جدار برلين | من هو الرئيس الذي أمر ببناء جدار برلين وكيف سقط الجدار

جدار برلين | من هو الرئيس الذي أمر ببناء جدار برلين وكيف سقط الجدار

20 Feb 2022
بنك المعرفة دقائق.نت
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

سنأخذك اليوم في جولة سياسية وتاريخية إلى القارة الأوروبية، نسرد لك تاريخ أشهر جدار فاصل في العصر الحديث الذي أستخدم لتقسيم دولة كانت ذات يوم من القوى العظمى التي تحكم العالم والتي صدمت الجميع عند هزيمتها في الحرب العالمية الثانية، وهي دولة ألمانيا التي قامت ببناء جدار برلين ، وسنذكر لك تاريخ هذا الجدار من أسباب بنائه والنتائج المترتبة على تأسيسه وحتى فترة هدمه فتابع معنا.

معلومات عن جدار برلين

هو سور يوجد في مدينة برلين عاصمة ألمانيا وكان يقسمها إلى نصفين، وتم إستخدامه لقطع العلاقات بين شطري ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية لمدة عقود من الزمان.

ولكنه لم يكن جدار برلين مجرد سور يقسم المدينة فقط بل كان يقسم أيضاً أيدلوجيتين وتوجهات فكرية وسياسية مختلفة.

بمجرد بناء هذا الجدار لم تعد تلك المنطقة مجرد حدود بين شطري ألمانيا، بل أصبحت هذه المنطقة حدًا فاصلاً بين حلف وارسو وحلف الناتو، بين الرأسمالية والاشتراكية، بين منطقتين مختلفتين سياسياً واقتصادياً بعد أن كانت ذات يوم دولة وشعب من نسيج واحد.

تاريخ بناء جدار برلين

نتيجة الخسارة في الحرب العالمية الثانية وكسر شوكة النازية، تم تقسيم ألمانيا إلي نصفين، شرق برلين تكونت دولة ألمانيا الشرقية بينما على الجانب الآخر قامت دولة ألمانيا الاتحادية في الجزء الغربي من برلين.

وبسبب إحتقان الحرب الباردة بين الألمانيتين الجديدتين تم تجميد الحركة التجارية مع ألمانيا الشرقية، مما نتج عنه عدة حروب دبلوماسية والمحاولة في زيادة حماية الحدود بين البلدين

وقد كانت المنافسة مستمرة وشديدة بين الجانبين حتى وصلت هذه الحرب الباردة إلى أشدها عندها قامت ألمانيا الشرقية الديمقراطية ببناء سور برلين.

قامت جمهورية ألمانيا الديمقراطية ببناء جدار برلين سنة 1961 لكي تنقذ إقتصادها المستمر في الإنهيار نتيجة للتجارة في السوق السوداء وبسبب هجرة وفرار الناس إلى ألمانيا الغربية.

تاريخ جدار برلين

ما هي أسباب بناء جدار برلين؟

لكي نفهم أسباب بناء جدار برلين لا بد أن نعود بالتاريخ إلى فبراير سنة 1945، عند فوز الحلفاء في الحرب العالمية الثانية تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكية وبعدها قيام مؤتمر يالطا الذي نتج عنه تقسيم ألمانيا إلى أربع مناطق تقع تحت سيطرة الحلفاء وهم أمريكا وبريطانيا وفرنسا.

وفي يوم 23 مايو سنة 1949 اتفقت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا على تأسيس جمهورية ألمانيا الاتحادية على الأرض التي تقع تحت سيطرتهم وأُطلق عليها فيما بعد إسم ألمانيا الغربية.

فبعد هزيمة الاتحاد السوفيتي وخسارة الجزء الغربي من ألمانيا وجه الإتحاد تحذيراً إلى الدول الغربية المسيطرة على ألمانيا الغربية بمغادرتها وتحويلها إلى منطقة خالية من السلاح، ولكن رفضت الدول الغربية هذا التحذير.

وبالتالي أصبح هناك نظامين سياسيين مختلفين إلى جوار بعدهم النظام الاشتراكي والنظام الرأسمالي.

وكان رد فعل الاتحاد السوفيتي على قيام دول الحلفاء بتأسيس ألمانيا الغربية أن قام الاتحاد بتأسيس ألمانيا الشرقية في يوم 7 أكتوبر سنة 1949

وفي شهر أبريل سنة 1952 إتخذ الاتحاد السوفيتي قراراً بأن يقوم بإغلاق الحدود بين برلين الشرقية وبرلين الغربية ولكنه لم ينجح في هذا بسبب هروب عدد كبير يصل إلى الملايين من الجزء الشرقي من برلين إلى الجزء الغربي، الأمر الذي هدد الإقتصاد الألماني الشرقي بشدة بسبب خسارة القوى العاملة.

حيث تقول بعض الإحصائيات إن عدد الهاربين من ألمانيا الشرقية إلى الجزء الغربي عبر جدار برلين يبلغ حوالي 2.5 شخص هارب.

