السبب في هذا هو الجغرافيا التي جعلت الجزء الشمالي من أوروبا منطقة مسطحة نسيبا من فرنسا وحتى روسيا ..
بحسب تيم مارشال في كتابه "سجناء الجغرافيا" فإن هذا جعل فرنسا محظوظة بالأرض المسطحة الصالحة للزراعة، بالإضافة إلى كونها الدولة الوحيدة التي تملك سواحل على البحر المتوسط والمحيط الأطلنطي مما يؤهلها لتواصل تجاري أكبر.
لكن من جهة أخرى هذه الأرض المسطحة تعني أنه لا دفاعات طبيعية لها أمام ألمانيا وما بعدها.
ألمانيا على نحو أخر عاشت لقرون كمئات من الممالك الصغيرة المنفصلة فيما يعرف بالامبراطورية الرومانية المقدسة.
كانت عدوا لفرنسا وإن كان تفككها جعلها منشغلة بصراعاتها الداخلية أكثر.
بعد نهاية عصر نابليون توحدت في 39 دويلة صغيرة قبل أن يتم توحيدها على يد بسمارك في دولة واحدة قوية تم إعلانها في قصر فيرساي عندما تمكنت القوات الألمانية من احتلال باريس.
إذا بمجرد توحد ألمانيا المزدحمة، أصبحت فرنسا أمام عدو جاهز لقتالها وهزيمتها وهو ما تكرر في الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية قبل التدخل البريطاني والأمريكي.
لدى ألمانيا مشكلة أخرى وهي شركائها من الدول على حوض نهر الدانوب والذي كان حاجزا بينها وبين أوروبا الشرقية والنفوذ الروسي.
روسيا تسعى لتأمين مصالحها وحدودها من جهة الغرب لذا تعمل على زيادة نفوذها لدى هذه الدول.
هذا أجبر ألمانيا الآن على لعب دور كبير العائلة الأوروبية لتتحمل فاتورة المساعدات للدول الجديدة على الاتحاد الأوروبي.
ومؤخرا رأينا سيناريو الأزمة اليونانية، كان كان من ضمن أسباب ألمانيا لدفع حزم الإنقاذ هو إبعاد اليونان عن النفوذ الروسي.
من هنا تأتي المصلحة المشتركة بين فرنسا وألمانيا في الاتحاد الأوروبي.
البلدان تريدان تأمين مصالحهما من التهديد الروسي وكذلك تجنب صراعا دمويا بينهما، فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية هناك سلام بين البلدين لأكثر من 7 عقود وهو أمر لم يحدث كثيرا بينهما تاريخيا.
لذا فالاتحاد الأوروبي بالنسبة للبلدين هو زواج مصلحة يضمن ألا تنقلب فرنسا على ألمانيا أو ألمانيا على فرنسا.