الرقم الدقيق الذي نقلته بي بي سي عن أكاديميين متخصصين، بينهم أستاذ علوم النظم الإيكولوجية في جامعة أكسفورد يادفيندر مالهي، أن غابات الأمازون تنتج أقل من 10% من كمية الأكسجين في العالم.
مع ذلك، هذه ليست القصة الكاملة. على المدى الطويل، تمتص غابات الأمازون نفس كمية الأكسجين التي تنتجها، مما يعني إجمالي الناتج الصافي يساوي صفر!
البروفيسور جون لويد من جامعة إمبريال كوليدج في لندن يقول إنه على الرغم من أن الأمازون تنتج كمية كبيرة من الأكسجين يوميًا من خلال عملية التمثيل الضوئي، فإنها تمتص حوالي نصفها مجددًا، بينما تتكفل تربة الغابة والحيوانات والميكروبات بقية النسبة.
مع ذلك، يتوقع الأكاديميون تأثيرًا سيئًا على المناخ من خلال حرائق الغابات الحالية، خصوصًا في أمريكا الجنوبية التي من المحتمل أن تشهد انخفاض سقوط الأمطار وموسم جفاف أكثر كثافة.
لا يستبعد الأكاديميون كذلك أن تعزز انبعاثات الكربون ظاهرة الاحتباس الحراري، لكن التأثير العالمي على المدى الطويل “يصعب تحديده”.
الأمر خليط في رأي بوكانيرا بين ظواهر طبيعية وارتياح شعبي ورسمي عام رغبةً في إزالة الغابات وتطهير الأمازون لاستخدامات الزراعة والتعدين.
يقول الخبراء إن غابات الأمازون الرطبة تنقصها القدرة على التكيف مع النار بنسبة كاملة، وتعاني من أضرار جسيمة مع أي حريق، وتحتاج ما بين 20 إلى 40 عامًا لتجديد أشجارها المحترقة، كما أن الحرائق تجعل الأشجار الباقية أكثر عرضة للجفاف والحرائق المتكررة.
هذه التفاصيل تشجع مجموعات أصغر من الناس ستستفيد من تدمير الغابة على إشعال الحرائق؛ خصوصًا أنها تدرك تمامًا أن السلطات لن توقفها، وأنها لو ألقت القبض عليهم فلن تعرضهم لأي عقوبة.
وصل الرقم إلى أكثر من 74,000 حريق، معظمها في الأمازون، بين يناير وأغسطس، وهو أعلى رقم منذ بدء التسجيل في 2013.
لكن الخبراء الذين استطلعت بي بي سي أراءهم يصفون معظم تلك الحرائق بـ “متناهية الصغر”. فالزيادة في “عدد” الحرائق لا يعني بالضرورة زيادة في مساحة الحرائق.
الأدلة تشير مع ذلك إلى المزيد من المساحات الضائعة، لكن النسب الدقيقة ليست معروفة حتى الآن، بالنظر لاستمرار بعض الحرائق.
80% من غابات الأمازون لا تزال سليمة، لكن تغير المناخ مع رغبة البشر في إزالتها وانخفاض هطول الأمطار سيخلق ظروفًا مناسبة لانتشار الحرائق، وإذا ارتفعت نسبة المفقود من الغابات إلى 30- 40%، فسيكون هناك خطر من تغيير مناخ الغابة بأكمله.
ولم تنتشر أخبار الحرائق إلا بعد ظهور علامات كبيرة مثل العتمة النهارية التي ضرب مدينة ساو باولو نتيجة الدخان الكثيف، وبعد ذلك أطلق النشطاء في العام هاشتاجات مطالبة بإنقاذ الغابات.
واستدعى الرئيس البرازيلي القوات المسلحة للتدخل؛ كونها تملك قدرات إطفاء أعلى تشمل الطائرات العمودية، بعدما هدده نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بإلغاء صفقة تجارية ضخمة بين الاتحاد الأوروبي وأمريكا الجنوبية.
جريتا ثونبرج.. دليل اليسار لإنتاج جماعات الكراهية | مينا منير