أزمة الدم الطبيعي الذي يمكن لبنوك الدم الحصول عليه من التبرعين هي مدة صلاحية الصفائح الدموية التي تنتهي خلال أربعة أيام فقط، لتبدأ خلايا الدم الحمراء في فقدان خصائصها عند 20 يومًا، حتى لو خزنها المختصون في أنسب درجات الحرارة لحفظها.
للتغلب على ذلك، ابتكر فريق ياباني الدم الصناعي بما يمكن معه تخزين الصفائح الدموية وخلايا الدم الحمراء في أكياس مجهرية تسمى "الجسيمات الشحمية داخل السائل"، والتي يقولون إن بالإمكان تخزينها في درجات حرارة طبيعية لأكثر من عام.
الدم المبتكر به خلايا دم حمراء، قادرة على حمل الأكسجين، وصفائح دموية لإحداث تجلط عندما تحدث جروح في الجلد.
فصائل الدم لا تتناسب عبد جميع البشر. صحيح أن "النوع العالمي" O سالب مناسب لأي شخص في حالات الطوارئ، لكنه نادر، والطلب عليه يتجاوز المعروض بكثير.
وحتى حال توفر الفصيلة المناسبة، فالوقت الذي يهدره الأطباء في اكتشاف فصيلة دم المرضى قد لا يكون في صالحهم.
الابتكار الجديد يوفر آلية مختلفة؛ إذ يمكنه التكيف مع أية فصيلة دم.
تحديد فصيلة الدم يجري من خلال بروتينات تسمى الأجسام المضادة والمستضدات.. الدم الصناعي طور الأمر بعدم وجود أجسام مضادة أو مستضدات، بما يجعله - نظريًا - يصلح لجميع الفصائل.
العائد الاقتصادي لاختراع الدم الصناعي مربح.. المبيعات السنوية المتوقعة تتجاوز 7.6 مليار دولار في الولايات المتحدة وحدها، بحسب دراسة للطبيب الهندي سومان سركار منشورة على موقع المعاهد الصحية الوطنية الأمريكية (NIH).
الصفات التي وضعها العلماء لاعتبار منتج الدم الصناعي مثاليًا، تتلخص في أن يكون آمنًا للاستخدام داخل جسم الإنسان، ومتوافقا مع فصائل الدم، ولا يحمل فيروسات أو كائنات دقيقة، وقادرًا على نقل الأكسجين، ويمكن تخزينه لعام على الأقل.
تجارب سريرية سابقة جرت على ابتكارات للدم الصناعي، لكنها لم تصل لمرحلة التسويق حتى الآن.
الدم الصناعي الجديد خضع للتجربة بالفعل على 10 أرانب أصيبت بفقدان دم شديد، لينجو منها ستة. يقول الفريق إن نسبة الـ 60% تشابه نسبة نجاة الأرانب إذا تمت معالجتها بدم حقيقي.
تنسب لحضارة الإنكا القديمة أول محاولات نقل الدم، وجرت أولى تجارب إنتاج دم صناعي في القرن السابع عشر، بعدما وصف وليام هرفي الدورة الدموية عام 1616، بدأ الأطباء في السنوات التالية محاولة تجريب مواد بديلة للدم.
وكانت أولى عمليات نقل الدم الناجحة عام 1667، لكن التجارب توقفت بسبب وفاة المرضى.
التجارب الأولى شملت موادًا مثل البيرة والبول والحليب والراتنجات النباتية ودم الغنم، وحقن المرضى بالحليب عام 1854 لعلاج الكوليرا الآسيوية، لاعتقاد العلماء أن تغيير خصائص الدم ستجعله يقاوم الأمراض، ومن بعد الحليب جربوا المحلول الملحي.
وفي عام 1868، وجد الباحثون أن الحلول التي تحتوي على الهيموغلوبين المعزول من خلايا الدم الحمراء يمكن استخدامها كبديل للدم، وفي عام 1871 ، فكروا في نقل الدم الحيواني، لكنه كان ملوثًا وسامًا للإنسان.
الطبيب النمساوي كارل لاندشتاينر أجرى تجاربه في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، فاكتشف أن البشر لديهم أربعة فصائل دم رئيسية هى "A، B، O، & AB" وأن إعطاء أحد الأشخاص دمًا مغايرًا لفصيلته ولا يتناسب مع فصيلة دمه، قد يؤدى لحدوث رد فعل مناعى قاتل، مما مثل طفرة في تجارب صناعة الدم البديل.
في عام 1966، اقترحت التجارب التي أجريت على الفئران نوعًا جديدًا من الدم البديل، المواد الكيميائية المشبعة بالفلور (PFC)، وقد وجد أن الفئران يمكنها البقاء على قيد الحياة حتى بعد الانغماس في PFC. هذا أعطى العلماء فكرة لاستخدام PFC باعتباره بديل للدم.
في عام 1968، تم اختبار الفكرة على الفئران. أزيل دم الفئران تمامًا واستبدل بمستحلب PFC. عاشت الحيوانات لبضع ساعات وتعافت تمامًا بعد استبدال دمائهم، وتوالت التجارب بعدها.