فقد حزب الله العشرات من المقاتلين في سوريا، لكن العائلات تدعي أنها فخورة بقتلاها، الذين تمجدهم “كشهداء”. هل كان سفك دمائهم ضروريا – وإلى أين تنتهي الجثث؟
بين ورشة عمل ميكانيكية وطريق سريع مزدحم في الضواحي الجنوبية في بيروت ، يضم مبنى من الحجر الباهت مقابر لشباب قتلوا في الحرب في سوريا.
هنا معقل حزب الله في جنوب بيروت، الحزب السياسي اللبناني والميليشيا. منذ أن أعلن دعمه العسكري لنظام الأسد في مايو 2013 ، شكّلت حديقة ضريح الحور في زينب جزءاً من مشهد الشارع.
يلعب هذا الطفل على شواهد القبور بينما تخبره والدته لماذا عليه أن يبجل “الشهداء”.
يضم ضريح القتلى في سوريا حوالي 200 مقبرة. في كثير من الأحيان، لا تذهب عائلات القتلى للمقابر، ولكن مؤيدي حزب الله يقولون إنهم يرغبون في أن “يستشهد” أقاربهم الذكور في سوريا. وفقا لتقرير مصور نشره موقع TRT World.
لا يكشف حزب الله المدعوم من إيران، والذي صنفته الولايات المتحدة ودول الخليج وإسرائيل كمنظمة إرهابية، عن عدد مقاتليه الذين قُتلوا على الحدود، حيث أثبت أنه واحد من أكثر حلفاء الأسد فعالية. لكن التحليلات المستقلة قدرت عدد قتلاه في سوريا بأكثر من 1200 شخص.
لكن لا يدعم الجميع تدخل حزب الله في سوريا. لقد انقسم حوله لبنان، الذي لا يشارك رسمياً في النزاعات الإقليمية، في حين أن العديد من السوريين يلومون الحزب على تمكين نظام الأسد.
الشهادة تتمتع بمكانة كبيرة في تاريخ الإسلام الشيعي. يتبع الشيعة الإمام الحسين، حفيد النبي محمد، الذي قُتل في معركة كربلاء عام 680.
تمتلئ شواهد قبور “الشهداء” بزخارف شخصية
يعتقد بعض المراقبين أن الأضرحة جزء من نشاط حزب الله المجتمعي. في بلد غالبًا ما كانت الدولة غائبة عنه، قدم حزب الله أنصاره إلى الكشافة والمراكز المجتمعية والمستشفيات – حتى أن جناح الخدمات الاجتماعية التابع للحزب قد عقد ورشًا في الحدائق.
مشاعر أقارب “الشهداء” غريبة ومتناقضة في كثير من الأحيان – الحداد والحزن والفخر في كل مرة.
يعتقد المحللون أن حزب الله سيحتفظ بقواعد في سوريا. من المرجح أن يكون من الأسهل إقناع الناخبين اللبنانيين بالحاجة إلى البقاء، بعد أن بدأ عدد المقاتلين الذين عادوا عبر الحدود في التراجع.
موضوعات متعلقة
نسخة للطباعة
