مطرب الراب ومصمم الأزياء كاني ويست يطلق خط ملابس جديدا، بالتعاون مع الناشطة كانديس أوينز، مدير الاتصالات في منظمة “تيرننج بوينت يو إس إيه”، تتصدر قمصانه وقبعاته كلمة “البلكزيت”، ليدخل الخط الجديد بقوة كنقطة تحول سياسية مهمة.
فما هي البلكزيت؟
ولماذا سميت بهذا الاسم؟
وكيف تؤثر على الواقع الأمريكي؟
الإجابة في السطور التالية من دقائق.
الـ “Blexit” هي اختصار لكلمتي “Black” و”Exit”، التي تعني خروج السود. الحركة تدعو الأمريكيين السود إلى الانفصال عن الحزب الديمقراطي و التخلي عن تقديم دعمهم التاريخي له.
ظهر الشعار على خط الأزياء الجديد الذي صممه كاني ويست، والذي ظهر للمرة الأولى يوم السبت، على هامش قمة القيادة للشباب السود والتي نظمتها “تيرننج بوينت يو إس إيه” اليمينية.
الكلمة صيغت على وزن “Brexit”، وهي الحركة الداعية لانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، والتي نجحت في إقناع الإنجليز بالتصويت لصالح الخطوة في استفتاء يونيو 2016.
كانديس أوينز ناشطة قيادية مؤيدة قوية للرئيس دونالد ترامب، وانتقدت علنًا حركة “Black Lives Matter” أو “حياة السود مهمة”، والتي أطلقها نشطاء أمريكيون من أصول أفريقية احتجاجًا على ما وصفوه بالعنف ضد السود.
تقول أوينز إن الوقت قد حان لوضع حد لاعتبار السود مؤيدين لحزب الديمقراط بشكل تلقائي، وتوجيه انتقادات لاذعة لمن يخرج منهم عن النص، ويعلن عن نزعته المحافظة.
وتحت عنوان “نحن أحرار”، تصف الحركة نفسها عبر موقعها الرسمي بـ “توجه جديد لأولئك الذين حرروا أنفسهم من الأرثوذكسية السياسية، وتمرد يقوده الأمريكيون الذين يرغبون في تخطي حواجز الخوف. إنها نهضة تمثل الإعلان الرسمي لاستقلالنا”.
تقول الحركة إنها مستوحاة من هؤلاء الذين لم يستسلموا للعقائد السياسية، واختاروا الثورة على الاستبداد.
At long last, https://t.co/nUoq5DBrzU is launched!!!
The official Black Exit from the Democrat Party.
NO MORE ENSLAVED MINDS. AMERICA FIRST.
Support our movement by visiting https://t.co/nUoq5DBrzU today!!!
WE ARE FREE!!!!!!!!!! pic.twitter.com/sIYzRHyPXx
— Candace Owens (@RealCandaceO) October 27, 2018
تمثل البلكزيت نقطة تحول على خط علاقة بدت وكأنها أبدية بين الأمريكيين من ذوي البشرة السوداء وحزب الديمقراط، الداعم عادة لسياسات التمييز الإيجابي للسود.
وتكتسب أهمية مضافة مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي للكونجرس. صوت مجتمع الأمريكيين السود مهم تاريخيا في التصويت لصالح الديمقراط. لو قل هذا التأييد سيعزز فرص استمرار هيمنة الجمهوريين على أغلبية مجلسي الشيوخ والنواب، بما يمثل دعمًا قويًا لترامب قبل أقل من عامين من الانتخابات الرئاسية. في حين أن استمرار تأييد الصوت الأسود لحزب الديمقراط يعزز فرص انتقال الأغلبية في الكونجرس إليه، وهو ما يمثل عقبة أمام خطط الرئيس ترامب.
يمثل الناخبون الأمريكيون السود نحو 12% من إجمالي المصوتين، ويشكلون إحدى الرافعات التقليدية لحزب الديمقراط حال مشاركتهم بكثافة في عمليات التصويت، كما حدث في انتخابات 2008 و2012، عندما كان مرشح الديمقراط هو باراك أوباما، أول شخص من أصول أفريقية يصل البيت الأبيض.
وحصلت مرشحة حزب الديمقراط لانتخابات الرئاسة الأخيرة، هيلاري كلينتون، على نحو 88% من أصوات السود، حيث ضمت إلى حملتها أمهات شبان سود قتلوا على يد الشرطة في حوادث منفصلة، لكن نسبة المشاركة كانت أضعف من المرات السابقة
تقول أوينز إن البلكزيت لحظة فريدة تضع حدًا لعقود من الزمن ارتبط خلالها مجتمع السود بعلاقة عاطفية مع حزب الديمقراط وولاء سياسي لليسار، الذين طالما لجأوا – حسب تعبيرها – إلى المزايدات لضمان أصوات السود وتعمية عقولهم، كما حدث في يوليو 2006، عندما شنوا حربًا ضارية على ضباط الشرطة إثر واقعة مقتل شخص يدعى فيلاندو كاستيل.
وتعتبر الناشطة المحافظة أن الأمريكيين من أصول سوداء يمثلون ما هو أكبر من مجرد كتلة تصويت يتعامل معها الديمقراط بعنصرية وتعصب، ويسمحون لها فقط بممارسة حرية التفكير والتصرف ضمن ما يراه الليبراليون البيض مقبولًا.
وتصف أوينز الحركة التي تتزعمها بأنها سلاح بيد أولئك الذين يتطلعون إلى الخروج من عبودية حزب الديمقراط في الحرب الثقافية ذات التداعيات الأكبر في التاريخ الأمريكي.