ولمدة قرون، سيطرت القارة القطبية الجنوبية أنتاركتيكا على خيال الكثيرين. من أول المستكشفين التاريخيين في القرن التاسع عشر إلى العلماء الباحثين حالياً ، ما زلنا هنا معجبين بالعجائب الموجودة في المناطق الجليدية في القارة القطبية الجنوبية.
كزنها هي آخر برية غير مستكشفة بكل العالم. فإن القارة القطبية الجنوبية يهيمن عليها الغموض. وتعتبر أرضًا بعيدة. فهي أيضًا مذهلة في المحفاظة على أسرارها.
بسبب الظروف القاسية ودرجات الحرارة المتجمدة والمناظر الطبيعية القاحلة بالقارة القطبية الجنوبية غير المأهولة بالبشر. أن مساحة القارة المتجمدة 1.5 مرة حجم الولايات المتحدة و 99٪ مغطاة بالجليد، مما يشكل 90٪ من كل الجليد على الأرض.
على الرغم من هذا، تابع العلماء اكتشاف شلالات الدم الحمراء والحفريات القديمة والظواهر الطبيعية الغريبة والمخلوقات الجميلة. لقد تمكنوا حتى من اكتشاف عالم تحت الجليد ، من البحيرات الجوفية المالحة إلى سلسلة جبال كبيرة مخفية في الأسفل.
بحيرات جوفية
من الصعب تخيل أي شيء أسفل طبقات الجليد السميكة في القارة القطبية الجنوبية. ومع هذا اكتشف العلماء عددًا من البحيرات الجوفية. تم اكتشافها لأول مرة في عام 1970 من خلال الرادارات. ويقدر أن يوجد حوالي 400 بحيرة تقع تحت 3 كيلومترات من الجليد. داخل المناطق التي تم استكشافها. يقول العلماء أن البحيرات تكونت بعد انفصال القارة القطبية الجنوبية عن Gondwanaland، شبه القارة القديمة. لا تتجمد البحيرات نتيجة الضغط الناتج عن وزن الغطاء الجليدي.
Deep Lake
ديب ليك تعتبر بحيرة داخلية في شرق القارة القطبية الجنوبية. وقد جذبت لها العلماء لسنوات. موقع البحيرة على عمق 55 مترًا تحت مستوى سطح البحر. وترتفع فيها ملوحة المياه كلما ارتفع عمقها. إنها مياه مالحة مثل مياه البحر الميت وهي أكثر ملوحة بعشر مرات من المحيط. وهذا دليل أن الماء لا يتجمد. وهذا على الرغم من وصول درجات الحرارة إلى -20 درجة مئوية في أعمق نقطة.
شلالات الدماء
في وادي ماكموردو الجاف، يتدفق شلال بلون قرمزي لامع من خمسة طوابق. وهو يأتي من نهر تايلور الجليدي في بحيرة بوني. يبدو وكأنه تدفق دم من جرح داخل الجليد. لكن العلماء اكتشفوا مؤخرًا السبب وراء هذه الظاهرة الغامضة. كانت المياه التي تغذي شلالات الدم ذات يوم بحيرة مالحة معزولة حالياً عن الغلاف الجوي. نتيجة تكوين الأنهار الجليدية فوق البحيرة. يتم الحفاظ على المياه على عمق 400 متر تحت الأرض وأصبحت أكثر ملوحة بمرور الوقت وأصبحت الآن أكثر ملوحة بثلاث مرات من مياه البحر ولا يمكن أن تتجمد.
الحفريات القديمة والغابات المطيرة
أنتاركتيكا تعتبر أرض قديمة خضعت لبعض الحفريات المذهلة التي من ملايين السنين. قبل أن تكون صحراء متجمدة بعد العصر الجليدي. كانت القارة القطبية الجنوبية في الواقع منطقة دافئة بها غابات مطيرة وربما حتى حضارات. تطورت النظرية من اكتشاف الخشب المتحجر، وعلامات الأشجار الاستوائية وانطباعات الأوراق التي تظهر وجود الغابات المطيرة في أنتاركتيكا. وجد العلماء أيضًا طنًا من الحفريات من الحيوانات البحرية والطيور والديناصورات من العصر الطباشيري.
