س/ج في دقائق
المتشددون رفضوا إجراءات كورونا عالميًا.. لماذا إسرائيل أكثر خوفًا؟
تعداد سكان إسرائيل 9.1 مليون نسمة. مما جعل الدولة تتعامل بحساسية خاصة مع الأضرار البشرية؛ بالنظر لتأثيرها على أمنها العسكري والاقتصادي على المدى الطويل.
الخسارة البشرية لها تأثير نفسي مضاعف في إسرائيل، حيث الذاكرة المعاصرة لا تزال تحمل ذكرى الهولوكوست (1939-1945) والتي شهدت قتل ملايين اليهود على أساس عرقي.
كيف تعامل متشددو الحريديم مع كورونا الجديد؟
مع وصول كورونا إلى إسرائيل، قاومت طائفة اليهود الأرثوذكس المتشددة أوامر التباعد الاجتماعي التي فرضتها الحكومة. استمروا في التجمعات للصلاة والممارسات الدينية الأخرى التي يعتبرونها حيوية لقيمهم.
سابقة تاريخية أحدثها كورونا في إسرائيل بالنسبة الحريديم.. خضعوا لها قسرا
لتجنب تفشي كورونا أكثر مما حدث، أجبرت حكومة إسرائيل طائفة الحريديم على التعاون في الجهود الوطنية لأول مرة في تاريخ البلاد.
لماذا بدت إسرائيل أكثر تشددًا مع الحريديم هذه المرة؟
مجتمع الحريديم استفاد سابقًا من نفوذه السياسي المهم للدفع ضد أي إجراء حكومي للحد مما يعتبرونه حقوقهم الدينية، وأبرزها إعفاؤهم من الخدمة في الجيش.
وكيف استقبل الحريديم هذه القرارات؟
عادة ما يكون مجتمع الحريديم منعزلا عن الاتجاهات العلمانية في إسرائيل. هذه المرة أظهروا، على مستويي القيادة والقاعدة الشعبية استعدادًا أكبر للتقيد بتدابير الحكومة بعدما ضربهم كورونا بقوة، حتى لو كان ذلك يعني الحد بشكل كبير من قدرتهم على ممارسة الطقوس الدينية بحرية.
الأعضاء الأكثر إثارة للاضطرابات لم يبادروا إلى أعمال العصيان الاجتماعي الصارخة التي كان يمكن توقعها سابقًا ردًا على تقييد الحكومة لطقوسهم الدينية المقدسة خلال عطلة عيد الفصح.
حتى الأحزاب السياسية التي تمثل الحريديم لم تهدد بالانفصال عن الائتلاف اليميني الحاكم الذي يفرض هذه الإجراءات، مما يشير إلى أنها تدرك أنها لا تستطيع تحمل فاتورة زعزعة استقرار البلاد في خضم أزمة كورونا. ولا فاتورة “الواقع” حين يتفشى المرض في الطائفة.
هل تستمر التأثيرات مستقبلًا؟
بالنسبة للحكومة الإسرائيلية، يمكن لهذا التغيير الحالي أن يخلق زخمًا سياسيًا واجتماعيًا كافيًا لتغيير بعض سلوكيات الحريديم الاجتماعية، ودمجها أكثر في المجتمع بعد فترة طويلة من أزمة كورونا الحالية.
وترى ستراتفور أن استمرار نمو مجتمع الحريديم الديني في إسرائيل، رغم انتهاك قيمه الداخلية في كثير من الأحيان لاحتياجات الدولة العلمانية، يؤثر سلبًا على قدرة الحكومة الإسرائيلية على ضمان تأمين غالبية مواطنيها اقتصاديًا وعسكريًا.
الآن، سيكون لدى حكومة إسرائيل دائمًا سابقة كورونا التي يمكنها الاستشهاد بها في مفاوضات مستقبلية مع طائفة الحريديم، بما يمكن أن يمهد الطريق لإصلاح يتضمن إلغاء إعفاء الطائفة من المتطلبات التعليمية والعسكرية.