ألبرت شفايتزر هو عالم ألماني شهير في مجال الطب والفلسفة، ومتخصص في علوم الدين. هذا إلى جانب اهتماماته بالموسيقى.
حصل على جائزة نوبل للسلام في فلسفة تقديس الحياة والتحلي بأسس أخلاقية.
من أهم وأشهر أعماله هو تأسيس مستشفى في الغابون، منطقة غرب وسط افريقيا، والقيام بإدارتها.
وفيما يلي لمحة عن حياة ألبرت شفايتزر وإنجازاته في مختلف المجالات.
ولد في مدينة كايزرسبرغ في الألزاس عام 1875م، والتي أصبحت موطن للفرنسيين بعد الحرب العالمية الأولى.
كان والده لويس شفايتزر قس لوثري إنجيلي، وقد علمه كيفية العزف على الآلات الموسيقية.
نشأ شفايتزر في بيئة يملؤها التسامح الديني، والاعتقاد بأن الدين المسيحي الحقيقي يجب أن يهدف إلى وحدة الإيمان والغاية.
كان الأبن الثاني في ترتيب أخوته، وقد فقد والداه عدد من الأبناء لم يتبقى منهم سوى خمس أولاد منهم ألبرت، الذي ولد بجسد ضعيف ونحيل.
عاش ألبرت فترة طفولة جيدة مع أسرته، واستعاد صحته وعافيته بعد أن انتقلت أسرته إلى قرية غونسباك الصغيرة بعد ولادته بعدة أشهر.
درس في مدرسة القرية بجانب دروس تعليم الموسيقى، التي كان يحرص والده على تعليمها له في سن مبكرة.
كانت لغته الأساسية هي اللغة الألمانية باللهجة الألزاسية.
ونظرًا لأن والده كان أحد القساوسة، وكان على ألبرت عدم ارتداء المعاطف الحديثة والقبعات مثل باقي الأولاد.
كما أعتاد السير مسافة ميل إضافي لحرصه على تكوين صداقات جديدة وحتى يتقبله زملائه.
حين بلغ سن العاشرة ذهب ألبرت ليعيش مع جده في مدينة مولهاوس، حتى يتعلم بعض الألعاب الرياضية، إلى جانب دروس الموسيقى.
بعد حصول ألبرت شفايتزر على شهادة الثانوية في عام 1893م، انتقل للدراسة في كلية سانت توماس اللاهوتية التابعة لجامعة ستراسبورغ التي كانت تعرف قديمًا باسم كايزر فيلهلم.
في نفس الوقت الذي كان يتعلم فيه دروس البيانو مع استاذه غوستاف جاكوبستال.
وفي عام 1894م ذهب لقضاء الخدمة العسكرية لمدة عام واحد، ثم عاد لاستئناف دراسته في اللاهوت والموسيقى.
ذهب إلى باريس للحصول على الدكتوراة في عام 1898م من السوربون. كان لا يزال يدرس الموسيقى.
عاد في عام 1899م بعدما حصل على درجة الدكتوراة في الفلسفة.
وفي عام 1900م حصل ألبرت على المجاز في اللاهوت.
ثم عمل بعدها بشكل رسمي في كنيسة القديس نيكولاس بمدينة ستراسبورغ.
تزوج ألبرت شفايتزر من ابنة أحد أساتذته تسمى هيلين بريسلاو، وبعد الزواج انتقلا معًا لبناء المستشفى الخاص بهما في افريقيا.
أنجب شفايتزر ابنة وحيدة ولدت في أوروبا عام 1919م، والتي بقيت مع والدتها في مدينة كونيغس فيلد عندما رحل والدها إلى أفريقيا في سنة 1924م.
كانت لقاءاتهما قليلة إلى حين سافرت الأبنة إلى اقريقيا وتولت الإدارة بدلًا من والدها إلى فترة ما بعد وفاته.
ظل في عمل التبشير في كنيسة القديس نيكولاس بداية من عام 1903م.
طلب منه تشارلز ماري أن يقوم بالكتابة عن موسيقى الشهير سيباستيان باخ.
نشر كتاب الموسيقى باللغة الفرنسية في عام 1905م، والذي حقق نجاح وانتشار كبير.
كما حصل الكتاب على اهتمام بالغ من قبل الناطقين باللغة الألمانية؛ مما دفعه للقيام بكتابة كتاب آخر بدلًا من ترجمة الكتاب الأول في عام 1908م.
توجه لدراسة الطب عام 1909م في جامعة ستراسبورغ هادفًا إلى خدمة أفريقيا في ذلك الحين.
حيث قام بالتخطيط لتلك الفكرة والإعلان عنها منذ بداية عام 1905م.
