في 2003، طالبت عائلة فيكتوريا أجوليا بالتحقيق في تعرضها لانتهاك جنسي توفيت على أثره في روكدال، بريطانيا.
فيكتوريا التحقت بدور الرعاية منذ كان عمرها 8 سنوات، وتوفيت في عمر الخامسة عشرة، بعد شهرين من بلاغ تقدمت به بأنها حقنت بالهيروين ثم اغتصبت على يد آسيوي (تعبير يستخدم في بريطانيا للإشارة إلى ذوي الأصول الباكستانية والهندية) يبلغ من العمر 50 عامًا.
التحقيقات حملت اسم "العملية أوغستا"، بدأت في 2004، وكشفت أن فيكتوريا تعرضت مرارًا وتكرارًا "للتهديد والاعتداء الجنسي، قبل إعادتها إلى دار الرعاية في حالة سكر خلال العامين السابقين لوفاتها.
الدار تخضع لإشراف مجلس مدينة مانشستر، لكن المغتصب الذي تم تحديده باسم"القواد"- حصل على تصريح بزيارتها في محل إقامتها ثلاث مرات في الأسبوع.
التحقيقات نجحت في تحديد 97 متحرشًا بالأطفال متهمين بالاعتداء على 57 ضحية قاصرًا على الأقل في جميع أنحاء مانشستر الكبرى، لكن الشرطة أوقفت التحقيقات فجأة في 2005، مما سمح للمتهمين بمواصلة جرائمهم.
غالبية المتهمين كانوا من أصول باكستانية وهندية، فطلب كبار الضباط - الذين ركزوا على التوتر العرقي- التوسع لضم متهمين من عرقيات أخرى.
تزامنت تلك القضية مع قضية أخرى تعامل مع كبار الضباط، لها علاقة بذوي أصول كردية في جنوب مانشستر، مما تسبب في توترات مجتمعية. وقت عملية أوغستا أخذوا في حسبانهم احتمال اتهامهم باضطهاد الأقليات العرقية.
نتيجة لذلك تم إغلاق التحقيق في 22 أبريل 2005، قُدم عدد محدود جدًا من الجناة ذوي الصلة إلى العدالة، ولم يوقفوا عن وظائفهم أو أشغالهم، رغم "الأدلة الواضحة" على تعرض الفتيات المراهقات، اللائي تتراوح أعمارهن بين 12 و16 عامًا، للاعتداء الجنسي "في الأغلب على أيدي مجموعة من الرجال ذوي الأصول الآسيوية الأكبر سنًا".
تسببت تلك القضايا تسببت في حالة سخط في أوساط الطبقة العاملة البيضاء بشكل خاص، حيث استخدمتها جماعات سياسية للتدليل على مساوئ الهجرة من مجتمعات ذات ثقافة تختلف عن الثقافة البريطانية
في عام 2013، استقالت ضابطة شرطة مباحث بمانشستر تدعى ماجريت أوليفر، اعتراضًا على عدم حماية الفتيات من ضحايا الاستغلال الجنسي، الذين عملت على قضيتهم خلال 2004.
مؤخرًا، أوليفر قدمت تقريرها واتهمت شرطة مانشستر الكبرى ومجلس مدينة مانشستر بالتستر على جرائم الاستغلال الجنسي للأطفال على نطاق واسع في المنطقة.
طالبت بتوجيه الاتهام لكبار المسؤولين الذين يشرفون على حالات الفشل الكبرى بسوء السلوك أو سوء التصرف، وحرمانهم من معاشاتهم التقاعدية.
تكون تقرير أوليفر من 145 صفحة، وكتبته بتكليف عمدة مانشستر الكبرى آندي بورنهام، تضمن:
- معرفة الأخصائيين الاجتماعيين أن طفلة تبلغ من العمر 15 عامًا، وهي فيكتوريا أجوليا، حقنت بالهيروين عنوة، لكنهم لم يتحركوا، فتوفيت بعد شهرين.
- سُمح للمعتدين بالتنقل بحرية وممارسة الجنس مع فيكتوريا وغيرها من الأطفال من دور رعاية المدينة، على مرأى ومسمع من المسؤولين.
- أسقطت شرطة مانشستر الكبرى تحقيقات حددت ما يصل إلى 97 من المشتبه بهم المحتملين و57 ضحية محتملة على الأقل، ولم يحقق إلا مع ثمانية رجال في وقت لاحق بتهم الاعتداء أو اغتصاب الفتيات.
- في الآونة الأخيرة حتى أغسطس 2018 ، رفض قائد الشرطة إعادة فتح العملية المسقطة.
- الضباط كانوا على دراية "بالكثير من القضايا المجتمعية الحساسة" حول الشرطة في جنوب مانشستر في عامي 2002 و 2003.
- يقول التقرير إن كبار الضباط خشوا من تناول وسائل الإعلام، للقضية وخاصة برنامج "إيدج أوف ذا سيتي" الذي تناول مشكلة مماثلة في كيلي بولاية ويست يوركشاير.
- سيارة أحد المشتبه بهم التي تم الكشف عنها في التحقيق الأولي كانت مرتبطة بضابط شرطة في مانشستر، تم فصله لاحقًا.
مساعد قائد شرطة مانشستر الكبرى، مابس حسين، أقر بأن السلطات لم تفعل كل ما كان في وسعها لحماية ودعم الأطفال ضحايا الاستغلال الجنسي الذي تم تحديده في عملية أوجستا في عام 2004. وأضاف: "أريد أن أعتذر لجميع الأطفال المستضعفين الذين تعرضوا للخذلان".
الشرطة اتصلت بجميع الضحايا في التقرير- باستثناء ضحية واحدة- وعرضت عليهم الدعم، وأقر حسين بأنه في أوائل الألفية الجديدة كانت أولويات القوات في جميع أنحاء المملكة المتحدة مختلفة للغاية، مؤكدًا أن ذلك تغير تمامًا وأصبحت حماية المستضعفين اليوم من أولوياتهم المطلقة.
وأشار إلى أن الشرطة وضعت استراتيجية جديدة للتعامل مع ضحايا الاعتداءات الجنسية، ووقف الجريمة قبل حدوثها.
التحقيق أسفر على القبض على مشتبه به في سبتمبر 2019 في قضية فيكتوريا أجوليا، وتم إطلاق سراحه على ذمة القضية، وما زال التحقيق مستمرًا.