سلسلة جبال جامبورتسيف
تحتفظ أنتاركتيكا بالكثيرمن الأسرار تحت طبقاتها الجليدية الواسعة. حتى سلسلة جبال كبيرة. تختبأ أسفل طبقة جليدية بسمك من ألفين إلى أربعة آلاف كيلومتر هي جبال جامبورتسيف. وهي ممتدة بمسافة 1200 كيلومتر وترتفع إلى 3000 متر ، أي ثلث ارتفاع جبل إيفرست. سميت الجبال باسم الجيوفيزيائي السوفيتي غريغوري أ. جامبورتسيف. بعد أن اكتشفها علماء روس في عام 1958. كان العلماء يسافرون في القارة القطبية الجنوبية حين واجهوا انتشارًا بسيطاً للجليد ووجدوا تقلبات غير طبيعية في الجاذبية. وكشفوا عن عجائب لا تصدق.
لوح الجليد الغنائي
يعد Ross Ice Shelf أكبر رف جليدي في القارة القطبية الجنوبية. يبلغ سمكها عدة مئات من الأمتار وتغطي مساحة تزيد عن 500000 كيلومتر مربع – بحجم فرنسا تقريبًا. اكتشف العلماء مؤخرًا أن Ross Ice Shelf يغني لحنًا غريبًا ناجمًا عن الرياح التي تهب عبر الكثبان الثلجية. تخلق الرياح اهتزازات سطحية ونغمات زلزالية بلا توقف تقريبًا. الاهتزازات غير مسموعة للآذان البشرية ويستخدم العلماء أجهزة استشعار زلزالية للاستماع إلى النغمة الحزينة. تم اكتشاف الأغنية بالصدفة ، بعد تركيب أجهزة استشعار زلزالية على الرف الجليدي لمراقبة السلوكيات الأخرى.
يوجد فتحة أو حفرة بحجم أيرلندا في القارة القطبية الجنوبية أكتشفت بعام 2017. الثقب المعروف باسم بولينيا ، ليس شيئًا حديثاً. باستثناء مساحة تصل إلى 78000 كيلومتر مربع. وهي أضخم حفرة يمكن رؤيتها من فترة السبعينيات. وتعتبر أول حفرة يتم فتحها فيها 40 سنة.
تم العثور على بولينيا في بحر ويديل بالمحيط الجنوبي ، وقد تكونت بسبب المياه الأكثر دفئًا والملوحة المتواجدة في المناطق العميقة من البحر.
يتم دفع الماء الدافئ من خلال تيارات المحيط. مما يتسبب في ذوبان الجليد على السطح. عندما تلمس الماء مع الماء السطحي البارد. فإنه يعوم مرة أخرى ، فقط ليتم تسخينه ودفعه مرة أخرى إلى السطح.
العلماء ليسوا متأكدين تمامًا من سبب تكوُّن البولينيا ، لكنهم يعتقدون أنها قد تكون ثدييات بحرية تستعمل الفتحات للتنفس. ما زالوا يعملون لفهم آثار هذه الثقوب الغريبة والعملاقة.
القارة الوحيدة التي لا يوجد بها سكان أصليون. بسبب بُعد القارة القطبية الجنوبية. كذلك الظروف المناخية القاسية ونقص الجسور الأرضية الطبيعية التي تربطها بالقارات الأخرى. فقد ظلت القارة القطبية الجنوبية الـ 35 مليون سنة الماضية في سكون وعزلة نسبيين. قبل اكتشافها في عام 1820 ، لم يسبق لأي شخص أن وضع رجله على هذه القارة الجليدية.
على الرغم من عدم توفر سكان أنتاركتيكا الأصليين ولا مقيمين دائمين أو مواطنين في القارة القطبية الجنوبية ، يعيش العديد من الناس في القارة القطبية الجنوبية كل عام. أنتاركتيكا هي واحدة من الأماكن الفريدة على الأرض التي لا يوجد بها سكان أصليون. هذا يعني أن كل شخص يعيش في القارة القطبية الجنوبية أو يزورها هو أجنبي.
الصيف هو موسم الذروة في القارة القطبية الجنوبية ، حيث توفر الظروف المعتدلة برحلات منتظمة ورحلات بحرية. يسافر حوالي 500 شخص جنوبًا في الصيف كجزء من برنامج أنتاركتيكا الأسترالي. خلال فصل الشتاء ، يقل عدد السكان في المحطات الأربع إلى حوالي 80 شخصًا.
حتى خلال فترة الصيف ، يعيش في القارة القطبية الجنوبية بعض الآلاف فقط. أكثر مراكز القطب الجنوبي اكتظاظًا بالسكان هي محطة ماكموردو في جزيرة روس ، جنوب نيوزيلندا. تديرها الولايات المتحدة ، ويمكن لهذه المحطة أن تستوعب أكثر من 1000 شخص.
نسخة للطباعة