فما هو العقار الجديد؟
وماذا تغير في فلسفة علاج السرطان؟
هل من آثار جانبية؟
وكم تبلغ تكلفة العلاج؟
الإجابة في السطور التالية من دقائق
فيتراكفي هو الاسم العلمي لعقار Larotrectinib، أو (LOXO-101, ARRY-470) الجديد، والذي يعمل على تجفيف منابع السرطان، ويمكن استخدامه للأطفال والبالغين على حد سواء.
اعتماد العقار جاء بعد إقرار ثلاث تجارب سريرية شملت 55 من الأطفال والمراهقين والبالغين، تتراوح أعمارهم بين أربعة أشهر إلى 76 عامًا، يعانون أنواعًا مختلفة من الأورام، التي لم يكن ممكنًا إزالتها جراحيًا، أو خضعت لجراحات فعلًا ولم يمكن إزالة أورام المرضى من خلال الجراحة أو ازدادت سوءًا بعد العلاج.
ووصل معدل الاستجابة للعقار إلى ما بين 75 – 80%، بحسب تقريري فريق الباحثين الذي طور العقار، والشركتين المصنعتين.
يتمثل السرطان في نمو الخلايا وانتشارها بشكل لا يمكن التحكم فيه، وبإمكانه إصابة كل أعضاء الجسم تقريبًا. تغزو الخلايا المتنامية النُسج التي تحيط بها، ويمكنها أن تتسبّب في نقائل تظهر في مواضع أخرى بعيدة عن الموضع المُصاب.
وبخلاف صعوبة العلاج بشكله القديم، كانت احتمالات عودة الإصابة قائمة، سواءً في الموضع ذاته الذي ظهر عنده السرطان الأول، أو في جزء آخر من الجسم.
هنا أدرك الباحثون أهمية البحث عن طريق مختلف، فتوصلوا إلى أن السمات الجزيئية للورم، مثل سماته الوراثية، ذات أهمية أكثر من المكان الذي بدأ منه النمو، وغيروا فلسفة العلاج، من الاعتماد على علم التشريح والعلاج الكيميائي الذي يستهدف الخلايا السرطانية، إلى علم الأحياء، بالبحث عن عقاقير تعالج الأورام على أساس الصفات الوراثية، وليس موقعها في الجسم، وهو ما نجح فيه فيتراكفي، بحسب تقرير إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، التي أقرت العقار في 26 نوفمبر/ تشرين الثاني.
ديفيد هايمان، رئيس قسم تطوير الأدوية المبكرة بمركز ميموريال سلون كيترينغ لعلاج السرطان في نيويورك، يقول:
“كنا نعالج مرضى السرطان تقليديًا باستهداف الأجزاء التي انتشرت فيها الخلايا السرطانية أما العقار الجديد، فيعمل بصرف النظر عن الجزء الذي شهد نمو الورم السرطاني، طالما وُجدت الطفرة الجينية المحددة المسؤولة عن هذا الورم”.
للعقار الجديد عدة محاذير، تتعلق بالسمية العصبية، وتسمم الكبد، والسمية الجنينية. لكن التفاصيل أقل إثارة للقلق.
أكثر الأعراض السلبية الشائعة التي لوحظت في أكثر من 20٪ من المرضى كانت تتعلق بزيادة ناقلة أمين الألانين، وزيادة ناقلة أمين الأسبارتات، وفقر الدم، والإرهاق، والغثيان، والدوخة، والسعال، والتقيؤ، والإمساك، والإسهال، لكن معظم الآثار الجانبية، التي ظهرت عند أكثر من 10% من المرضى لم تتجاوز الدرجتين الأولى والثانية، ولم تكن خطيرة بما يكفي لاستبعادهم من إكمال التجارب.
الفطر السحري.. نقطة تحول في علاج الاكتئاب المستعصي
نوبل للطب 2018 أمل جديد في محاربة السرطان عن طريق الجهاز المناعي
سيطرح العقار الجديد على هيئة أقراص أو كبسولات للبالغين، وشراب للأطفال. ويوصف العقار الجديد بـ “باهظ الثمن”.
ليس من الواضح حتى الآن تكلفة البرنامج العلاجي بالتحديد. تقارير أمريكية تصل بالتكلفة إلى 393 ألف دولار في العام الواحد، لكن الشركة المصنعة “باير” تتوقع أنه “لا أحد ممن يحتاجون إلى العقار سيستغني عنه”.
وتشير نتائج الاختبارات إلى أن التأثيرات الإيجابية للعقار بدأت تظهر على 73% من المرضى بعد ستة أشهر على الأقل، لكن 40% تقريبًا احتاجوا أكثر من عام كامل للشفاء.
يمكن أن نقول إن العقار، رغم تكلفته، سيعتبر المنقذ للمرضى الذين ليس لديهم بدائل.