جيم موريسون هو مغني أمريكي على الرغم من صغر سنه إلا أنه نال شهرة واسعة، وأصبح قبره في باريس مزارًا سياحيًا لكافة الزوار من مختلف أنحاء العالم، وسوف نتعرف في هذا المقال عن طفولته والصدمة التي تعرض لها وأثرت في شخصيته بشكل كبير، وبدايات حياته الفنية في عالم الغناء والتمثيل والرسم، وعلاقاته العاطفية؛ فقد تزوج من امرأتين وهو أمر غير عادي، وقصة وفاته في فرنسا.
اسمه جايمس دوغلاس موريسون، الشهير بـ جيم موريسون وهو مغني من الولايات المتحدة الأمريكية.
يعتبر أحد أشهر المطربين المؤثرين في عصره بموسيقي الروك.
وعلى الرغم من انضمامه لفرقة (دورز) لوقت قصير، إلا إنها كانت واحدة من أسباب شهرته الكبيرة في الستينات.
لم يقتصر عمله على الغناء فقط بل كان عازف موسيقى، وشاعر، ومؤلف أغاني، كما عمل في التمثيل والإخراج أيضًا، بالإضافة إلى أنه واحدًا من صناع الأفلام المحترفين.
ولد جيم موريسون في الولايات المتحدة الأمريكية في فلوريدا بمنطقة تدعى ملبورن، وذلك في الثامن من شهر ديسمبر لعام 1943م.
والدته هي السيدة كلارا كلارك وكانت ربة منزل، أما أبوه هو السيد جورج ستيفن موريس.
كان والده يعمل في مجال الملاحة البحرية، وتمت ترقيته بعد ذلك ليصبح قائد أسطول.
ولمهارته الشديدة في الملاحة البحرية وكل ما يتعلق بها، ترقى إلى رتبة قائد القوات البحرية وذلك على متن أحد السفن الضخمة المشاركة في حرب فيتنام.
لم تنشأ موهبة وبراعة جيم في الفن والغناء من فراغ، على الرغم من عمل والده الشاق.
إلا إنه كان له دور كبير في الحس الموسيقى لجيم، حيث كان والده يجيد العزف على آلة البيانو بمنتهي البراعة.
كان جيم من الأطفال المجتهدين والمتفوقين دراسيًا، وكان يمتلك ذكاءً حادً، وشغوف في سن مبكرة بالرسم والكتابة والقراءة.
ذات يوم كان جيم مع والده في رحلة بالسيارة إلى صحراء ميكسيكو، وكان لم يتجاوز الخامسة من العمر آنذاك.
وأثناء السير شاهد سيارة نقل كبيرة كان بها عدد كبير من العمالة الهندية، اصطدمت السيارة وتحطمت ومات جميع العمال.
كان المشهد رهيب على طفل صغير في سنه أن يرى الجثث ملقاه هنا وهناك، والدماء تكسوها من كل جهة.
أثر ذلك الحادث الأليم في جيم ونفسيته بشكل كبير، وظل يطارده إلى أن كبر ولم ينساه أبدًا.
ويقول عن ذلك الحادث: عندما أتذكره أشخاص نائمون على الأرض ويغطيهم اللون الأحمر.
لم أكن أفهم ما هذا، وكنت أرى الناس يجرون في كل مكان على هذه الجثث، شعرت إنهم مثلي كذلك لا يفهمون شيء ولا كيف حدث هذا.
وعلى الرغم من عدم استيعاب جيم موريسون للحادث لصغر سنه في هذا الوقت، إلا إنه يقول لقد شعرت أن هناك شيء بشع وخطير، وأثر في نفسي حتى تملكني الفزع مما أرى.
حادث أليم وكبير على ذاكرة طفل، على الرغم من أن أسرته وصفته بالمبالغة، إلا أن هذا الحادث بمثابة المرة الأولى والوحيدة التي يشعر فيها جيم بالفزع والخوف.
ولم يمحي أثر هذا الحادث ونراه واضحًا في قصائده بعد كل هذا العمر.
على الرغم من العلاقات العاطفية المتعددة التي وقع فيها جيم موريسون مع الجنس اللطيف، لكنه عاش عمره يحب امرأة واحدة.
وهي زوجته باميلا كورسن حيث نشأت بينهما قصة حب كبيرة، انتهت بالزواج، وقام جيم بكتابة كل ثروته باسمها بكل رضا.
