يبحث الكثيرون من عشاق الشعر عن الشاعر اليوناني هوميروس فهو شاعر إغريقي ملحمي ولكن لا توجد معلومات مؤكدة عن تاريخ ميلاده أو مكان ولادته، فهو شاعر كان يتحدث الشعر صوتًا وليس كتابة، ومن خلال هذا المقال سنتعرف على أهم المعلومات عنه وعن إنجازاته وأهم أعماله والتماثيل واللوحات الموجودة حاليًا له.

نبذة عن هوميروس

هو شاعر الإلياذة والأوديسا حيث تعد من أكبر الملاحم في الأدب اليوناني وتم وضعهم في أسس الأدب اليوناني، ولكن يعتقد بعض الشعراء والعلماء أنه شخصية غير حقيقية وأن هاتين الملحمتين قد ألفهما مجموعة من الشعراء سموا أنفسهم بهذا الاسم.

كما اختلف الشعراء على اسمه سواء كان حقيقة أم لقب بسبب أمر ما وظهر أكثر من تفسير حول الاسم، ومن ذلك:

يرى البعض أن اسمه يعني الرهينة بسبب أنه وقع أسيرًا في حرب ما لم يتمكنوا من تحديدها ووقتها.

يقترح آخرون أن اسمه يعني المتكلم في المجلس أو الخطيب.

يرى غيرهم أنه بمعنى تابع أو لاحق.

تتفق أغلب الآراء حول أن معنى الاسم كفيف البصر وهو الرأي الراجح.

كذلك أثرت أعماله في التراث الثقافي لدى شعوب العالم؛ بسبب قيمتها الفنية العالية، واتبع رجال الدولة في يونان إلقاء مقاطع من الإلياذة خلال خطابهم على الشعب؛ لتهذيب أخلاقهم وطباعهم، وقد ترجم العرب بعض الأجزاء من الإلياذة.

كما أن المؤرخين لا يعلمون الكثير عنه ولكن كل ما يعلموه عنه بعض الأقاويل المختلفة، ولكن عندما نطلع على اليونان القديمة فإننا نجد رجل يدعى هوميروس ويوجد عدد من سكان مدن آسيا الصغرى يسمون “هوميريداي” ويقال أنهم أحفاد الشاعر المباشرين.

كما اعتقد بعض المؤرخين أن أعماله قد دونت فيما بعد وخاصة بعد اختراع الأبجدية، كذلك فإنه أصبح أول شاعر ملحمي وأول مؤلف في الأدب الأوروبي.

الحياة الشخصية للشاعر

توفى هوميروس عن عمر 99 عامًا، ولكن لازالوا مختلفين حول تاريخ ميلاده ولكنهم يرجحون أن ميلاده كان ما بين القرن الثامن والثاني عشر قبل الميلاد؛ وذلك بسبب عدم وجود أي نص مدون من اليونان القديمة بعد قدهم المخطوطات الميسينية.

يتوقع المؤرخ هيرودوت أن شاعر الإلياذة قد عاش قبله بحوالي أربعة قرون أي حوالي 850 قبل الميلاد، كما أنه توقع أنه عاصر حرب طروادة؛ بسبب وصفه تضاريس موقع الحرب بدقة عالية حيث كتب الشاعر أن إله البحر بوسيدون كان جالسًا أعلى قمة جزيرة ساموثراكي مما سهل عليه مشاهدة الحرب بسهولة؛ بسبب ارتفاع الجبل الذي يبلغ 5000 قدم.

بالإضافة إلى عدم وجود أي إشارة عن أفراد أسرته أو نسبهم حيث إن بعد شهرته أدعت الكثير من المدن اليونانية نسب الشاعر إليها، ولكن في رواية هيرودتس أن هوميروس ولد على ضفة نهر ميليس في مدينة أزمير وتولى رعايته وتربيته زوج والدته معلم المدينة “فيميوس” بعدما وجد فيه البلاغة والنبوغ، وبعد وفاة والدته وزوجته أخذ مهنة التدريس وأصبح مجلسه ديوانًا للأدب والحكمة.

كذلك رجح المؤرخين أنه أراد السفر فركب أحد السفن مع قوم يُزعم أنهم أهل ساموس ولكن عند اقترابهم من جزيرة يوس مرض هوميروس مرضًا شديدًا، فنزلوا إلى البر وي ذلك الوقت لم تكن الأحوال الجوية تساعد على الإبحار فأقاموا على الجزيرة وأقبل عليه الجميع للحديث معه، ولكن اشتد عليه المرض وتوفى وقرر أهل الجزيرة والمسافرون معه على دفنه قرب الشاطيء.

أعمال الشاعر وإنجازاته

نٌسب إليه العديد من الأعمال الأدبية والقصائد المختلفة ولكن أثبت المؤرخين أن هناك قصيدتين خالدين هما الأوديسة والإلياذة اللذان ينتميان إلى عصر النصوص، كما تعد هاتان الملحمتان من أهم المصادر التي يمكننا التعرف على اليونان القديمة وثقافتها من خلالها.

