الحقيقة الثانية:
كوفيد-19 قاتل أكثر من الأنفلونزا الموسمية، عكس المقارنات التي تشير إلى العكس.
تشير التخمينات المبكرة، التي تم إجراؤها قبل إتاحة البيانات على نطاق واسع، إلى أن معدل إماتة كورونا قد تصل إلى حوالي 1%. حتى لو ثبت هذا التخمين، يكون كورونا قاتلًا أكثر من الأنفلونزا بـ 10 أضعاف.
لكن هناك سبب للخوف من أن معدل الوفيات قد يكون أعلى بكثير. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يبلغ معدل الوفيات الحالي 3.4 في المائة. يمكن أن يكون هذا الرقم مبالغًا فيه؛ لأن الحالات الخفيفة للمرض أقل عرضة للتشخيص. أو يمكن أن يكون أقل من الواقع، لأن العديد من إصابات فيروس كورونا باتت مؤكدة، لكنها لم تتعافى بعد، ما يعني أن احتمالات وفاتهم قائمة.
عندما انتشر كورونا لأول مرة في كوريا الجنوبية، أشار العديد من المراقبين إلى معدلات الوفيات المنخفضة نسبيًا في البلاد لتبرير التفاؤل بأن الوفيات ستصبح أقل في البلدان ذات النظم الطبية المتطورة للغاية. للكن الواقع يشير إلى أن معدلات التعافي أيضًا محدودة. من بين عشرات الآلاف من المصابين بـ كوفيد-19 لم يتعافى إلا العشرات. الباقين قد يكونون عرضة للوفاة. هذا ينطبق على منطقة لومباردي الإيطالية الثرية ذات النظام الطبي المتطور للغاية كذلك.
الحقيقة الثالثة:
لم ينجح أي إجراء في مواجهة فيروس كورونا حتى الآن سوى التباعد الاجتماعي الشديد.
قبل أن تلغي الصين جميع التجمعات العامة، وتأمر مواطنيها بتطبيق العزل الذاتي، وتغلق المنطقة الأكثر تضررا، كان فيروس كورونا ينتشر بشكل كبير. لكن عدد الحالات الجديد استقر بمجرد أن فرضت الحكومة التباعد الاجتماعي الشديد، على الأقل وفقًا للإحصاءات الرسمية. بعد استقرار معدل الإصابة، باتت أرقام المتعافين أعلى من الإصابات الجديدة.
عدد من البلدان الأخرى اتخذ خطوات نشطة لزيادة التباعد الاجتماعي قبل أن يصل كوفيد-19 إلى أبعاد مدمرة. سنغافورة مثلًا ألغت الفعاليات العامة، ونصبت محطات طبية لقياس درجة حرارة الجسم للمارة، بينما سارعت الشركات الخاصة لتوزيع المطهرات مجانًا. نتيجة لذلك، ازداد عدد الحالات بمعدل أبطأ بكثير من البلدان المجاورة.