أدولف هتلر من أشهر الزعماء النازيين، فكان قائد الحزب الإشتراكي الألماني الوطني عام 1921، حتى تم اعتقاله سنة 1923 بسبب محاولته للإيقاع بالحكومة الألمانية، وفي خلال هذه الفترة أصبح بطل شعبي بسبب المحاكمة التي تعرض لها، وألف أودلف هتلر في السجن كتابه الشهير (كفاحي) واشتهر بين الناس بدكتاتوريته الشديدة، وكرهه الشديد لليهود، وسوف نتعرف في هذا المقال على ولادته ونشأته، وحياته السياسية والحربية.
ولد أودلف هتلر في برونو آم وهي مدينة تقع على حدود دولة النمسا العليا، وذلك في 20 من أبريل لعام 1889.
كان والد أودلف هتلر يعمل موظف في قطاع الجمارك، أما أمه فكانت من أسرة ريفية فقيرة، وقد عاش هتلر حياة مريحة مادياً.
ولكن كان كثير الجدال والاختلاف مع والده سريع الغضب، فكان يريده أن يلتحق بالخدمة المدنية بهابسبورغ، ولكن هتلر كان يرغب في أن يصبح فنان تشكيلي.
كان هتلر طفلًا مميزًا بين زملائه في المدرسة، وكان من المتفوقين دراسيا والمحبوبين، إلي أن تراجع مستواه الدراسي في الصف الثانوي بسبب عوامل نفسية.
فأصبح يفضل التمثيل عن الدراسة، خاصة تمثيل المواقع الحربية عن حرب البوير، وترك المدرسة وهو يبلغ 16 عام من غير أن يحصل على مؤهل دراسي.
انتقل بعد ذلك إلى عاصمة النمسا العليا (لينز) عام 1898 مع عائلته، وقضي بعد ذلك فترة كبيرة من حياته في فيينا.
وذلك من شهر فبراير لعام 1908، حتى شهر مايو لعام 1913، وبعدها انتقل إلى ميونيخ.
كان أودلف هتلر يعمل بالتصاميم والرسم بالألوان المائية لكي يقتات يومه ويكسب رزقه.
حتى قامت الحرب العالمية الأولى، التي كان لها دور كبير في تغيير حياته. وتوفي هتلر سنة 1945.
بعد أن انتقل أودلف هتلر إلي فيينا حاول تحقيق حلمه في أن يصبح فنان تشكيلي، وقام بتقديم طلب لكي يلتحق بأكاديمية الفنون الجميلة في فيينا.
ولكن تم الرد سريعًا بالرفض، وبعدها توفيت والدته، فحزن هتلر عليها كثيرًا، وكانت حياته في فيينا بوهيمية وليست مستقرة.
فكان يعيش في دار للإيواء والمشردين، وكان لهذه الحياة دور كبير في رسم خطته المستقبلية، ورغبته في توحيد النمسا وألمانيا.
وكانت السياسة الخاصة بكارل لويجر عمدة فيينا، لها تأثير بالغ في أفكار أودلف هتلر .
ظل هتلر يعمل بالرسم والتصاميم، إلى أن اندلعت الحرب العالمية الأولى التي كان لها دور كبير في تغيير حياة هتلر بالكامل.
أنضم أودلف هتلر إلى الجيش، ونال عدة ميداليات، وقد أصيب في الحرب سنة 1916، ومرة أخرى سنة 1918، التي أصيبت فيها عينه.
تم نقل هتلر في أكتوبر لعام 1918 بعد أن أصيب بالعمي الجزئي، إلى مستشفي بازهفالك العسكري، وذلك بعد الهجوم على إبير ببلجيكا بغاز الخردل.
وتم عمل هدنة في يوم 11 نوفمبر لعام 1918، وكان حينها يتعافي بالمستشفي، حيث سمح له بالخروج، ليعود مرة أخرى إلى ميونخ في شهر نوفمبر سنة 1918.
انضم هتلر إلى المكتب الإعلامي التابع للإدارة البافراية العسكرية عام 1919، وكان مهمة هذا المكتب تقديم تثقيف سياسي لكافة الجنود يناهض الشيوعية.
وألقي هتلر أول خطاب له ضمن هذه الدورات والدروس التتثقيفية معادي للسامية، وذلك في شهر أغسطس عام 1919.
وقام بالكتابة لأول مرة في الصحف بعد ذلك بشهر واحد عن الإيدولوجية العرقية التي تعادي السامية، في دعوة منه إلى أن يتم إبعاد كافة اليهود عن دولة ألمانيا.
في أكتوبر عام 1919 انضم أودلف هتلر للحزب النازي، حيث ساهم في عمل البرنامج السياسي الخاص بالحزب وذلك عام 1920.
كانت القاعدة الأساسية للبرنامج هي معاداة السامية العرقية، ومعاداة الهجرة، والقومية التوسيعية.
انفرد هتلر عام 1921 بزعامة الحزب النازي، وحصل على لقب (فوهرر)، وأزداد عدد أعضاء الحزب إلى 55 ألف عضو في عامين فقط.
رفض مسؤولي الحزب النازي وعلى رأسهم أودلف هتلر المشاركة في الانتخابات الخاصة بفايمار.
وكانوا يسعون للإطاحة والإيقاع بحكومة بافاريا عاصمة فايمار.