ولكنه مثل معظم الرجال كان له علاقات أخرى على الرغم من حبه لزوجته.
وفي عام 1970م تزوج سرًا من فتاة تدعى باتريشا كينيلي وهي تعمل في مجال الصحافة والإعلام.
ولم يكتفِ بهذا على الرغم إنه متزوج من سيدتين، وكان له الكثير من العلاقات خارج إطار الزواج.
هناك بعض الحقائق التي لا يعلمها الكثير من الناس عن جيم، الكثير يعلم إنه مغني روك.
ولكنه على الرغم من ذلك كان عاشق لموسيقى البلوز بل كان يفضلها، وكان يبدي إعجابه بإحدى الفرق وهي Led Zepplin.
على الجانب الآخر من شخصية جيم موريسون الإنسان بعيدًا عن الفن، فكان شخص محب للإثارة والتشويق.
كثير من أصدقائه والمقربين منه يؤكدون حبه للمغامرة، فكان يحب إخافة وبث الذعر في نفوس كل من يركب معه السيارة.
بالإضافة لكونه مطرب بارع، فهو أيضًا رسام ماهر جدًا، وله العديد من الصور والرسومات الرائعة.
ولكنها تتسم بطابع الحزن والكآبة بعض الشيء، ربما هذا بسبب ما تعرض له في صغره والحادث الذي رأه.
كما كان يقوم برسم بعض الصور الجريئة بعض الشيء، وأغلبها صور جنسية، وبعض الصور والرسومات التي تجسد كافة أشكال العنف.
ترك جيم موريسون الرسم لكي يتفرغ للغناء والموسيقى، حيث قام بإنشاء فرقته الخاصة وأطلق عليها دوورز Doors.
والجدير بالذكر أنه كان موهوبًا في فن الكتابة والتأليف، وله قصيدة شهيرة للغاية بعنوان (الملك العظيم).
ومن شدة تعلق الناس وحبهم لهذه القصيدة أطلقوا عليها هذا اللقب.
ومن أشهر الأقوال التي كان يؤمن بها جيم ويصدقها ويرددها دائمًا: “لكي تستطيع السيطرة على العقول عليك السيطرة أولًا على وسائل الإعلام”.
أقبل جيم موريسون على إدمان المخدرات والكحول، وساءت حالته الصحية ونفسيته وتعرض للاكتئاب، وكان ذلك في سن صغير في شبابه.
ولكي يتغلب على تلك الحالة قدر المستطاع سافر مع زوجته كورسن إلى باريس في إجازة من فرقته دوورز.
ولكن حالته لم تتحسن كثيرًا، وظل جيم يعاني صحيًا ونفسيًا من الآثار السلبية لإدمان الكحول والمخدرات.
في أحد أيام عام 1971م دخلت عليه زوجته لتراه مستلقيًا في حوض الاستحمام الخاص به، لتكتشف إنه ميت.
رجح الأطباء أن سبب الوفاة مشاكل في القلب لم يتحملها جيم مع المخدرات والكحول، أدت إلى وفاته.
ولكن لم يتم معرفة السبب الحقيقي إلى الآن وراء موت جيم موريسون وذلك لأنه لم يتم تشريح جثته بسبب عدم وجود شبهة جنائية من وجهة نظر الشرطة في فرنسا.
وبسبب شهرة جيم كغيره من الفنانين؛ نال خبر موته اهتمام الجميع وأصبح محط أنظار الجمهور.
لذلك ظهرت العديد من الشائعات المختلفة حول موته التي تناقلها الناس فيما بينهم.
ونشر أحد الأشخاص يدعى سام بارنيت وهو أحد ملاك الملاهي الليلية في عام 2007م؛ كتاب يقول فيه أن وفاة جيم كانت بسبب إدمانه المخدرات.
يقول سام أن جيم مات بعد أن تناول جرعة زائدة من الهيروين ولم يتحملها جسده.
ولتضليل وسائل الإعلام تم وضع جثته في حوض الاستحمام ليقال أن الموت طبيعي.
توفي جيم في عمر صغير جدًا لم يتجاوز الثمانية والعشرين عامًا، وتم دفنه في باريس.
وأصبح قبره فيما بعد واحد من أهم الأماكن السياحية في المدينة.
قام الممثل فال كيلمر عام 1991م بتصوير أحد الأفلام التي خلد فيها ذكرى جيم موريسون
وتم تناول سيرته الذاتية من خلال هذا الفيلم وهو فيلم بعنوان The Doors.