كاتب مجهول، عرفته “نيويورك تايمز” بمسؤول كبير في إدارة ترامب، قال في مقال بالجريدة إن الرئيس الأمريكي يواجه مقاومة داخلية من عدد من رجال إدارته لإحباط بنود من أجندته، وحماية الولايات المتحدة من أسوأ ميوله.
الصحيفة أبدت فخرها بما نشرته، رغم انتقادات الرئيس ورجاله المقربين، معتبرة أنها أهدت الرأي العام الأمريكي مقطوعة صحفية فريدة تنير عقله من أجل فهم أوضح لما يجري في إدارة ترامب.
يؤكد الكاتب أنه ليس ناشطًا ليبراليًا، وأنه يتفق مع العديد من أهداف السياسة التي تنتهجها الإدارة الأمريكية، مستدركًا أن تلك الأهداف تتحقق رغمًا عن أنف ترامب، وليس بفضله. “لكي نكون واضحين، ليس موقفنا هو المقاومة الشعبية اليسارية. نريد أن تنجح الإدارة، ونعتقد أن العديد من سياساتها جعلت أمريكا أكثر أمنًا وأكثر ازدهارًا”.
الكاتب عدد بعضًا من مآخذ بعض رجال الرئيس عليه، فالاجتماعات غير منظمة، والسلوك تافه ومتهور، والالتزام بالقرارات منعدم. ترامب يكره الصحافة الحرة ويملك غرائز معادية للديمقراطية،
يصف الكاتب الإدارة الأمريكية بالرئاسة ذات المسارين، ويستشهد على ذلك بتعرض أفعال ترامب، مثل موقفه التوافقي تجاه الحكام المستبدين، وبينهم كيم جونج أون وفلاديمير بوتين، إلى تقييد وإعادة توجيه من “الراشدين” في البيت الأبيض. “الدولة الثابتة” لا “الدولة العميقة” هي من تقوم بمهمة تهذيب قرارات الرئيس.
يقول الكاتب إن مسؤولين داخل البيت الأبيض باتوا يتهامسون حول تفعيل التعديل الخامس والعشرين للدستور الأمريكي.
والتعديل المقصود، الذي أُقر في 10 فبراير 1967، ويمنح نائب الرئيس وأغلبية أعضاء الحكومة سلطة الإطاحة بالرئيس حال عجزه عن الوفاء بصلاحياته وواجبات وظيفته.
الكاتب قال إن رجال الإدارة لا يفضلون التعجيل بأزمة دستورية؛ لذا نحوا الخيار جانبًا، ولجأوا لخيارات أخرى بينها العمل جاهدين على تقويم مسار إدارة ترامب لتبقى على الطريق الصحيح.
خلال اجتماع في البيت الأبيض، قال ترامب: “عندما تتحدث معي حول مصدر مجهول داخل الإدارة، على الأغلب إنه شخص يفشل ووجوده هنا خاطئ، ونيويورك تايمز تفشل”، مضيفا: “بدونى، لما كانت صحيفة نيويورك تايمز موجودة”.
وانتقد ترامب كاتب المقال المجهول في صحيفة التايمز ووصفها “بغير الشريفة”.
وقال ترامب “إنهم لا يحبون دونالد ترامب ولا أحبهم” مضيفا “إذا كانت صحيفة نيويورك تايمز الفاشلة لديها افتتاحية مجهولة، هل يمكنك أن تصدق ذلك، مجهول لا معنى له، افتتاحية لا معنى لها، ونحن نقوم بعمل رائع”.
The Failing New York Times! pic.twitter.com/SHsXvYKpBf
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) September 5, 2018
لجأ ترامب لاحقًا لوسيلة إعلامه المفضلة –حسابه عبر تويتر- للرد على الصحيفة. تساءل إن كان يتعرض لـ “خيانة”، ليضيف: “هل يوجد بالفعل ما يسمى مسؤولًا بارزًا في الإدارة؟، أم أن صحيفة نيويورك تايمز الفاشلة استندت على مصدر مزيف آخر؟، إذا كان الشخص المجهول الجبان، حقيقي بالفعل، فعلى نيويورك تايمز تسليمه أو تسليمها للحكومة في الحال، لأغراض تتعلق بالأمن القومي”.
TREASON?
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) September 5, 2018
ترامب تحدث عما وصفه بـ”تصريف المستنقع”، الذي يحاول بدوره المقاومة، مطالبًا أنصاره بالهدوء، وواعدًا بالنصر.
Does the so-called “Senior Administration Official” really exist, or is it just the Failing New York Times with another phony source? If the GUTLESS anonymous person does indeed exist, the Times must, for National Security purposes, turn him/her over to government at once!
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) September 5, 2018
مصطلحات ترامب لم تتوقف، فأشار إلى دور “الدولة العميقة” واليسار وسلاحهما “الإعلام الكاذب” الذين أصيبوا بالجنون بعد نجاحه الاقتصادي “غير المسبوق” وحربه على الفساد.
The Deep State and the Left, and their vehicle, the Fake News Media, are going Crazy – & they don’t know what to do. The Economy is booming like never before, Jobs are at Historic Highs, soon TWO Supreme Court Justices & maybe Declassification to find Additional Corruption. Wow!
