ووفق قاعدة “عدو عدوي صديقي”، تعتقد “ذا هيل” أن تحالفًا يجمع السعودية مع إسرائيل ضد إيران آخذ في التبلور في الشرق الأوسط.
تصف “ذا هيل” ثلاثي السعودية – إسرائيل – الولايات المتحدة بـ “شركاء متشابهي التفكير ومنسقي الجهود”، وتقول إن تحالفهم هو السبيل الوحيد لإنقاذ المنطقة عبر دحر تيار التوسع الإيراني الذي غض الطرف عنه باراك أوباما وجون كيري وغيرهما ممن صاغوا اتفاق إيران النووي “المدمر”.
وتضيف أن التهديدات التي تواجه أسواق النفط كانت الموضوع الرئيسي على جدول أعمال اجتماع وزير الطاقة السعودي خالد الفالح الأخير بنظيره الأمريكي ريك بيري.
يستشهد على ذلك بسلسلة قمم مكة “الاستثنائية” في نهاية مايو/ آيار للنظر في التهديد الذي يشكله عدوان إيران وتنسيق جبهة موحدة بين الدول العربية لمواجهتها، بحضور قادة الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية، والتي “لم يكن ممكنًا أن تكون رسالتهم إلى إيران أكثر وضوحًا”.
لكن الموقع الأمريكي يقول إن التحركات السعودية الجديدة تتجاوز تهديدات إيران إلى قرارات “رائدة” لتأمين رؤية جديدة تحمي الإسلام المعتدل من غزو المتطرفين بتنوعاتهم.
ترى “ذا هيل” أن ميثاق مكة المكرمة الذي صدر بإجماع 1200 من كبار رجال الدين المسلمين في 137 دولة يحمل “لغة مثيرة”؛ إذ يقدم إرشادات للمسلمين حول العالم حول المفاهيم التي تتحدث عن “المعنى الحقيقي والمبادء الأساسية للإسلام، وبينها
تقول “ذا هيل” إن إسرائيل تجد نفسها أكثر من أي دولة أخرى وجهًا لوجه مع الخطر الذي تشكله إيران وحزب الله ونسخه المنتشرة في عدة دول في الشرق الأوسط.
في هذا الإطار، وسعت إسرائيل جهودها الوقائية بشكل كبير، وبينها شن هجمات منتظمة على منشآت إيران وحزب الله في لبنان وسوريا لمنع حركة الأسلحة المتقدمة إلى المناطق المتاخمة لحدودها.
ضابط العمليات المتقاعد في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية تشارلز فاديس يصر على أن إسرائيل كذلك كانت وراء الغارات الجوية التي تعرضت لها قواعد الميليشيات الشيعية المتعاونة مع إيران في العراق مرتين الشهر الماضي، والتي قتل فيها أعداد كبيرة من عناصر الحرس الثوري الذين يساعدون في توسيع نفوذ إيران في الشرق الأوسط.
يضيف فاديس أن ضربات العراق تلي هجمات مماثلة على قواعد الميليشيات العراقية في سوريا، والتي تعرضت هي الأخرى لهجمات تخربيبة شنتها إسرائيل ضد أنابيب النفط تحت الماء قبالة سواحلها.
حافظت الولايات المتحدة على وجود عسكري قوي في الشرق الأوسط لعقود عبر حاملات الطائرات وقوات العمليات الخاصة، والقواعد الثابتة في تركيا والأردن والبحرين وقطر، والتي يجري تعزيزها بشكل كبير، وبينها توسيع قاعدة عمليات أمريكية في السعودية.
وتقول “ذا هيل” إن عدة مئات من مقاتلي سلاح الجو الأمريكي يعملون بالفعل على توسيع منشآت قاعدة الأمير سلطان الجوية في السعودية لتضم طائرات مقاتلة وصواريخ باتريوت.
يضيف الموقع أن القوات الأمريكية عادت إلى القاعدة السعودية التي غادرتها قبل 15 عامًا بعد تصاعد التوتر الناجم عن نشاطات المتطرفين الإسلاميين؛ استجابة للتهديدات التوسعية الإيرانية، وجهود النظام الجديد الأكثر اعتدالًا في الرياض.
وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية مؤخرًا أنها تعمل على تطوير “عملية الحراسة” متعددة الجنسيات كجهد جماعي لحراسة السفن التجارية المارة في المنطقة من تهديدات الحرس الثوري الإيراني.
وتقول “ذا هيل” إن إدارة ترامب تصدت لدعوات لمنع مبيعات الأسلحة إلى السعودية وحلفاء آخرين في المنطقة إدراكًا للتطورات الجديدة التي يشهدها النظام في الرياض، بجانب تهديدات إيران التي تحركت بقوة لاستغلال الانفتاح التالي لتوقيع الاتفاق النووي، مستغلة إجراءات سيئة اتبعتها إدارة أوباما.