بحسب فونتينروز، لدى إيران مجموعة متنوعة من الخيارات للرد، أولها استهداف القوات الأمريكية البالغ عددها 5,000 جندي في العراق، والتي تعد جزءًا من مجموع القوات المنتشرة في الشرق الأوسط وعددها 80,000 مقاتل.
خطوط شحن النفط، والبنية التحتية في المنطقة ستبقى عرضة للخطر بعدما كانت أهدافًا للمناوشات السابقة. يمكن كذلك للقوات الإيرانية أن تزرع الخليج العربي بالألغام والصواريخ ضد القواعد الأمريكية وحقول النفط ومحطات تحلية المياه في شبه الجزيرة العربية.
إذا كانت تتطلع إلى الرد بسرعة، فيمكن أن تستخدم إيران الميليشيات التي تدعمها في العراق وفي أي مكان آخر لشن هجمات صاروخية وغيرها من الهجمات ضد القوات الأمريكية.
أليكس فاتانكا، الأستاذ الزائر بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن، يرى أن إيران قد تلجأ لتنفيذ هجمات مضادة، أو استغلال مقتل سليماني لزيادة الحماسة في الداخل بتصويره بطلا مات دافعًا عن قضايا الأمة الإيرانية.
الخيار الأخير- بحسب فاتانكا- قد يكون إعادة تقييم أوسع حول ما إذا كان بإمكان إيران الحفاظ على مسارها الأيديولوجي “محور المقاومة”. فهذا المسار كان رأس حربته سليماني، وبعد مقتله لابد من إعادة تقييم هذا المسار.
لكن الخبراء يتوقعون أن تتصاعد الحرب السيبرانية الإيرانية ضد الشركات والمؤسسات الأمريكية.
خريطة بريجنت.. كيف تقتلع الولايات المتحدة أنياب إيران دون صدام مباشر؟ | إنفوجرافيك في دقائق
قاسم سليماني | جنتي ليس فيها أنهار كالتي يعرفها البشر.. بل حرب | بروفايل في دقائق
تقول فوربس إن المواجهة المستمرة بين الولايات المتحدة وإيران، وحلفائهم ووكلائهم، دمجت المجالات المادية بالمجال السيبراني كما لم يحدث من قبل. مما يعني أن أي هجوم في مجال ما يمكن أن يؤدي إلى الانتقام في مجال آخر.
وتطور إيران قدراتها الهجومية عبر الإنترنت بسرعة فائقة، لتهديد مصالح خصومها وعلى رأسهم الولايات المتحدة، كما تتفاخر كثيرًا بقدراتها الإلكترونية الخاصة لتخويف أعدائها، لكنه ادعاء بحاجة لإثبات حقيقته، وفقًا للمجلة.
وتخوض إيران والولايات المتحدة الحرب السيبرانية بالفعل منذ فترة. وهاجمت إيران مؤسسات في القطاع التجاري الأمريكي، كما هاجمت أهدافًا صناعية إقليمية، لكنها لم تهاجم البنية التحتية الحيوية للولايات المتحدة.
ولا يُستبعد هذه المرة لجوء إيران لاستهداف منصات البرامج الرئيسية وبعض المواقع الصناعية والعسكرية الأمريكية.
واستخدم النظام الإيراني وكلاءه بشكل متزايد لتنفيذ هجمات سيبرانية مدمرة، تتجاوز مجرد سرقة البيانات والأموال، وغالبًا تستخدم تلك الجهود التكتيكات الشائعة كسرقة كلمات المرور والتلاعب في بيانات الاعتماد بهدف إثارة الخوف من فقدان المعلومات، ما يؤدي إلى خسارة المستهدَف سيطرته على شبكته بالكامل.
ويمكن أن تقوم إيران بشكل من أشكال الاستيلاء على البريد الإلكتروني للأمريكيين في الفترة المقبلة.
ومع تزايد المخاوف من احتمال تعرض الولايات المتحدة لهجمات إلكترونية تستهدف مؤسسات البنية التحتية والأفراد من قِبل إيران بعد استهداف قاسم سليماني. طالب مدير وكالة الأمن في وزارة الأمن الداخلي كريستوفر كريبس، الأمريكين بمراجعة تحذيرات المخاطر التي أصدرتها الوزارة الصيف الماضي.
ويقول البيان إنه نظرًا إلى الارتفاع الأخير في النشاط السيبراني الخطر الموجّه إلى صناعات الولايات المتحدة والوكالات الحكومية من إيران ووكلائها، تواصل الوزارة العمل مع أجهزة الاستخبارات وشركائها في أمن المعلومات لمراقبة الأنشطة الإيرانية وتبادل المعلومات واتخاذ خطوات للحفاظ على أمان الولايات المتحدة وحلفائها.
تايم لاين في دقائق: الحروب السيبرانية.. من اختبار حجم الإنترنت لأكبر تفجير في التاريخ
تدرك إيران أن تصعيد الحرب السيبرانية قد يعرضها لرد فعل أسوأ من توقعاتها. ببساطة، إذا هاجمت الولايات المتحدة سيبرانيًا بقوة، فسيكون من الصعب إدارة تداعيات هذا الهجوم.
تدرك إيران كذلك أن الانتقام من الجيش الأمريكي في المجال السيبراني قد يكون أقرب إلى إلقاء الحجارة على دبابة. سابقًا، ركزت على أهداف بسيطة، مثل تزييف عناوين الأخبار، واستهداف الخدمات الاستهلاكية مثل الصحية والمالية، ووسائل التواصل الاجتماعي. لا تحدث خسائر، ولكنها تهدف لخلق الخوف وضرب السمعة.
وتحتفظ الولايات المتحدة بأسلحتها الإلكترونية الأكثر تطوراً حتى وقت لاحق، فإذا حدث هجوم من إيران فإن طهران تخشى من الوصول لمرحلة اللاعودة.
كما أن إيران لو استخدمت كامل أدواتها الإلكترونية فإنها ستكشف للولايات المتحدة عن أدواتها، والتي لن تكون صالحة لهجوم آخر بعد إفشال الأول.
س/ج في دقائق: المواقع الإيرانية المزيفة الواردة في تقرير رويترز خدعت مسؤولين عالميين