ولد كوجتيم فيزولاي منذ عشرين عامًا لعائلة من أصل ألباني من مقدونيا الشمالية لا علاقة لها بأي أيديولوجية إسلامية راديكالية.

منذ بداية نشأته بدأ في لعب كرة القدم ومنافسة أقرانه، لكن حياته انقلبت في سن السادسة عشرة، بعد أن ارتاد مسجدًا في فيينا.

حاول فيزولاي السفر إلى سوريا للانضمام لداعش، لكن السلطات النمساوية ألقت القبض عليه، وحكم عليه بالسجن لمدة 22 شهرًا في أبريل 2019 بتهمة محاولة الانضمام لداعش.

لكن برنامج مكافحة التطرف منحه عدم استكمال مدته القانونية، وتم الإفراج عنه في ديسمبر باعتبار أنه كان صغيرا وحسن السلوك، وحصل على شقة مدعومة في مشروع سكني في فيينا ضمن برنامج تسهيل إعادة الاندماج.

وقالت الشرطة أنه غير قادر على التخطيط لشن هجوم في فيينا.

واعترف وزير الداخلية كارل نيهامر الآن بأن المهاجم "خدع" برنامج مكافحة التطرف.

طبقاً لعدد من جيرانه، فقد استضاف فيزولاي اجتماعات مع رجال آخرين في الشقة التي منحها البرنامج.

قال مارتن ويمر، الذي يملك متجراً في المبنى الذي يعيش فيه فيزولاي، "كان الشبان ذوو اللحى الطويلة يدخلون ويخرجون من شقته، وكثيراً ما كانوا يوزعون نسخاً من القرآن على السكان".

عشية الهجوم، قال ويمر وجار آخر إنهم رأوا فيزولاي يساعد امرأة مسنة في حمل حقائب التسوق الخاصة بها إلى منزلها.

قال الجار الذي رفض الكشف عن اسمه: "كان دائمًا مهذبًا وهادئًا، لكننا كنا نعلم جميعًا أنه إسلامي".

نشر فيزولاي صورة لنفسه قبل الهجوم على وسائل التواصل الاجتماعي، ومعه بندقية هجومية ومسدس وساطور استخدمها في الهجوم.

قام فيزولاي بإطلاق أكثر من 50 طلقة نارية بالقرب من الكنيس اليهودي الرئيسي في فيينا، مما أوقع 4 قتلى، وتسبب في نقل 24 شخصًا لمستشفيات فيينا.

ورغم أن بعض شهود العيان قالوا إنه كان هناك أكثر من مطلق نار، إلا إن مسؤول أمني نمساوي قال إن المحققين قاموا بمراجعة أكثر من تيرابايت واحد من بيانات كاميرات الفيديو من ليلة الهجوم وأثبتوا أنه لم يكن هناك مطلق نار آخر في الموقع.

أعلن تنظيم داعش الإرهابي، في بيان، مسؤوليته عن الهجوم الذي نفذه كوجتيم فيزولاي، البالغ من العمر 20 عامًا.
ونشر التنظيم شريط فيديو عن بيعة فجزولاي، الذي أطلق عليه أبو دجانة الألباني، عبر قنوات الإنترنت.

بعد العملية أطلقت السلطات النمساوية حملة اعتقالات بعد مداهمة ما يقرب من عشرين منزلا في أنحاء النمسا، كما اعتقل شخصان في كانتون زيورخ السويسرية لعلاقتهما بهجوم فيينا، بحسب السلطات السويسرية والنمساوية.

قال المستشار النمساوي سيباستيان كورتز إنه يعتقد أن فيزولاي قد تصرف بمفرده خلال الهجوم، لكن الأشخاص الذين يتم اعتقالهم يشتبه في مشاركتهم في أيديولوجيته العنيفة وسيتم التحقيق معهم الآن لاحتمال وجود صلات لهم بالجريمة. ووصفه بأنه "كان إرهابيًا إسلاميًا مخلصًا تعهد بالولاء لتنظيم داعش الإرهابي".

وقال كورتز إن 14 فرداً قالت الشرطة إنهم جزء من شبكة تدعم فيزولاي - وبعضهم تقول الشرطة إنهم إسلاميون لهم سوابق جنائية - سيبقون رهن الاحتجاز بموجب أمر من القاضي أثناء استمرار التحقيق.