احتجاجات في فرنسا تحمل رمز السترات الصفراء بدأت منذ 17 نوفمبر/ تشرين الثاني، ولم تنته حتى الآن.
فهل تحمل السترات الصفراء رمزية؟
وكيف بدأت المظاهرات؟ ومن يحركها؟
إلى أين ستصل؟
وما مسؤولية ماكرون عنها؟
الإجابة في السطور التالية
بموجب قانون صدر في 2008، يتوجب على جميع قائدي السيارات حمل سترات صفراء مميزة، وارتدائها عند خروج السيارة عن الطريق في حالة الطوارئ.
واستخدمت موجة المظاهرات الحالية السترات الصفراء الإلزامية، في رسالة لحكومة الرئيس إيمانويل ماكرون بأنها خرجت عن الطريق، وأن عليها التراجع عن قراراتها الأخيرة قبل حلول يناير المقبل.
في 18 أكتوبر/تشرين الأول، نشرت فرنسيون رسائل عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، احتجاجًا على رفع أسعار الوقود بنسبة 23% و15% على التوالي خلال عام واحد. إحداهن كانت جاكلين موراود، التي احتجت بمقطع فيديو نشرته عبر فيسبوك.
OÙ VA LA FRANCE ? Parce qu il y en a marre et que se taire, c est se rendre complice. Faites chacun votre petit mot au président !
Posted by Jacline Mouraud on Thursday, October 18, 2018
لم تكن موراود ناشطة سياسية، مجرد مواطنة خمسينية تعرف نفسها بأخصائية علاج بالتنويم المغناطيسي، لكن المقطع انتشر بشكل فيروسي. شاهده أكثر من 6.2 مليون شخص، وشاركه أكثر من 263 ألفًا. ومع تداول المقطع عبر مجموعات وصفحات فيسبوك، ظهرت اقتراحات بنقل الاحتجاجات الإلكترونية إلى الشارع.
تحركت المظاهرات عبر تحالفات فضفاض من المدونين ومحرري الصفحات والمواقع الإلكترونية، وبدأت كمظهر احتجاجي عفوي لا يحمل مظاهر سياسية، لكنها توسعت باستمرار، لتحظى بدعم ومشاركة أحزاب اليمين المتطرف واليسار، وبينها “فرنسا الأبية” اليساري، و”الجمهوريون” اليمني، و”التجمع الوطني” اليميني المتطرف، بينما أبدت حركات يسارية أخرى، ومنها “الجيل سين” دعمها لمطالب المتظاهرين، لكنها رفضت المشاركة في مظاهرات “يستغلها اليمين لمصلحته”.
موقع “ذا لوكال” الفرنسي قال إن بعض القادة المحليين للحراك حاليًا معادون للسامية والمهاجرين والمثليين، لكنه استدرك أن الصيغة الأشمل لقيادة التظاهر لا تبدو مسيسة حتى الآن، وهو نفس المضمون الذي يحمله تعريف الحركة بنفسها عبر حساباتها الإلكترونية.
تتوسع المظاهرات من حيث الفئات المشاركة فيها، ونقاط انتشارها، وكذلك خطوات التصعيد تدريجيًا:
يعتبر محللون أن المظاهرات الحالية نتيجة طبيعية لرد فعل “جبان” للرئيس السابق فرانسوا أولاند، عندما رضخ لمظاهرات “القبعات الحمراء” العنيفة في 2013، وألغى خطط فرض رسوم إضافية على مركبات شحن البضائع التجارية؛ بهدف تشجيع استخدام وسائل نقل صديقة للبيئة.
برنامج هولاند كلف بنى تحتية بنحو مليار يورو، لم تستفد بها الدولة، بحسب “ذا لوكال”.
الخطط الحالية كانت واضحة في البرنامج الذي انتخب ماكرون على أساسه، حيث وضع سياسات حماية البيئة على رأس جدول أعماله؛ إذ يرى أن زيادة أسعار الوقود لازمة لمكافحة التغير المناخي، لكن استطلاعات رأي تكشف أن 50% ممن انتخبوه يؤيدون المظاهرات.
لا ينوي ماكرون التراجع، يقول إن البديل رفع ضريبة العمل، وإن المتظاهرين هم أنفسهم من احتجوا على التلوث والتغير المناخي. يعتبر قراره جزءًا من حركة لا مفر منها للتخلص من الوقود الأحفوري، وخصوصًا سيارات الديزل عالية التلوث، لكنه تعهد بإعادة النظر في خطط الضرائب كل 3 أشهر، واقترح تقديم دعم حكومي لمن يتنقل بسيارته لأكثر من 30 كم يوميًا، طالما أن المنطقة ليست مغطاة بوسائل النقل العام، وأن دخل المستفيد لا يتجاوز ضعف الحد الأدنى للأجور.
بالتزامن، تعرض الحكومة 2,500 يورو لكل مواطن لتشجيعه على شراء سيارات كهربائية أو منخفضة الانبعاثات، لكن متظاهري السترات الصفراء يصرون على إلغاء القرار خلال الشهر الجاري، ويقولون إن قراري تخفيض السرعة على الطرق ورفع ضرائب الوقود “اعتداء على أسلوب حياتهم”.
أعلنت الحكومة الفرنسية تجميد قرار الزيادة في ضريبة الوقود، الذي اندلعت على إثره الاحتجاجات، ستة أشهر، مؤكدة أنها ستقدم “بادرة حسن نية” جديدة؛ لمنع تدهور الوضع.