الوجهان الأهم في المجلس العسكري الانتقالي بتشكيله الحالي هما:
عبد الفتاح البرهان
لم يكن عبد الفتاح البرهان معروفًا خارج الأوساط العسكرية السودانية حتى تغييرات فبراير/ شباط، التي شملت ترقيته إلى رتبة الفريق أول، وترفيعه من قيادة القوات البرية إلى منصب المفتش العام للقوات المسلحة.
ولد البرهان في 1960 في قرية قندتو شمال الخرطوم، ودرس في الكلية الحربية في العاصمة السودانية، ثم تابع دراسته في مصر والأردن.
وكالات أنباء غربية نقلت عن عسكريين سودانيين وصفهم للبرهان بـ “ضابط رفيع المستوى – جندي متمرس – مخضرم – مهني – عسكري صارم – يملك خبرة عسكرية طويلة، إذ خاض عمليات كثيرة حين كان ضابطًا في سلاح المشاة”، لكن الأهم أنه “لم ينغمس في السياسة ولا يعرف عنه صلات بالإسلاميين كما تورط سلفه عوض بن عوف”.
وبخلاف الحديث العام عن “عمله في دارفور”، لا توجد تفاصيل موثقة عن طبيعة دور البرهان في الساحة الداخلية. المصادر المحلية المحدودة تتحدث عن أسره لدى حركة تحرير السودان في منتصف 2003، قبل إطلاق سراحه في عملية تبادل في نفس العام.
ومع بدء اعتصام المعارضة السودانية في مقر القيادة العامة، تتحدث مصادر محلية عن 3 لقطات لعب فيها البرهان دورًا في إسقاط البشير:
– حماية المعتصمين من هجمات الموالين للبشير، وفتح بوابات مقر قيادة الجيش لإيوائهم.
– كان أحد القادة الذين أبلغوا البشير بقرار تنحيته.
– كان الوجه العسكري الذي يفترض أن يلقي بيان عزل البشير، بعدما وصل بالفعل لمقر التليفزيون الرسمي، ليتأخر البيان ساعات، ويلقيه عوض بن عوف.
وفور توليه قيادة المجلس العسكري الانتقالي، ظهر البرهان في ساحة الاعتصام، وانخرط في حوارات مع معارضين، بينهم إبراهيم الشيخ الرئيس السابق لحزب المؤتمر السوداني.
دوليًا: عمل عبد الفتاح البرهان في مسارين؛ قضى فترة ملحقًا عسكريًا لبلاده في الصين، وتولى تنسيق مشاركة القوات السودانية في التحالف الذي تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن.
وتنسب تقارير أجنبية للبرهان علاقات متميزة مع دول الخليج، خصوصًا السعودية والإمارات.
محمد حمدان دقلو موسى
الوجه الأكثر إثارة للجدل في أزمة السودان الحالية؛ فـ “حميدتي” الذي عهد إليه الرئيس السابق عمر البشير بمهمة حمايته كان نفس الشخص الذي خدله ثم كشف سر الإطاحة به.
ولد محمد حمدان دقلو في ولاية شمال دارفور في 1975. لم يكمل تعلميه، ولم ينخرط في القوات المسلحة. شكل ميليشيا لحماية القوافل في درافور، قبل أن يعتمد عليه عمر البشير في إدارة صراع دارفور، ثم يوكل إليه مهمة إعادة هيكلة الميليشيات في إطار ما بات يعرف بـ “قوات الدعم السريع”.
استدعاه عمر البشير إلى الخرطوم للمساهمة في قمع المظاهرات. قال – بحسب حميدتي – إنه مستعد للتضحية بثلث الشعب السوداني ليعيش الثلثان في أمان. وصلت القوات إلى العاصمة بالفعل، لكنه التزم الحياد.
بين الموقفين، يتحدث مصدر عسكري سوداني – لم تكشف التقارير هويته – عن “مؤامرة” دبرها قادة بحزب المؤتمر الوطني “الحاكم سابقًا” لاغتياله، قبل أسبوع من سقوط البشير.
ليبيا أم الجزائر.. هل يتجه السودان نحو سيناريوهات أسوأ؟ | س/ج في دقائق
ورغم قوة علاقته بالبشير، لم يعرف عن حميدتي ارتباطات بالإسلاميين.
أطاحت اللجنة الأمنية العليا بالبشير وشكلت المجلس العسكري الانتقالي فرفض حميدتي الانضمام إليه. طالب بحوار مع المدنيين وفترة انتقالية لا تزيد عن ستة أشهر، قبل أن ينضم للمجلس بتشكيله الجديد، بعد ترقيته لرتبة فريق أول وتعيينه نائبًا للرئيس.
يظهر حميدتي إعلاميًا وشعبيًا أكثر مما يفعل البرهان، ويدعو لإبعاد المنتمين سياسيًا “في إشارة للإسلاميين” عن الأجهزة الأمنية، ويدير ملف التفاوض مع قوى المعارضة خصوصًا والمدنيين بشكل عام.
دوليًا: بحكم قيادته لقوات الدعم السريع، قاد حميدتي القوات السودانية المشاركة في التحالف ضد الحوثيين في اليمن، بتنسيق مباشر مع الرئيس الحالي للمجلس العسكري الانتقالي عبد الفتاح البرهان.
حميدتي كان أيضًا ممثل السودان في أول اجتماع بطرف دولي بعد الإطاحة بالبشير، حين استقبل القائم بالأعمال الأمريكي لدى الخرطوم ستيفين كوتسيس منتصف أبريل/ نيسان.