كما تنتمي أعماله إلى النمط الملحمي ويتميز هذا النمط بما يلي:

البطولة

تدور الملحمة حول موضوع بطولي وصراع من أجل البقاء وإثبات حق حيث يكون أساس أي حرب هو البطولة.

الدين

تعكس المعارك والملاحم المعتقدات الدينية التي يؤمن بها كل طرف وهذا ما توضحه الإلياذة حيث تعددت صور الآلهة فيها.

الأمور الخارقة

تدل الملحمة على أمور خارقة عن الطبيعة مثل البطولات الخارقة، وقد يستمد البعض هذه الأمور من تراث الشعوب.

القصص

يأتي العنصر القصصي بوضوح في هذا النمط فهو يدور حول أحداث خيالية أو تاريخية بأسلوب قصصي خيالي لا يخلو من الحقائق.

تصوير حياة الشعوب

كما تنقل الملحمة صور عن الشعوب وحياتهم وعاداتهم وتقاليدهم ومعتقداتهم، فهي تصور واقع الحياة والنزاعات بين الشعوب.

رسائل شعر هوميروس

تعد قصائده الملحمية هي أولى الوسائل التي وضعت القواعد في الشعر الملحمي، فيما يلي نتعرف على أهم الصور التي جاءت بها ملاحمه:

وثائق أدبية وشذرات مرسومة ومنحوتة على الحجر أو الأدوات والأواني، وقد وجدوها في أثينا وغيرها من المدن.

أشعار هومرية تلقى على الناس عن طريق المشافهة وتناقلها الناس عبر الزمن من خلال الروايات المسموعة لا المقروئة.

تراتيل دينية تمجد الآلهة في الأعياد والمناسبات العامة.

قصائد هوميروس

كان رجال الدول يلقون بعض المقاطع من أعماله الملحمية في التجمعات والمناسبات الرسمية والعامة، ومن هذه الأعمال:

الإلياذة

تعتبر من أشهر المعارك الملحمية القديمة في اليونان، ويعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر قبل الميلاد، كما أنها سُميت بهذا الاسم نسبة إلى قصة “إليوم أو إليوس” وهي عاصمة طروادة حيث إن الإلياذة هي الرؤية الملحمية والشعرية لحرب طروادة التي حدثت بين الطرواديين واليونانيين لمدة 10 سنوات.

كما أن هذه الملحمة موجودة باللغة الإنجليزية، هي منظومة شعرية على البحر السداسي، ويزيد عدد أبياتها عن 15.000 بيت موزون، وقُسمت إلى 24 نشيدًا، ويذكر المؤرخين أن وقت هذه الملحمة كان في القرن الثالث عشر قبل الميلاد.

الأوديسة

تتناقض هذه الملحمة عن ملحمة الإلياذة وذلك دليل على أن هوميروس شاعر عبقري كتب ملحمتين متضادتين حيث إن هذه الملحمة تدور حول رجل يحاول العودة إلى منزله وفي طريقه يتحول إلى رمز للأرواح البشرية وهو “أدويسيوس” الذي سميت هذه الملحمة نسبة إلى اسمه.

كذلك فإن المصادر ذكرت أن هذه الملحمة حدثت في أوائل القرن الثامن قبل الميلاد أو ما يٌعرف بالعصر الحديدي، ويبلغ عدد أبيات القصيدة 12.000 بيت موزون، وقٌسمت إلى 24 نشيدًا، كما قام المترجم “دريني خشبة” بترجمة هذه الملحمة إلى اللغة العربية.

تخليد ذكرى هوميروس

كما يوجد الكثير من التماثيل واللوحات التي جسدت شخصيته ومن هذه الأعمال:

لوحة زيتية تجمع الفيلسوف اليوناني “أرسطو” مع تمثال نصفي للشاعر وقد رسمها الرسام الهولندي “رامبرانت فان راين”، وتوجد اللوحة في متحف “ذا ميت”.

تمثال نصفي مصنوع من الرخام ومنقوش عليه حروف يونانية، ومعروض في المتحف البريطاني.

تمثال من الحجر والبرونز لرأس الشاعر صممه “إدوارد بيري وارين” وباعه لوزارة الخارجية في روما.

لوحة تكريم للشاعر بإكليل من الغار مع أسماء المدن التي ادعت أنه هو أحد مواطنيها وهي ضمن مجموعة دون مارسيلو ماسارنتي وموجودة في متحف والترز للفنون في روما.

كذلك في الختام نكون قد تحدثنا عن أهم المعلومات والتفاصيل عن الشاعر الإغريقي هوميروس وأهم أعماله وقصائده وأسلوب النمط الملحمي الذي اتخذه في سرده لأهم ملحمتين في تاريخه.