جاستون ماسبيرو يعتبر عالم آثار فرنسي من أشهر وأبرز علماء المصريات، وله فضل كبير في حماية الآثار المصرية القديمة من السرقة.
تم إطلاق لقبه على مبنى الإذاعة والتلفزيون؛ نظرًا للجهود العظيمة والانجازات المتعددة التي حققها في مصر، وأهمها أنه تمكن من منع كافة عمليات تجارة الآثار غير المشروعة، وإعادة الآثار المصرية التي تم نهبها من قبل أشهر تجار الآثار إلى مصر.
وقدم الكثير من الأعمال العظيمة طوال فترة توليه منصب مدير مصلحة الآثار المصرية.
ولد جاستون يوم 23 من شهر يوليو 1846م في باريس، وهو أشهر عالم آثار فرنسي ومن أفضل علماء المصريات.
كان مهتم كثيرًا بدراسة التاريخ منذ صغر عمره، واهتم بدراسة اللغة الهيروغليفية منذ بلوغ الرابعة عشر من عمره.
وفي العام الثالث عشر من عمر جاستون فاز بمسابقة عامة في الأدب.
ثم التحق بعد ذلك بمدرسة الأساتذة العليا école normale supérieure وهي المدرسة التي قابل بها عالم الآثار أوجوست مارييت.
أعجب مارييت بجاستون كثيرًا بعدما تمكن من ترجمة نصين باللغة الهيروغليفية تم اكتشافهم حديثًا من قبل مارييت، خلال ثماني أيام فقط على الرغم من صعوبة فهم النصين، وكان ذلك السبب في جعل جاستون معروف في الأوساط العلمية.
اهتمام ماسبيرو بالاطلاع على كافة الآثار المصرية الموجودة بمتحف اللوفر.
وكذلك اطلاعه على نقوش المسلة المصرية الموجودة بميدان الكونكورد جعلته يتمكن من دراسة المصريات بنفسه.
علماء الكوليج دي فرانس أعجبوا به، وعلى الرغم من تفكيرهم في شغله لكرسي في علم المصريات، إلا أنهم قاموا بمنحه لقب استاذ مساعد لعمره الصغير ليومين عام 1874م، وبعد مرور اليومين تمكن من شغل كرسي.
جاء ماسبيرو إلى مصر يوم 5 من شهر يناير عام 1881م، عندما مرض مارييت وهو المدير لمصلحة الآثار المصرية.
والجدير بالذكر أنه كان يجيد اللغة العربية، وبعد مرور 13 يوم توفي مارييت.
وفي هذا الوقت كان ماسبيرو يبلغ من العمر 34 عامًا، وتولى منصب المدير لمصلحة الآثار المصرية، وأمين المتحف المصري في بولاق.
اهتم ماسبيرو بتوسيع آفاق البحث، وتمكن من استكمال الحفريات التي كان مارييت يقوم بها في سقارة.
وزاد اهتمامه بالمقابر، وتمكن من الكشف عن 4000 شطر من النصوص الفرعونية المدونة باللغة الهيروغليفية، واهتم بالتصوير لهذه النصوص وطباعتها.
قام جاستون ماسبيرو بعد ذلك بإنشاء أول معهد فرنسي في القاهرة. وكان المدير الأول لهذا المعهد.
واهتم بدراسة كافة الآثار المصرية الإسلامية، والآثار المصرية القبطية، بجانب دراسة الآثار الفرعونية.
بعد ذلك استكمل ماسبيرو الأعمال التي كان يقوم بها مارييت في السابق؛ وأهمها إزالة أكثر من 20 مترًا من الرمال عن أبو الهول بالجيزة.
كان يبحث ماسبيرو عن المقابر تحت الرمال التي اهتم بإزالتها؛ إلا أنه في ذلك الوقت لم يتمكن من إيجاد مقابر.
ولكن منذ وقت قريب تم الكشف عن عدد من المقابر في الأماكن التي كان يهتم ماسبيرو بالبحث خلالها.
قام ماسبيرو بنقل محتويات المتحف المصري الموجود في بولاق إلى المتحف المصري الموجود في القاهرة.
وتمكن من الكشف عن خبيئة بالكرنك، وكانت تضم المئات من التماثيل من مختلف العصور.
والجدير بالذكر أنه اهتم كثيرًا بالقيام بالعديد من الدراسات عنها.
تمكن ماسبيرو من إقامة أول مطبعة عربية وهيروغليفية في مصر، وتمكن من تسجيل المشاهد ومختلف النقوش التي تم العثور فيها في المقابر.
واهتم أيضًا بمواصلة كافة أعمال الحفر في معبد أدفو، ومعبد أبيدوس.