تحلى ألبرت شفايتزر بالإجتهاد الشديد، وبفضل ذلك استطاع الحصول على درجة الدكتوراه في الطب عام 1912م.
بعدما أنهى دراسته للطب في عام 1911م.
وفي خلال تلك المدة عمل على جمع الكثير من المال من إقامة الحفلات الموسيقية وبيع الكتب؛ مما ساعده على بناء المستشفى الخاص به بعد ذلك في افريقيا.
انتقل شفايتزر إلى مستشفى لامباريني التي أسسها هو وزوجته، حيث كانت تعمل في ذلك الوقت في التمريض والتدريب.
وعلى الرغم من قلة الموارد المادية إلا أن هذه المستشفى قامت بعلاج أعداد كبيرة من المرضى.
ثم تطورت حتى أصبحت تحتوي على غرف عمليات مصنوعة من الحديد المموج بأحدث الوسائل الطبية والأجهزة عام 1913م.
أشرف الجيش الفرنسي في بدايات الحرب العالمية الأولى على ألبرت شفايتزر وزوجته باعتبارهما مواطنان يحملان الجنسية الألمانية.
حتى قام شفايتزر بالسفر إلى فرنسا بعد مرضه وإصابته بفقر الدم.
عاش في أوروبا لمدة ست سنوات قام خلالها بجمع المال عن طريق بعض الحفلات الموسيقية وإلقاء المحاضرات الطبية والدورات، وكتابة عدد من الكتب.
نشر أحد أهم أعماله عام 1923م، وهو Christianity and the Religions of the World، إلى جانب نشر كتابه الرابع في نفس العام.
عاد ألبرت شفايتزر إلى لامبريني عام 1924م بمفرده بعد أن قام بجمع قدر كافي من المال يساعده في استكمال بناء هيكل المستشفى.
بدأ بعد فترة بتلقي العديد من التبرعات من كافة أنحاء العالم.
حرص شفايتزر على كتابة أعمال لاهوتية متعددة إلى جانب انشغاله بتجهيزات المستشفى والطب، والحفلات الموسيقية، ومن أهم هذه الأعمال هو The Mysticism of Paul the Apostle الذي كتبه في عام 1930م.
قام بنشر سيرته الذاتية في عام 1931م، ثم عاد بعد ذلك إلى أوروبا في عام 1932م.
واصل العمل بإلقاء المحاضرات، واستكمال تأليف باخ الذي كان قد بدأ كتابته في عام 1912م.
بقى ألبرت شفايتزر بصورة إجبارية في لامباريني بين عامي 1937م و 1948م، وذلك بسبب الحرب العالمية الثانية.
حرص خلال تلك الفترة على الإستمرار في عمله وكتابة مؤلفاته التي كان آخرها Indian Thought and its Development.
سافر عام 1949م إلى الولايات المتحدة الأمريكية وسعى إلى توسيع المستشفى والعمل على تطويرها.
كما عمل ضد تجارب الأسلحة النووية، وشارك في تأسيس لجنة تهدف إلى وضع سياسات نووية تتسم بالعقلانية في عام 1952م.
ظهر حب ألبرت شفايتزر لدراسة الموسيقى منذ صغره، وسرعان ما حصل على مكانة كبيرة كعازف موسيقى وعالم أرغن.
اشتهر بأعمال التأمل التعبدي التي يستخدم فيها الموسيقى لتوصيل الأفكار الأدبية الهادفة.
أجرى شفايتزر عدد من الحادثات الموسيقية واللاهوتية مع كوزيما فاغنر، المقيمة في ذلك الوقت في ستراسبورغ حتى أصبحا صديقين.
كما قام بالتواصل مع الملحن الشهير كلارا فيست.
قام بكتابة ونشر فن بناء الأعضاء وعزف الأرغن في فرنسا وألمانيا.
درس ألبرت شفايتزر البيانو تحت إشراف رئيس قسم الموسيقى في معهد الموسيقى بباريس الذي يدعى إيزيدور فيليب.
في عام 1905م كان ألبرت ضمن 6 أشخاص قاموا بتأسيس جمعية باريس باخ، وكان يلعب دور الأورغن في كافة حفلاتهم الموسيقية منذ عام 1913م.
توفي ألبرت شفايتزر بعد أن تعرض للإصابة بسكتة دماغية في 28 أغسطس عام 1965م.
أدت إلى وفاته في أغسطس عن عمر يناهز 90 عام، بعدما عاش السنوات الأخيرة من عمره في لامباريني، وبعد أن كان المستشفى الذي أسسه يضم حوالي 72 مبنى وعدد 600 سرير.
تم دفنه في المستشفى وأطلق أسمه عليها، كما أصبح منزله في كونيغسفيلد متحف إلى يومنا هذا.