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) September 6, 2018
ووصفت سارة ساندرز، المتحدثة باسم البيت الابيض، المقال بأنه “مثير للشفقة ومتهور وأناني” وأدانت الصحيفة لأنها نشرته.
وقالت سارة ساندرز: “صوت حوالي 62 مليون شخص لصالح الرئيس دونالد ترامب في عام 2016”. “لم يصوت أي منهم لمصدر مجهول في صحيفة نيويورك تايمز الفاشلة”.
حتى “سي إن إن” التي لا يمل ترامب من وضعها في خانة العدو، ولا تمل من انتقاده، أفسحت المجال لمقال رأي يدافع عن الرئيس، بعد مقال نيويورك تايمز.
سكوت جينينجز، وهو مساعد خاص سابق للرئيس جورج دبليو بوش، أبدى دهشته من جرأة مسؤول في إدارة ترامب على الاعتراف علنًا بعمله على تخريب عمل رئيس منتخب.
جينينجز اعتبر مقال النيويورك تايمز مثيرًا للقلق ونذير خطر، ووصف تصرفاته بالإجرامية، ويضعها في خانة الخيانة، ويتهم “جناح المقاومة داخل الإدارة” بوضع أنفسهم فوق إرادة الشعب، رغم تأكيد الكاتب نفسه على اعتراضه على بعض سياسات الرئيس.
يقول جينينجز إن السلوك المناسب في جمهورية حقيقية يقضي باستقالة المسؤول الكبير فورًا، وتقديم ما لديه من معلومات إلى الكونجرس والمحقق الخاص روبرت مولر.
يضيف الكاتب أن المسؤول المجهول أناني؛ فهو يتمتع بمزايا منصبه وصلاحياته وراتبه، بينما يمنح نفسه بوليصة حماية، حال سقط الرئيس ترامب متهمًا بارتكاب جريمة، أو مُقالًا، أو حتى سقط في انتخابات الرئاسة المقبلة في 2020.
يشير جينينجز إلى أن معارضة سياسات ترامب لا تسمح أخلاقيًا بالاحتفاء بمسؤول غير منتخب يفرض نفسه وصيًا على سياسات الرئيس المنتخب، معتبرًا أن المقال يهدد بسقوط الديمقراطية الأكثر ديمومة في العالم.
يأتي مقال نيويوك تايمز مباشرة بعد كتاب “الخوف” للصحفي المعروف بوب وودورد، صاحب السبق الصحفي الذي كشف عن فضيحة “ووترجيت” التي أرغمت الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون على الاستقالة من منصبه في سبعينيات القرن الماضي.
في الصور التالية أبرز ما ورد في الكتاب على لسان بعض وجوه السياسة الأمريكية
تخوض الولايات المتحدة بعد شهرين معركة التجديد النصفي للكونجرس، الذي يتمتع حزب ترامب الجمهوري بأغلبيته حاليًا، لكن المخاوف متستمرة من تقدم ديمقراطي قد يربك المشهد كاملًا.
ترامب وجد نفسه هذا الأسبوع في موقف صعب، اضطره للهجوم علنًا على النيابة العامة ووزارة العدل، حيث اتهمهما بإلحاق الضرر بفرص إعادة انتخاب اثنين من مناصريه ممثلي الحزب الجمهوري في انتخابات التجديد النصفي، بما يعرض “الدوائر الانتخابية المضمونة” للخطر.
ينظر الرئيس بريبة لتحريك دعاوى قضائية في تحقيقات مطولة امتدت، بحسب قوله، منذ عصر سلفه باراك أوباما ضد أهم رجاله في الكونجرس مع اقتراب الانتخابات الفاصلة، ليلمح بطريقة ما إلى أن وزير العدل جيف سيشنز يعمل ضده.
Two long running, Obama era, investigations of two very popular Republican Congressmen were brought to a well publicized charge, just ahead of the Mid-Terms, by the Jeff Sessions Justice Department. Two easy wins now in doubt because there is not enough time. Good job Jeff……
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) September 3, 2018
الدعاوى المقصودة تتعلق بنائب نيويورك كريستوفر كولينز، الذي كان من أوائل الداعمين لحملة ترامب في أحلك أوقاتها عندما عارضه قادة الكونجرس الجمهوريون،
كولينز متهم بتمرير معلومات تلقاها بحكم منصبه كعضو في مجلس إدارة شركة كانت تعمل على إنتاج عقار لعلاج التصلب المتعدد، إلى آخرين، لبيع أسهمهم في الشركة، بعد وصول معلومات بفشل العقار في تجربته السريرية. وانخفض سهم الشركة بنسبة 92% فور نشر المعلومات بعد عدة أيام.
الدعوى الأخرى تتعلق باتهام نائب كاليفورنيا دنكان هانتر باستعمال تمويل الحملة بانتظام للإنفاق على أمورٍ شخصية.
الضربة الثلاثية تتزامن مع ثلاثة اتهامات قانونية تهدد رئاسة ترامب، جمعناها في إنفوجرافيك تفاعلي، يمكنكم الاطلاع عليه بالضغط على هذا الرابط. يمكنكم كذلك زيارة هذا الرابط للوصول إلى ملف كامل حول الأزمة التي يواجهها الرئيس الأمريكي.