بن لوكوك، الرئيس المشارك لشركة ترافيجورا، أحد أكبر مصدري الخام الأمريكي من خليج المكسيك، يقول إن اليوم الذي انهارت فيه أسعار خام تكساس إلى ما دون الصفر كانت الصفعة التي تلقاها سوق النفط لتنبيه الجميع لمدى خطورة الأمر، وتذكيرهم بأهمية تخفيض الإنتاج.
يعتقد لوكوك أن الإنتاج في تكساس ونيو مكسيكو وداكوتا الشمالية وولايات أخرى سينخفض الآن بشكل أسرع بكثير من المتوقع كرد فعل على الصفعة الأخيرة.
وفي اجتماعات مجلس إدارة الطوارئ، ناقشت شركات النفط الأمريكية التوقعات الأكثر كآبة التي لم يشهدها سوق النفط على الإطلاق، حيث تعاني الشركات الأكبر مثل إكسون موبيل وبي بي تحديات كبرى، بينما ستعاني الشركات الأصغر من أجل البقاء خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
واضطر منتجون بينهم ساوث تكساس سور وإيسترن كنساس كومون إلى دفع أكثر من 50 دولارًا للبرميل لتفريغ إنتاجها، بينما أعلنت شركات لإنتاج النفط الصخريخططًا لإغلاق الإنتاج، و صوت المنظمون في أوكلاهوما ونيو مكسيكو للسماح للحفارين بإغلاق الآبار دون خسارة عقود الإيجار.
حتى داكوتا الشمالية، التي كانت لسنوات مرادفة لثورة النفط الصخري الأمريكي، تشهد تراجعًا سريعًا. وقد أغلق منتجو النفط بالفعل أكثر من 6,000 بئر، مما أدى إلى تقليص إنتاج 405,000 برميل يوميًا، أو حوالي 30٪ من إجمالي الولاية.
وانخفضت عدد منصات النفط العاملة في صناعة النفط الأمريكية خلال النصف الثاني من أبريل إلى أدنى مستوى في أربع سنوات.
وبينما كانت شركات النفط الأمريكية تدير 650 حفارًا قبل أزمة كورونا الجديد، توقف أكثر من 40٪ منها عن العمل.
الأضرار طالت المصافي.
ماراثون، إحدى كبرى شركات التكرير الأمريكية، أعلنت توقف الإنتاج في معاملها قرب سان فرانسيسكو. كما عطلت رويال داتش شل عدة وحدات في ثلاث مصاف في ألاباما ولويزيانا.
وعالجت مصافي تكرير النفط الأمريكية 12.45 مليون برميل فقط يوميًا في الأسبوع المنتهي في 17 أبريل، الكمية الأقل منذ أكثر من 30 عامًا على الأقل.
حتى في أوروبا، خفضت العديد من المصافي حجم أعمالها إلى النصف.
وتوقع تجار النفط والاستشاريون حدوث المزيد من عمليات إغلاق المصافي، خاصة في الولايات المتحدة، حيث بدأت عمليات الإغلاق في وقت لاحق عما كانت عليه في أوروبا ولا يزال الطلب يتقلص.
ويتوقع المحللون أن توقف المصافي العالمية نحو 25٪ من إجمالي طاقتها في مايو.