في التاسع من نوفمبر لسنة 1923 وقع إنقلاب بير هول، وتمت محاكمة أودلف هتلر وبعض الزعماء وتوجيه تهمة الخيانة العظمي لهم.
استغل هتلر المحاكمة في استعطاف الناس، ووسيلة لمواجهة ومحاربة الديمقراطية البرلمانية، وتعزيز فكرة القومية التي يقوم مبدأها على كراهية كل أجنبي.
وتم صدور الحكم بإدانة أودلف هتلر ، ولكن تم تخفيف العقوبة، وأطلق سراحه بعد أن قضي سنة واحدة فقط بالسجن.
استغل هتلر فترة وجوده في السجن في تأليف كتابه الشهير (كفاحي) وهو عبارة عن سيرة ذاتية لأودلف هتلر، وتم نشره عام 1926.
وتكلم في كتابه بشكل صريح عن كراهيته ومعاداته للسامية، ورغبته في عمل داروينية اجتماعية، وقومية عنصرية.
دعا أودلف هتلر إلي الديكتاتورية، والاستيلاء على المساحات السكنية الموجودة في الشرق، والتوسع العسكري في البلاد.
بعد أن تم إطلاق سراح أودلف هتلر من السجن، قام بتوحيد الحزب النازي وإعادة تنظيمه.
فقد غير أودلف هتلر الإستراتيجية السياسية للحزب النازي ومنها المشاركة السياسية في الانتخابات، فكان الحزب النازي يدعم الناخبين الجدد من الساخطين.
وقام أودلف هتلر أيضًا ببناء جسور تهدف إلى القضاء على الصراعات الاعتيادية في ألمانيا.
وذلك من خلال طرق الحديث العاكسة لآمال ومخاوف الناخبين المحتملين.
كما قام الحزب النازي بعمل حملة لتحقيق عدة أهداف منها:
استعادتهم للسيادة في الوطن.
القضاء على الشيوعيين والشيوعية.
تجديد قدرات الوطن الدفاعية.
إسقاط معاهدة فرساي.
الإطاحة بالأجانب واليهود في ألمانيا ونفوذهم الثقافي والسياسي، وتقويم فساد الاخلاق الذي تسببوا به في المجتمع الألماني كما يزعم النازيين.
عمل أودلف هتلر على توفير الكثيرمن فرص العمل، وتحقيق رخاء في اقتصاد الدولة.
وقد حصل النازييون عام 1928 في الانتخابات الوطنية البرلمانية على 2.6% من الأصوات، وهي نسبة مخيبة لكافة الآمال.
لكن مع بداية عام 1930 وبداية فترة الكساد الضخم، بدأ الشعب الألماني يتأثر بشكل كبير بالنازيين، وأهداف الحزب النازي.
لجأت أحزاب الطبقة المتوسطة بعد انهيار الحكومة الأئتلافية في مارس إلى الأحكام الدستورية، وذلك لعمل انتخابات استثنائية.
تهدف هذه الانتخابات البرلمانية التي عقدت بشكل استثنائي إلى استبعاد كل من اليسار السياسي والاشتراكيين من الحكم بشكل مستمر ودائم.
ولكن بعد فشل هذه المناورات، اعتمدت الحكومة الألمانية على عدم التحكيم بالموافقة البرلمانية.
واعتمدت التحكيم بقرارات رئاسية وذلك من سنة 1930 إلى 1932.
في عام 1930 قام النازيون بتحقيق العديد من الإنجازات والتطورات الانتخابية، وذلك عن طريق الجمع بين البحوث الحديثة للتسويق السياسي، والتكنولوجيا الحديثة، وبث العنف للترويع الذي يقوم المسؤولين بإنكار مسئوليتهم تجاهه.
وكان لعدم تورط الحزب النازي مع الحكومات الديمقراطية، بالإضافة إلى الطاقة الشبابية، دور في اختراق الحزب النازي للحواجز الانتخابية.
فقد اجتذب الحزب أصوات كل من الساخطين والعاطلين عن العمل والناخبين الجدد، وحازوا على 1/5 الأصوات الشعبية.
وقوة أودلف هتلر ولبقاته وقوة حديثه ساهم في جذب الكثير من الألمان المحبطين، الذين لديهم رغبة شديدة في التغيير.
كان هناك شعور قوي بأن أودلف هتلر سوف يصل إلى حكم البلاد ويخلصها من الفوضي والركود الاقتصادي والشلل السياسي والشيوعية. خاصة بعد استمرار زيادة الحركة النازية في عام 1931 إلى عام 1932.
وفي عام 1932 ترشح هتلر في الانتخابات الرئاسية وحصل الحزب النازي على 37.3% ليصبح بذلك من أكبر الأحزاب على الساحة الألمانية.
وفي عام 1933 تم تعيين أودلف هتلر مستشارا للرئيس بول فون هيندينبرغ، وقام بعد ذلك بوضع الأسس الأساسية للدولة النازية، ومن أهمها تحويل دولة ألمانيا إلى ديكتاتورية الحزب النازي.
أعلن أودلف هتلر نفسه قائدا لألمانيا بعد وفاة الرئيس بول فون هيندينبرغ، وتم عمل قسم جديد وهو ولاء الجميع لهتلر بصفته القائد، مع استمراريته في منصب الرايخ (مستشار الرئيس).