يقترح فوتيل تركيز الولايات المتحدة أولوياتها على الحفاظ على توازن القوى العام في المنطقة بالمقارنة مع القوى العظمى الآخرى أو اللاعبين الإقليميين المحتملين؛ باعتبار أن السماح لقوة منفردة – أيًا كانت – بالسيطرة على هذا الجزء من العالم سيكون ضارًا بالأهداف الأمريكية الأمنية الشاملة.
يقول فوتيل إن الولايات المتحدة مطالبة باتباع نهج استراتيجي شامل يجعلها “أو يبقيها” الشريك المفضل في المنطقة: معنويًا ودبلوماسيًا واقتصاديًا وعسكريًا، بما يتيح فرصة الحفاظ على مصالحها الهامة في الشرق الأوسط وكذلك تحويل التركيز اللازم لمعالجة المصالح الوطنية الحيوية التي تعتبر ضرورية لبقائها – مثل الحفاظ على القدرة التنافسية ضد الصين.
استراتيجية فوتيل تتطلب:
وينصح فوتيل بلاده مطالبة بمراجعة مصالحها وتحديث أولوياتها في الشرق الأوسط أولًا والتعبير عنها بوضوح أكبر، ثم تطوير استراتيجية إقليمية فعالة يمكن دمجها مع مصالحها الوطنية عالميًا.
يشيد فوتيل باستراتيجية ترامب بالتركيز على المصالحة بين الحكومة الأفغانية وطالبان، وينصح بتركيز الجهود العسكرية والدبلوماسية على الضغط على طالبان والأطراف الأخرى لتقديم تنازلات ذات مغزى لصالح الشعب الأفغاني، معتبرًا أن الولايات المتحدة ستواجه صعوبات إن أدركت الأطراف عدم جديتها.
على المدى الطويل، تحتاج الولايات المتحدة للحفاظ على اهتمامها بمنع استخدام المنطقة كمنصة لمهاجمة مواطنيها أو أصدقائها وحلفائها، ما يعني الحاجة للحافظ على قدر من القدرة على مكافحة الإرهاب على الأرض، واستمرار دعم قوات العمليات الخاصة الأفغانية.
يعتقد فوتيل أن المزيد من الاستقرار في أفغانستان يوفر فرصة لإعادة إقامة روابط أفضل مع باكستان، سعيًا لتحقيق توازن مهم يجب تحقيقه بين أفغانستان وباكستان والهند، والاستمرار في المشاركة على نطاق أوسع في وسط وجنوب آسيا لخدمة المصالح الوطنية طويلة الأجل، والتنافس ضد القوى الكبرى الأخرى، ومنع الوصول إلى وضع آخر يتطلب استجابة ضخمة ومكلفة وطويلة.
الديناميات في شمال سوريا تغيرت إلى حد كبير. يرى فوتيل أن قرار الإبقاء على بعض القوات على الأرض في شمال شرق سوريا، بعد الانسحاب من الحدود الشمالية “حكيم بالنظر إلى الوضع الجديد”؛ إذ سيسمح بالحفاظ على مستوى ما من الشراكة مع الكرد والتركيز على هزيمة داعش بمنع إحياء التنظيم.
يبدي فوتيل خشيته من اتخاذ قرارات سياسية حادة نسبيًا على حساب الرافعة الاستراتيجية الشاملة التي تمتعت بها واشنطن سابقًا بعد تحرير سوريا من داعش.
لتجاوز ذلك، يقترح توضيح أهداف الولايات المتحدة واهتماماتها وتوقعاتها لجميع الأطراف، والعمل مع المؤثرين الإقليميين الآخرين للحد من (أو عكس) تأثير توغل تركيا ومعالجة التقارير المستمرة عن الفظائع والقضايا الإنسانية الأخرى.
يقترح كذلك استخدام ما تبقى من النفوذ الأمريكي في سوريا للمضي دبلوماسيًا نحو تسوية سياسية في سوريا تتوسط فيها الأمم المتحدة، وتشجيع الحوار بين تركيا والكرد لتخفيف حدة التوترات الحالية؛ استفادة من تجربة العلاقات مع كرد العراق والحكومة التركية.
يشدد فوتيل كذلك على أهمية إبقاء داعش تحت المراقبة؛ بالنظر لمرونة التنظيمات الإرهابية، ما يوجب مواصلة الضغط حتى تبقى دائمًا تحت مستوى يمكن للقوات المحلية التعامل معه.
يشير فوتيل لأهمية استمرار مساعدة الولايات المتحدة للشركاء في العراق خصوصًا مع تردي الوضع على الأرض، ويرى أن الشراكة الإيجابية مع قوات الأمن العراقية ضرورية لضمان عملها بطريقة تخدم الشعب على أفضل وجه.
يقترح فوتيل الحفاظ على النفوذ الأمريكي بنهج الشريك الموثوق “من وراء الكواليس”، ويقول إن الولايات المتحدة تحتاج جهدًا دبلوماسيًا واقتصاديًا يوازي الجهود العسكرية، خصوصًا مع ما كشفته الأحداث الأخيرة من أن إيران ليست الشريك المفضل لشعب العراق.
أفضل طريقة لتقويض التأثير الشنيع لميليشيا حزب الله المسلحة هو الاستثمار في الاحترافية وقدرة القوات المسلحة اللبنانية؛ باعتبار أن القوات المسلحة اللبنانية الفعالة وغير السياسية والتي تحظى باحترام كبير سوف يعترف بها الشعب وستقوض حاجة حزب الله المعلنة إلى ميليشيا.
وفي الاضطرابات الحالية في لبنان، يرى فوتيل فرصة للمضاعفة بإظهار الدعم الأمريكي لقوات الجيش اللبناني المهنية التي تركز على حماية الناس.
التهديد الإيراني حقيقي؛ إذ تمدد طهران نفوذها من خلال استخدام الوكلاء وتحسين قدرتها العسكرية. هناك تحديدًا، يطالب فوتيل الولايات المتحدة بأخذ الأمور على محمل الجد، والدفاع عن مصالحها بالقدرة العسكرية التي تُظهر تصميمها والقادرة على إلحاق الضرر بإيران إن لزم الأمر.
التحدي الكبير في الخليج هو دائمًا سوء التقدير، بحسب فوتيل، الذي يشير لأهمية الوضوح في الأهداف والقدرة على التواصل كمكونات الضرورية للحد من سوء التقدير والبدء في تخفيف حدة التوتر الموجود حاليًا، ولو من خلال طرف ثالث.
في ذكرى تأسيسه.. هل يعيش الناتو أيامه الأخيرة؟ | س/ج في دقائق
في الشرق الأوسط وأفريقيا.. بوتين أبعد روسيا عن الهامش، لكنه لم يوصلها للقلب | س/ج في دقائق
ليبيا وأخواتها.. هل أظهرت عجز الاتحاد الأوروبي أم قوته؟ وهل يمكن التعويل عليه؟ | س/ج في دقائق