أحد أبرز الأسباب لإلغاء العرض السنوي كان انخفاض نسبة المشاهدات والتفاعل في الأعوام القليلة الماضية، ووصولها لأدنى مستوياتها العام الماضي.
لم تجذب التغطية التلفزيونية لحفل عرض الأزياء الخاص بها أكثر من 3.3 مليون مشاهد في 2018 مقابل 12.4 مليون مشاهد في بداية الألفية.
مبيعات العلامة التجارية تراجعت كذلك.
في منتصف نوفمبر، كشفت أرقام الشركة عن انخفاض المبيعات مجدداً في الربع الثالث من العام بنسبة 7% مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي، ما يعني خسارة 252 مليون دولار.
ستيوارت بورغدورفر، المدير المالي للشركة الأم "إل براندز" يعتقد أن أسلوب تسويق فيكتوريا سيكريت يحتاج إلى تطوير.
يقول إن العرض كان جزءًا مهمًا للغاية في بناء العلامة التجارية وإنجازًا رائعًا لتسويقها، والشركة تعمل حاليًا على استكشاف طريقة للنهوض بوضع العلامة التجارية وإيصالها إلى الزبائن بشكل أفضل.
لكن حتى الآن، لا توجد أخبار حول ما إذا كان العرض سيعود العام المقبل بترتيبات جديدة.
فيكتوريا سيكريت فقدت الكثير من زبائنها لحساب منافسيها، ومنها علامات ناشئة، بسبب أسلوب تسويق الشركة الذي يعتبره كثيرون ترويجًا لمعايير جمال محدودة وغير واقعية.
بعد عرض العام الماضي، قادت مجموعة من عارضات الأزياء اللاتى تبلغ مقاساتهن 14 فما فوق عرضًا موازيًا للدعوة لمقاطعة عرض فيكتوريا سيكريت حتى تلتزم الشركة بتمثيل جميع النساء مع اختلاف مقاساتهن، وتوفير المقاسات الخاصة بالسيدات "الأوفر سايز".
وخرجت العارضات يلبسن أجنحة كما تفعل عارضات فيكتوريا سيكرت، ورفعن شعار: "نحن ملائكة أيضًا".
استطلاعات الرأي التي نشرها موقع "ذي اندبندنت" كشفت أن 73% من النساء يشعرن بأن إعلانات الملابس الداخلية لا تمثلهن أو تمثل أجساهدهن، وأن العثور على حمالة الصدر مريحة هو الأصعب دائمًا.
الشركة حينها لتنظيم حملة مشتركة مع شركة بلو بيلا البريطانية بعنوان "أحبي نفسك" واستعانت بالعارضة الأمريكية الممتلئة ألي تيت كولتر لأول مرة، لكن تقارير إعلامية بعد ذلك أكدت أن بلو بيلا هي من اختارت العارضة وليس فيكتوريا سيكريت.
عرض فيكتوريا سيكريت الأخير واجه اتهامات بالتحيز ضد المتحولات جنسيًا ومناهضة الحركة النسوية، خاصة بعد تصريح مدير التسويق السابق في الشركة، إد رازق، لمجلة فوغ، بأن العارضات "المتحولات جنسياً" ليس لهن مكان في عروض أزياء الشركة.
التصريح أثار ردود فعل غاضبة، ووجهت الرئيسة التنفيذية لشركة "ثيرد لوف" رسالة علنية للشركة أدانت فيها "التعليقات المهينة للمتحولات"، واستغلته باقي الشركات المنافسة في حملة ضد العلامة.
اضطر رازق إلى الاعتذار عن تصريحه وغادر الشركة هذا العام. وبعد استقالته استعانت شركة بينك، الشقيقة لفيكتوريا سيكريت، بالعارضة المتحولة جنسيا البرازيلية فالنتينا سامبايو للمرة الأولى في تاريخ العلامة.
سمعة فيكتوريا سيكريت تأثرت أيضًا بسبب صداقة مؤسسها الملياردير لي ويكسنر مع رجل الأعمال الراحل جيفري إبستين.
إبستين انتحر في زنزانة السجن في أغسطس هذا العام بينما كان ينتظر المحاكمة بتهمة الاتجار بالجنس، وكان ويكسنر قد عين إبستين مستشارًا له، لكنه قطع علاقته به في 2007، واتهمه باختلاس أموال من الشركة.
على غرار ما حدث لمجلة بلاي بوي، تكرر الأمر لفيكتوريا سيكريت، فتغيير الثقافة أدى لتغير طريقة وصول الرجال لصور الإغراء النسائية.
سي إن إن تتساءل عما سيجعل رجلاً ينتظر حتى تصدر مجلة أو يظهر برنامج تلفزيوني يبث مرة واحدة في السنة من أجل رؤية نساء يرتدين ملابس داخلية ضيقة، في حين أن مواقع البورنو تمتلئ بمثل هذه الصور ومقاطع الفيديو.
الهاتف الذكى وتطبيقاته وعلى رأسها إنستجرام جعل البشر يستغنون عن المجلة والعرض التليفزيوني، فالتكنولوجيا وليست الأخلاق أدت لزوال اهتمام الناس بأشياء كانت تعوضهم عن التأخر التكنولوجي في الماضي. الوضع الآن تغير فوجد الناس طرقًا أسهل لإرضاء رغبتهم الجنسية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تعريف فيكتوريا سيكريت الصارم لجمال الأنثى: النحيفة الطويلة، لا يستقيم مع تعريف الجمال المتعدد والذي يختلف في عين الناظرين، وبالتالي أصبح البحث عن مجموعة مختلفة من معايير الجمال، متوفرة جميعها في مواقع البورنو.