وهناك دراسات إحصائية أخرى ترى أن عدد الهاربين من ألمانيا الشرقية إلى الغربية يتجاوز الثلاثة ملايين وكان أغلب الهاربين من الفئات المثقفة والمتعلمة، الأمر الذي يسبب خطورة كبيرة على كيان دولة ألمانيا الشرقية وعلى اقتصادها وبالتالي كان عليها التحرك السريع للسيطرة على هذه الحدود.

من هو الرئيس الذي أمر ببناء جدار برلين؟

وبعد تجاور البلدين المختلفين أيديولوجيا اهتمت كل واحدة منها على تأمين حدودها دعمًا منهم لهذا التقسيم.

وفي بداية الأمر تم وضع الشرطة وحرس الحدود وبعد ذلك قامت ألمانيا الشرقية ببناء السياج.

ونتيجة لمحاولات ألمانيا الشرقية المستمرة في السيطرة الكاملة على الحدود المطلة على ألمانيا الغربية.

في سنة 1961 قرر رئيس وزراء ألمانيا الشرقية نيكيتا خروتشوف بوضع حاجز مع برلين الغربية يتكون من أسلاك شائكة لكي يمنع محاولات الهروب إلى الغرب.

ولكن سرعان ما قررت ألمانيا الشرقية استبدال الأسلاك الشائكة بـ جدار برلين قوي يتم بناؤه من الحديد والخرسانة، ولم تكتفي بهذا الحد بل قامت بتزويد الجدار بالسياج كهربي وأسلحة آلية.

وكان ذلك في عهد الرئيس فالتر اولبريشيت الذي أصدر أوامره في يوم 12 أغسطس سنة 1961 ببناء جدار يفصل بين الأجزاء الشرقية والغربية من مدينة برلين، لكي يحكم سيطرته على الحدود ويحل مشكلة النازحين إلى دولة ألمانيا الغربية.

وبعد بناء هذا جدار برلين أصبح من الضروري على سكان مدينة برلين أن يحصلوا على تصريح لكي ينتقلوا من هذه المنطقة إلى المنطقة الأخرى.

ما هو طول جدار برلين؟

تم بناء جدار برلين على مساحة تصل إلى 155 كيلو متر من شمال برلين إلى جنوبها ونتج عنه عزل 122 كيلو متر من برلين الغربية عن ألمانيا الشرقية.

ويتكون معظم الجدار من الأسمنت المسلح الذي يتجاوز إرتفاعه ثلاثة أمتار، ويوجد بجواره مراكز مراقبة، كما أنه محاط بأسلاك شائكة و أجهزة تسليط الضوء لمنع أي محاولات الهروب إلى الجزء الألماني الغربي.

ومن أهم نقاط المراقبة الأمنية التي تتواجد على طول جدار برلين هي نقطة شارلي.

نتائج بناء هذا الجدار العازل

بعد إقامة هذا الجدار الذي قسم الدولة الألمانية واجه الشعب الألماني الكثير من المصاعب والأضرار المادية والنفسية والاجتماعية مثل ترك العمل والوظائف أو الفصل منها، كما شتت هذا الجدار بين العائلات فأصبح بعضهم يعيش في ألمانيا الشرقية والبعض الآخر يعيش في ألمانيا الغربية.

نقطة البداية لهدم جدار برلين

بدء إنهيار جدار برلين في يوم التاسع من شهر نوفمبر سنة 1989، نتيجة للحرب العالمية الباردة بين ألمانيا الشرقية والغربية أصبح رئيس ألمانيا الشرقية في مأزق سياسي وأُجبر على تحسين العلاقات الدبلوماسية مع ألمانيا الغربية.

ومن أهم الخطوات التي اتخذها لتحسين العلاقات الدبلوماسية هي إعلانه عن حرية المواطنين في التنقل بين جانبي ألمانيا الشرقي والغربي.

ونتج عن هذا الإعلان تجمع أعداد كبيرة من الشعبين على حدود بلدين ويحملون معهم أدوات لهدم هذا الجدار الذي فرق بينهم مثل المطارق وبالفعل تم هدمه على يد الشعب، ولا يزال هناك قطع محفوظة منه في المنازل والمتاحف.

وفي خلال شهر واحد من هذا الإعلان أصبح الألمان لديهم الحرية الكاملة في التنقل عبر هذه الحدود بدون الحاجة إلى تأشيرة الدخول.

ويعد هدم جدار برلين هو الإنطلاقة القوية التي ساهمت في توحيد ألمانيا وبدأت الإزالة الفعلية لهذا الجدار في يوم 13 يونيو 1990 وإنتهت أعمال الإزالة في سنة 1992.

سقوط جدار برلين

إنهيار جدار برلين

في يوم تسعه من شهر نوفمبر سنة 1989 حدث إنهيار هذا السور وإنهارت معه ألمانيا الشرقية وإسمها الآخر جمهورية ألمانيا الديمقراطية، ولم يتبقى من هذا السور سوى بعض الآثار والقطع التي تشهد على تاريخه الصعب والحزين في ذاكرة الشعب الألماني والعالم.

وكانت ألمانيا الشرقية تتبنى الأيدلوجية الشيوعية وكان يحكمها الإتحاد السوفيتي، أما ألمانيا الغربية فكانت تتبني الأيدلوجية الليبرالية وكانت تحكمها بالوصاية كلاً من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك