سباستيان كورتس لم يقض في منصب المستشارية سوى 18 شهرا فقط. وخرج من منصبه بفضيحة دمرت ثقة البرلمان النمساوي في حكومته الائتلافية.
سبب الفضيحة كان مقطع فيديو تم تسريبه لنائب كورتس، هاينز كريستيان ستراش، وهو يتحدث مع امرأة من أثرياء روسيا عن بيع نفوذ سياسي لها داخل النمسا. إلى درجة أنه عرض عليها أموال عامة.
كورتس وستراش لا ينتميان إلى نفس الحزب، لكنهما شركاء في حكومة ائتلافية.
في ظروف عادية كان يمكن أن تكون تلك نهاية الطريق لسياسي صغير السن مثل كورتس البالغ من العمر 32 عاما، لكن دراما السياسة لم تقف عند هذا الحد حيث ذكرت صحيفة "التايمز" وموقع "بولتيكو" أن كورتس خسر الحكومة بعد ساعات من فوز حزبه في انتخابات البرلمان الأوروبي.
نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي وصفتها التايمز بأنها انتصار غير مسبوق كون حزب كورتس تمكن من حصد 35% من الأصوات، أي أن كورتس يمكنه العودة سياسيا في الانتخابات المقبلة كون الرأي العام لم يخسر الثقة فيه هو بل في نائبه في الائتلاف الحاكم.
أي أن الرأي العام لم يكن من رأي البرلمان.
في الوقت الحالي يمكن لرئيس النمسا ألكسندر فان دير بالين تعيين حكومة مؤقته لحين إجراء انتخابات جديدة، والموعد المقبل للانتخابات العامة في النمسا سيكون في سبتمبر المقبل.
سباسيتان كورتس أمامه أشهر لتكوين ائتلاف جديد يمكنه أن يعود به إلى السلطة لو فاز. وفوزه في الانتخابات البرلمانية يعطيه دفعة معنوية لفعل ذلك ويقوي أسهمه السياسية.