22 عامًا فصلت المشهدين. الفوارق بين الصورتين منعدمة تقريبًا، لكن عجلة الزمن كان قد دارت بكثير من التفاصيل.
أسطورة الجولف تايجر وودز يلوح بذراعيه منتشيًا بانتصاره حين وصلت الكرة إلى البقعة الخضراء في الحفرة الـ 18 من ملعب أوغستا الوطني للجولف، مرتديًا قميص نايكي الأحمر. عانق عائلته، بما في ذلك ابنه تشارلي، في مشهد أعاد للأذهان احتضانه لوالده، مرتديًا نفس القميص، عندما حقق انتصاره الكبير الأول في بطولات الأساتذة في 1997.
الانتصار يمثل لحظة الذروة لمسيرة عودة رائعة استمرت ثماني سنوات بعد سقوط مدوٍ من على قمة لعبة الجولف. التفاصيل نرصدها عبر:
الحكاية في دقائق
ظهرت براعة وودز مبكرًا، وحصد عدة ألقاب في بطولات الهواة، قبل أن يبدأ مسيرته الاحترافية في 1996.
وعلى ملعب أوغستا الوطني للجولف، وبعلامة نايكي التجارية، والقميص الأحمر الذي يتفائل به، حقق وودز انتصاره الكبير الأول في بطولات الأساتذة في 1997، عندما توج ببطولة أمريكا للأساتذة بأرقام قياسية.
بدأت مشكلات وودز الأكبر عندما احتلت أخبار مشكلاته الزوجية عناوين الصحف في أنحاء العالم عام 2009، واستمرت قرابة عقد من الزمن، ثم حادث سيارة لاقى أصداء كبيرة وأدى لاتهامه بالقيادة المتهورة، ثم فقدان رعاة بوزن إيه تي آند تي، وجيليت، وجنرال موتورز، وغاتوريد، وتاغ هوير، ثم طلاقه.
راهن وودز على شبابه، وعلى قدرته على التحكم في جسده بالتدريب والإعداد المناسبين، لكن جسده خانه. تأرجحه الأسطوري، الذي طالما ولد قوة ومسافة استثنائية، وضع الكثير من الضغط على ظهره وركبتيه.
خضع لأربع عمليات جراحية في الركبة، وثلاثة في الظهر، منعته من التنافس بجدية لعدة سنوات.
قبل عامين فقط، كانت لحظات وودز السيئة مستمرة، عندما عُثر عليه نائمًا خلف عجلة سيارة مرسيدس، بينما كان واقعًا تحت تأثير كوكتيل مواد مخدرة مكون من خمسة أنواع.
اعترف لاحقًا أنه كان بحاجة إلى الحقن ليتمكن من اللحاق بحفل عشاء أبطال الأساتذة.
بعد الحفل، سافر وودز إلى لندن للحصول على استشارات طبية حول إمكانية الخضوع لجراحة دمج الفقرات، التي من شأنها تخفيف آلامه ومنحه فرصة لاستئناف ممارسة الرياضة التي يحبها.
عاد أسطورة الجولف تايجر وودز. سدد ضربة قصيرة لم تتجاوز ثانيتين، ليفوز بقلب بطولة أمريكا للأساتذة في نسخة 2019، في أول انتصاراته الكبيرة خلال 11 عامًا.
فوز وودز الأخير لحظة تتويج لنايكي كذلك، بعدما راهنت على التمسك بعقودها مع وودز. النتيجة كانت الـ 22,5 مليون دولار كإيرادات إعلانية عندما ظهرت إعلانات العلامة التجارية في جميع لحظات التتويج والعناق، التي تناقلها وسائل الإعلام عالميًا، بحسب تقديرات أبيكس ماركتنج.
كانت مهارة تايجر تتطور، لكن شخصيته تتراجع. فاز بالعديد من البطولات، والقليل من الأصدقاء. بدا باردًا، قاتمًا، منطويًا على ذاته. منحته انتصاراته الرضا مؤقتًا، لكنها لم تترجم إلى قناعة، تقول “وول ستريت جورنال”.
تعتبر الصحيفة أن انضباط وودز الذاتي الصارم كان جزءًا من جهد أكبر لضبط صورته عبر نشاطات خيرية ضخمة ومعلنة، وعرض حذر لحياته الأسرية. نجحت الجهود لبعض الوقت، حتى سقطت بوفاة والده، ومعها انهارت كل جهود بناء الصورة العامة لوودز.
الآن، وبعد العودة القوية والمجنونة، لا يمكن سوى تخيل قدر العمل والانضباط الذي احتاجه وودز لإعادة اختراع تأرجحه المميز، واكتشاف أفضل الطرق الحصول على أقصى استفادة من طاقته المتبقية. لم يعد بإمكانه إرسال الكرة أبعد من منافسيه بمقدار 30 أو 40 ياردة، لكنه كان قادرًا على توظيف ذكائه وخبرته لتحقيق ميزة استراتيجية.
https://www.youtube.com/watch?v=Kx9fadoL9oU
“أكثر من مجرد نادٍ”.. كيف خلقت السياسة برشلونة؟