تعرف مدينة الإله القرد أيضا باسم المدينة البيضاء، أو بالإسبانية "لا سيوداد بلانكا".
وهي مدينة أثرية في هندوراس، هجرها أهلها من وقات سابق لعصر اكتشاف الأمريكتين، واستمر هذا على مر الزمن، حتى أصبحت منسية ومحاطة بالغابات المطرية الكثيفة التي تجعل من الصعب الوصول إليها.
يعتقد البعض أنها المدينة التي قال الطيار تشارلز ليندبرج في العشرينات من القرن الماضي إنه لمحها من طائرته.
وعلى مر السنوات التالية زاد الاهتمام بالمدينة الغامضة التي زارها عدد من الرحالة والمستكشفين. لكن المفاجأة كانت على يد فريق علمي اكتشف كنزا من الكائنات النادرة.
على الفور انطلق فريق علماء من برنامج التقييم السريع لتسجيل الكائنات النادرة. واتضح أن المئات منها كائنات كان يظن العالم أنها انقرضت بالفعل وأخرى لم يتم اكتشافها من قبل.
وقضى العلماء 3 أسابيع سجلوا فيها 246 نوعا نادرا من الفراشات و30 نوعا من الخفافيش و 57 نوعا من البرمائيات والزواحف منها 22 نوعا لم تُرَ من قبل في هندوراس مثل الببغاء الأخضر الكبير، بجانب نوع من السمك يعتقد العلماء أنه لم يتم اكتشافه من قبل.
كل هذا في سباق قبل أن يصل صيادون أو مغامرون باحثون عن الإثارة للمدينة المفقودة.
يقول مدير البرنامج تروند لارسن، إنه وفريقه شعروا بالصدمة من الاكتشافات المهولة.
وأشار إلى أن عزلة مدينة الإله القرد جعلتها "واحدة من الأماكن النادرة في أمريكا الوسطى التي بقي فيها النظام البيئي وعملية التطور طبيعية كاملة".
وقال "كنت أتمشى بمفردي في واد ضيق واستدرت ووجدت فجأة هذه العيون المتوهجة الكبيرة - ولم أكن أعرف ما كانت عليه في البداية".. "ثم اقتربت مني وأدركت أنها عيون أسد أمريكي من النوع المسمى بوما".
بالنسبة لفريق العلماء تتمثل المخاطر في الزحف البشري على المكان.
فمن جهة هناك الفلاحون الذين يريدون تربية مواشيهم في منطقة الغابات المطيرة، ويقطعون أشجارها للزراعة رغم الحظر الحكومي، حتى لو كانت المدينة البيضاء نفسها محمية بقانون عام 2015 الذي يمنع تخريبها فمن الصعب الحفاظ عليها للأبد إذا دمرت المنطقة المحيطة بها.
ويطالب العلماء بتدخل حكومي عاجل من هندوراس لحماية المنطقة والتنوع البيئي فيها.