والجدير بالذكر أن مارييت هو من كان يهتم بالتنقيب عن الآثار المصرية في هذه المقابر من قبل.
جاستون كان متزوج، ولديه ولدان، الأول يدعى هنري ماسبيرو وتخصص في علم الآثار الصيني.
والثاني يدعى جان ماسبيرو وتوفي في الحرب العالمية الأولى.
توفي جاستون ماسبيرو في باريس يوم 30 من شهر يونيو عام 1916م، وكان عمره يقترب من ال70، وتم دفنه في قصر مونبارناس.
تم إطلاق لقب ماسبيرو على مبنى الإذاعة والتلفزيون في القاهرة اعترافًا بالأعمال الجليلة التي قدمها إلى مصر.
بالإضافة إلى اهتمامه الكبير بالحفاظ على الآثار المصرية، ليس هذا فحسب بل ساهم في الفيلم الروائي المومياء للمخرج الرائع شادي عبد السلام.
بدأ جاستون حياته العملية بالتدريس، وتم تعينه في المدرسة التطبيقية للدراسات العليا.
بعد ذلك تم تعيينه في كوليج دو فرانس كأستاذ، وكان ذلك عام 1874م.
ذهب إلى مصر في شهر نوفمبر عام 1880م في بعثة أثرية، وفي ذلك الوقت قام بإنشاء المعهد الفرنسي للآثار.
تمكن ماسبيرو من مواجهة السرقات التي تعرضت إليها الآثار المصرية.
تعاون مع العالم المصري أحمد كمال بك وتمكنا من نقل عدد كبير من الموميات.
بالإضافة إلى قدرته الكبيرة في استرجاع الآثار التي تم نهبها، ونقلها إلى المتحف المصري الموجود في القاهرة.
تمكن ماسبيرو عام 1912م من سن قانون جديد يمنع الأشخاص من التنقيب.
وأوضح أن البعثات العلمية فقط من تمتلك حق التنقيب بعد الموافقة على المشروع.
كما أوضح أن الحفارين يمتلكون حق الحصول على القطع التي يوجد مثيل لها في المتحف المصري في القاهرة.
ويمنع حصولهم على نصف الكمية التي يتمكنون من العثور عليها كما كان في السابق.
في عام 1881م تمكن جاستون ماسبيرو من القبض على أشهر عائلة يعملون كتجار آثار وهي عائلة عبد الرسول.
ليس هذا فحسب بل أجبرهم على الاعتراف عن السرقات التي نهبوها، وذلك بعد تعذيبهم.
وتمكن من الكشف عن أهم مخابئه في الدير البحري والتي تضم العديد من مومياوات الملوك وأهمهم سقنن رع، وأحمس الأول، وتحتمس الثالث، بالإضافة إلى رمسيس الثاني، وسيتي الأول، وغيرها الكثير من المومياوات.
في عام 1889م تم نشر دراسة مكثفة من قبل ماسبيرو بأهم النتائج التي توصل إليها عند الشك باللصوص الذين قاموا بسرقة الآثار بالفعل.
وكانت هذه الدراسة تحمل عنوان المومياوات الملكية للدير البحري.
بعد ذلك عاد مرة أخرى إلى مصر، واهتم بالترتيب والفهرسة الجيدة لمختلف الآثار التي تمكن من العثور عليها.
وكذلك الآثار التي تمكن مارييت من العثور عليها، وتم نقلها إلى متحف حي بولاق.
الجدير بالذكر أن المجموعة الرائعة التي تمكن ماسبيرو ومارييت بالتنقيب عنها أصبحت النواة الحقيقية للمتحف المصري.
وتمكن ماسبيرو من القيام بذلك أثناء فترة الولاية الثانية للإدارة المتحف المصري في الفترة التي تبدأ من عام 1899م حتى عام 1914م.
خلال عام 1892م كان الإنجليز يحتلون مصر في ذلك الوقت ونشأت بعض الاحتكاكات بينهم، وبين الفرنسيين لأنهم كانوا يودون إدارة الآثار المصرية.
ونتيجة لتلك الاحتكاكات قرر جاستون تقديم استقالته، ولكن بعد ذلك طالب الممثل لفرنسا بعودة ماسبيرو وإدارة الآثار المصرية.
وبالفعل عاد عام 1899م إلى مصر.
وخلال عام 1899م عين ماسبيرو هوارد كارتر الذي يعتبر المفتش للآثار في مصر العليا، وفي عام 1905م قام بتقديمه إلى اللورد كارنافون.
وفي عام 1914م عاد جاستون ماسبيرو إلى باريس، وتم تعينه في منصب المستشار الدائم للأكاديمية المختصة بدراسة الفنون والآداب.