في جولة التصعيد الأخيرة، فعلت إسرائيل ما تسميه بـ "مظلة النار"، وهي غرفة حرب صغيرة تقع في قسم قطاع غزة من الجيش، مهمتها جمع معلومات استخبارية عن أهداف مختلفة في الوقت الفعلي، ومن ثم اختيار السلاح المناسب للهجوم.
الغرفة شبيهة بقبة شديدة التحصين، تضم ضباطًا من مختلف فروع الجيش الإسرائيلي مع نظرائهم من شين بيت (وكالة الأمن الإسرائيلية) والمخابرات العسكرية.
تصطف الغرفة بشاشات تعرض لقطات حية لغزة من أجهزة استشعار إسرائيل المختلفة، سواء كانت كاميرات أرضية أو طائرات استطلاع بدون طيار.
تقول جيروزاليم بوست إن الغرفة أمنت التدفق المستمر للمعلومات الاستخبارية عالية الجودة بما مكّن الجيش الإسرائيلي من تقصير دورة الاستهداف إلى حدها الأدنى.
في 2011، توصل نتنياهو لصفقة تبادل مع حماس لتحرير الجندي جلعاد شاليط مقابل 1,027 أسيرًا فلسطينيًا. أحدهم كان يحيى السنوار، بعد اعتقال 22 عامًا.
في 2017، سيقود السنوار حماس، وفي 2019، سيكون حليفًا غير مباشر لنتنياهو في معركته ضد الجهاد الإسلامي.
العلاقة أحدثت متغيرًا سياسيًا ضخمًا.
إسرائيل تخلت عن سياسة تحميل حماس مسؤولية كل ما يحدث في غزة. هذه المرة، راعت إسرائيل الدقة الشديدة لتجنب تعرض حماس لأدنى ضرر.
إسرائيل قيمت أن حماس لا تفضل الحرب إلا إذا تعرضت لأذى مباشر. هذا نابع من فهم أن السنوار يركز حاليًا فقط على بناء القوة الاقتصادية في غزة.. ما زال يرى إسرائيل عدوًا يجب محوه من الوجود، لكن المصالح توافقت لأول مرة.
الجهاد الإسلامي - خاصة بهاء أبو العطا - كان يعطل جهوده للتوصل إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد مع إسرائيل، وهو ما سيجلب لحماس وغزة فترة راحة اقتصادية في شكل تصاريح عمل، ومناطق صناعية، ومحطة كهرباء جديدة، وحقائب شهرية من النقد القطري بموافقة إسرائيل.
إزالة أبو العطا من المسرح وضعف الجهاد الإسلامي يساعدان على تحقيق ذلك.
إسرائيل في مأزق انتخابي مع انتخابات ثالثة في عام واحد تلوح في الأفق. جولة غزة الأخيرة دارت في هذا الفلك.
نفتالي بينيت، الذي تولى وزارة الدفاع قبل ساعة واحدة، غاب عن مؤتمر نتنياهو الصحفي بعد اغتيال أبو العطا.. حاول الابتعاد عن مشهد له تبعات قد تكون خطيرة.
الأربعاء شهد العرض السياسي الثاني. فاجأ نتنياهو الكنيست بزيارة قوبلت بصرخات أعضاء القائمة العربية المشتركة، والتي طرد بعدها أحمد الطيبي من الجلسة.
نتنياهو كان يعلم أن ذلك سيحدث، لكنه حاول أن يظهر للإسرائيليين أن أعضاء القائمة لا ينتمون لهم. كان يعطل محاولة جانتس تشكيل حكومة بدعمهم. الخيار - حتى لو كان غانتس يفكر فيه بجدية - تعرض لضربة حاسمة خلال جولة غزة.
جولة التصعيد فتحت هامش تراجع لمكونات المشهد السياسي المعقد عن وعود الجولات الانتخابية الأخيرة.
بإمكان جانتس الآن تقديم مبرر للانضمام لحكومة يقودها نتنياهو، الذي يمكنه استخدام المشهد لجذب قائمة يمينًا وأحزاب الحريديم (كتلة الـ 55) كما يمكن أن يستخدمها أفيغدور ليبرمان للانضمام إلى اليمين، مبررًا تحول الـ 180 درجة بالحاجة لحكومة يمكنها محاربة أعداء إسرائيل.
أساءت إسرائيل توقع رد فعل الجهاد الإسلامي بعد اغتيال بهاء أبو العطا، فقررت إغلاق جميع المدارس والمكاتب في تل أبيب، ما أثار الذعر في جميع أنحاء البلاد.
قيادة الجبهة الداخلية قالت إن القرار الأولي استند على افتراض أن الجهاد الإسلامي سيستخدم صواريخ طويلة المدى لضرب تل أبيب وضواحيها.
تقول جيروزاليم بوست إن نصف إسرائيل أصيبت بالشلل ليومين تقريبًا بسبب جولة قتال محدودة مع "تنظيم إرهابي من الدرجة الثانية"، خصوصًا مع ابتعاد حماس عن الجولة الأخيرة.
الدوائر الإسرائيلية تتخوف من أن القرار سيغري إيران وحزب الله وغيرها في الجولات المقبلة، بعدما اكتشفوا إن إطلاق بعض الصواريخ كفيل بإغلاق عاصمة إسرائيل التجارية.
الجهاد الإسلامي.. هل باتت معضلة حماس وإسرائيل معًا؟ | س/ج في دقائق
القدس والمسجد الأقصى بين التدوين الشيعي والدعاية السياسية | هاني عمارة
انتخابات إسرائيل.. شرح مبسط لنتائجها .. وهل تؤدي بنتنياهو إلى السجن قريبا؟ | س/ج في دقائق
ورشة البحرين ومشروع مارشال: حتمية المواجهة الأيديولوجية | مينا منير
حرب الدرونز.. مواجهة إسرائيل وإيران الممتدة عبر الدول | س/ج في دقائق
انهض واقتل أولًا.. كتاب جديد يكشف أسرار وحدة الاغتيالات في الموساد