شكرًا أحمد الرافعي .. الآن اكتملت دراما مسلسل “الاختيار” | خالد البري

شكرًا أحمد الرافعي .. الآن اكتملت دراما مسلسل “الاختيار” | خالد البري

11 May 2020
خالد البري رئيس تحرير دقائق نت
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

توقفنا عن الحديث عن مسلسل الاختيار، وقد كان بطل هذا الموسم الدرامي، وتوجهنا إلى الحديث عن أحمد الرافعي وتصريحاته. 

ليس فقط بسبب التصريحات. فنحن نسمع أمثالها منه ومن مشاهير غيره، ونسمع أكثر منها من معارفنا وجيراننا العاديين. وإنما بسبب المفارقة الدرامية. التي أكملت ما لم يقله صناع المسلسل، خجلا، أو تجنبا، أو تغاضيا. أو بسبب الطبيعة الجماهيرية للمسلسل. 

فشكرًا أحمد الرافعي.. 

لا أقول هذا من باب السخرية.. لقد سرقت الكاميرا، وأضفت إلى دراما “الاختيار” أهم عنصر كان غائبا عنها. العنصر الذي نبه إليه كثيرون ولكن بصوت منخفض.

أن الإرهاب وجد حاضنته الاجتماعية بسبب التسامح مع نشر أفكار الإرهاب، ثم الانتباه والاستنفار فقط إن حمل هذا الإرهاب السلاح. أن المعركة في سيناء مشهد حركي من فيلم درامي كبير نعيشه جميعا في مجتمعنا، وأفكاره تصلنا إلى بيوتنا رغم أنوفنا من خلال الميكروفونات، ومن خلال الإعلام ومن خلال التعليم.

أفكار إرهابية.. بمرجعية أزهرية

شكرا أحمد الرافعي

المشهد الذي سرقت به الكاميرا لم يكتبه السيناريست، ولا أخرجه المخرج. أشك أن أكثر كتاب السيناريو إبداعا كان سيأتي بمثله. أن يطل علينا ممثل في مسلسل يحارب الإرهاب، ليدلي بتصريحات كلها إرهاب. ثم يأتي به التليفزيون لكي يعتذر، فيمعن في التأكيد على أفكار الإرهاب. ويؤكد – محقا – أنه في هذا كله مرجعيته الأزهر. 

المشهد الذي سرقت به الكاميرا مكتوب بعناية.. الشخصية أيضا مكتوبة بإبداع استثنائي. فهي  لا تحمل سلاحا على الإطلاق. بل وتكره المسلحين وتسميهم المتأسلمين الكلاب.. تخيل!!

هذه نفس الشخصية التي تقابلنا في الشارع، وتجاورنا في العمارة، وتعلمنا في المدرسة.

حوار المشهد حقيقي للغاية.. صادم للغاية… ولن تجده في أي دراما رسمية. لكنك تقابله كل يوم في حياتنا الطبيعية. أفكار الإرهاب في حواراتنا اليومية ليست منسوبة إلى بن لادن، ولا الزرقاوي ولا البغدادي ولا الظواهري. هؤلاء محروقون. بل منسوبة إلى  الأزهر عبر شيوخه والمتحدثين باسمه. تماما كما فعلت في المشهد الذي سرقت به الكاميرا.

لقد كنت حقيقيا وصادقا ومعبرا.

شكرا أحمد الرافعي

أخيرا سمعنا حوارا حقيقيا يشبه حواراتنا. تلك التي تصيبنا باليأس إذ نعلم أن العركة كلها على “حمل السلاح”. أما الأفكار، فنحن والإرهابيون سوا سوا. 

لقد نقلت رسالة “الشيوخ الأجلاء” بدقة: “أيتها الحركات الإسلامية، ضعوا السلاح وسوف نضمن نحن لكم سيطرة أفكاركم على المجال العام.”

وهي تشبه كلمات محمد البلتاجي لو غيرنا ترتيب جمل الشرط: “في اللحظة التي يضع فيها الإرهابيون السلاح… سيعود حكم الدكتور محمد مرسي.”

شكرا أحمد الرافعي

أنت، ونحن، نعتقد أننا نحارب الإرهاب. بينما الحقيقة أننا نشارك في تمثيلية لمحاربة الإرهاب.

شكرًا أحمد الرافعي

لقد أوجزت الرسالة الإعلامية التي نجح أعوان الإرهاب في نشرها اجتماعيا: “التعبير السلمي عن أفكار لا يرضاها الأزهر = الرصاص الذي يطلقه الإرهابيون”.

شكرا أحمد الرافعي

لقد منحتنا بمشهدك الخاص مفارقة درامية يحلم بها أي كاتب دراما.

مسلسل يشخص مشكلة الإرهابيين بأنهم تكفيريون. وأحد الممثلين فيه يقول التالي:

فرج فودة الذي اغتاله الإرهابيون نافق.

إسلام البحيري إلحاد البحيري.

خالد منتصر متنصر.

أين نصنف هذا من التكفير؟

ثم تخرج على التليفزيون ولا ترى أين المشكلة في هذا. فأنت على مرجعية شيوخك من الأزهر. وأكيد أكيد أن الأزهر والتكفير لا يجتمعان. التكفير هو الشيء الذي يأتي من “الناس الوحشين” التكفيريين.

شكرا أحمد الرافعي

الرسالة التي تجنبها صناع الدراما قاومت وانتصرت لفن الدراما الجامع الشامل. اختارت أن تعبر عن نفسها في دراما الحياة. انعتقت عنوة، مزقت الحجب، مزقت القيود عليها، وخرجت رغم أنف الجميع.. والفضل لك.

والله من غيرك الدراما كانت ناقصة كتير، بس نستحي نقول. الآن نستطيع أن نقول إن مسلسل “الاختيار” اكتمل دراميا. 

شكرا أحمد الرافعي

لقد أطلقت لنا صفارة إنذار أخرى. علنا ننتبه.

أن الفارق بينك يا فنان وبين الإرهابي المسلح زقة أصبع. هذا وأنت فنان. وتحارب الإرهاب. فما بالك باللي مش فنان. ولا يشارك في محاربة الإرهاب.

لا يمكن لمجتمع أن يسير على شفا جرف هار من الأفكار الإرهابية ثم لا يسقط فيها. لا تمنوا أنفسكم. . هذا الممر الضيق الذي يريد الأزهر أن يسوقنا إليه، على حافة منحدر الجبل، لا يعني إلا أن أعدادا وفيرة ستسقط في جرف الإرهاب المسلح. 

ثم نعود ونفقد آخرين في محاربتهم. 

دائرة من جهنم.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك