معدل إصابة 50% من البالغين في الموجة الحالية يترك نصفهم الآخر عرضة للخطر في الموجة التالية. لكن في الوقت ذاته فإن انخفاض عدد الأشخاص المعرضين للإصابة سيضعف الموجات اللاحقة. وسيقل مع الموجات التالية، ولكي نصل إلى صفر وفيات من كوفيد- 19 فإننا نحتاج عقدًا من الزمن.
لو قارنا كوفيد -19 بالحصبة، فإنها أصابت الجميع قبل ترخيص اللقاح عام 1963، لكن المتعافي كان يحصل على مناعة دائمة منها.
في حالة فيروسات كورونا المعرووفة، ليس معروفًا أن أحدها منح مناعة دائمة مدى الحياة من احتمال تكرار الإصابة. لذا تبقى الاحتمالات مفتوحة:
1- إذا كان الفيروس الجديد يمنح مناعة بمجرد التعافي. سيكون جميع البالغين تقريبًا محصنين لتتركز الإصابات فقط بين الأطفال، الذين تشير البيانات الحالية إلى أنهم الأقل عرضة للخطر حال الإصابة بـ كوفيد-19. هذا التحول سيقضي إلى حد ما على الوفيات الناتجة عن الفيروس.
2- إذا لم تكن المناعة دائمة، فالمؤكد أن العدوى اللاحقة ستكون أقل حدة من الأولى، حيث يحصل الأفراد على مناعة جزئية. هذا مشابه للحماية غير الكاملة التي تحصل عليها عندما تحصل على لقاح أنفلونزا لا يتضمن السلالات المنتشرة. هنا لا تزال الإصابة ممكنة، لكن الإمراض الناتج يكون أقل حدة بكثير.
حال وصول وباء كوفيد-19 إلى مرحلة الموجات المتكررة، هذا يعني أن قوى العدوى وقابلية الإصابة ستصبح أقل، في سيناريوهي المناعة الكاملة أو الجزئية، حتى بين أولئك الذين لم يصابوا بالمرض من قبل، وحتى إذا فشلنا في تطوير عقاقير جديدة للفيروس.
هذا الانخفاض المتزامن في عدد الأشخاص المعرضين للمرض وقوة العدوى هو السبب في أن نفس سلالة الإنفلونزا التي سببت جائحة مدمرة في 1918 أنتجت فيما بعد أوبئة موسمية خفيفة. حملات التطعيم، حتى عندما تكون غير كافية للقضاء على المرض، سيكون لها تأثير مماثل.