 54 إلى 87 - كانت الجسيمات المغناطيسية دائمًا مركزة في نفس المناطق.
تحتوي العديد من أدمغة الحيوانات أيضًا على جزيئات مغناطيسية، وهناك بعض الفرضيات تقول بأن الحيوانات تستخدم هذه الجسيمات في أغراض التنقل. والعجيب أكثر، أن نوعًا من البكتيريا يسمى البكتيريا المغناطيسية تستخدم تلك الجزيئات لتوجيه نفسها في محيط حركتها.
في الأزمنة القديمة أصاب فيروس قديم أسلافنا، وترك هذا الغازي وراءه شفرته الوراثية في حمضنا النووي. مؤخراً، وجد الباحثون أن بقايا ذلك الحمض النووي الفيروسي القديم تلعب دورًا حيويًا في عملية التواصل بين خلايا الدماغ الخاصة بالتفكير.
ليس من الغريب أن يحمل البشر أجزاء من الشفرة الوراثية للفيروسات؛ حوالي 40 إلى 80% من الجينوم البشري ناتج عن جينات خلفتها الفيروسات.
وجد الباحثون أن جينًا فيروسيًا يسمى ARC يجمع المعلومات الجينية الأخرى ويرسلها من خلية عصبية إلى أخرى. علاوة على ذلك، ترتبط مشكلات جين ARC بالأشخاص المصابين بالتوحد والاضطرابات العصبية الأخرى، ويأمل الباحثون الآن في معرفة الآلية الدقيقة التي دخل بها هذا الجين إلينا، وما الذي يفعله في خلايا الدماغ بالضبط.
ليس من السهل أن يفحص العلماء كل أجزاء المخ البشري، خاصة تلك التي لا توجد في الفئران، ومن تلك الأجزاء الخلايا العصبية "الوردية"، التي سميت بهذا الاسم بسبب مظهرها الكثيف، والتى استعصت على العلماء حتى 2018، بسبب صعوبة فحصها.
تشكل خلية الدماغ المراوغة هذه حوالي 10% فقط من الطبقة الأولى من قشرة المخ الحديثة، وهي واحدة من أحدث أجزاء الدماغ البشري من حيث التطور (بمعنى أن أسلاف البشر البعيدين لم يكن لديهم هذا الجزء).
تلعب القشرة المخية الحديثة أدوارًا في الرؤية والسمع، ولا يعرف الباحثون حتى الآن ما الذي تفعله الخلايا العصبية الوردية بضبط، لكنهم وجدوا أنها تتصل بخلايا عصبية أخرى تسمى الخلايا الهرمية، وهي نوع من الخلايا العصبية المثيرة، وتؤثر فيها.
الطفل المعروف في الأدبيات الطبية تحت اسم U.D، والذي تمت إزالة ثلث النصف الأيمن من دماغه منذ أربع سنوات لتقليل نوباته المنهكة، شكل لغزًا محيرًا لعلماء الأعصاب.
فقد شمل الجزء الذي تمت إزالته من الجانب الأيمن الفص القذالي: مركز معالجة الرؤية في الدماغ، ومعظم الفص الصدغي الأيمن مركز معالجة الصوت في الدماغ، وهو الآن يبلغ من العمر 11 عامًا، ولا يستطيع رؤية الجانب الأيسر من عالمه، لكنه مثل باقي الأطفال في عمره يستطيع مخه معالجة الإدراك والبصر، حتى بدون هذا الجزء الرئيسي من دماغه!
ووفقًا لدراسة حالة مكتوبة عن U.D، حدث ذلك لأن جانبي الدماغ يعالجان معظم جوانب الرؤية. لكن الجزء الأيمن من المخ هو المسيطر أكثر في التعرف على الوجوه، بينما يتعامل الأيسر أفضل مع معالجة الكلمات..
وتُظهر الدراسة مرونة الدماغ وقدرته الكبيرة على التكيف، ففي حالة غياب مركز معالجة الرؤية الأيمن التابع للفتى U.D، تدخل الجانب الأيسر للتعويض. في الواقع، وجد الباحثون أن الجانب الأيسر من دماغ U.D اكتشف الوجوه رغم أنها وظيفة الجانب الأيمن.
تعيش الملايين من الخلايا العصبية في الأمعاء الغليظة، ولأن هذه الخلايا تعمل بدون أي تعليمات من الدماغ أو النخاع الشوكي، يشير العلماء أحيانًا إليها بـ "الدماغ الثاني".
لتلك الخلايا أيضًا اسم علمي: الجهاز العصبي المعوي. وأظهرت دراسة جديدة أجريت على الفئران أنها نظام ذكي للغاية، حيث يمكنه تحفيز العضلات وتنسيق نشاطها حتى تتمكن من القيام بأشياء مثل إخراج البراز من الجسم.
وذلك يعني أن نشاط الخلايا العصبية في الأمعاء يمكن أن يكون "خاصية بدائية" من المراحل الأولى من تطور الدماغ الثاني.
10 أشياء تعلمناها عن الدماغ (لايف ساينس)
الفيروسات والتطور | بسبب الفيروسات صرنا بشرا كما نعرف أنفسنا | رواية صحفية | خالد البري (دقائق.نت)