أوبرا وينفري هي واحدة من أشهر شخصيات الإعلام والإذاعة في الولايات المتحدة الأمريكية بجانب عملها كممثلة وسيدة أعمال ومنتجة، كانت تعمل كمقدمة برنامج حواري أمريكي، وقد بدأت في تقديمه منذ عام 1986م إلى عام 2011م، وهي أول امرأة تصنف كأغنى سيدة أفريقية أمريكية في القرن العشرين، وهي من أقوى الشخصيات تأثيرًا على المجتمع في القرن الحادي والعشرين حسب مجلة تايم، تابعوا المقال لتتعرفوا على جميع تفاصيل شخصية أوبرا وينفري.

السيرة الذاتية لأوبرا وينفري

ولدت أوبرا وينفري في ولاية ميسيسبي بالولايات المتحدة الأمريكية يوم 29 يناير لعام 1954 وسط أسرة فقيرة، وعلى الرغم من جميع الصعوبات التي واجهاتها في طفولتها استمرت في تعليمها وكانت من أوائل الطلاب الأفريقيين الدارسون في جامعة ولايتها، وقد درست في الجامعة من خلال منحة دراسية، وحصلت على بكالريوس في فنون المسرح، وأكملت بعد ذلك حياتها كمراسلة لأحد قنوات الراديو في عمر 19 عام.

في عام 1985 اتجهت خطوات أوبرا وينفري نحو التمثيل، وشاركت في فيلمThe Color Purple للمخرج الأمريكي “ستيفن سيبلبيرج” الذي حصل على 9 جوائز أوسكار للإخراج، ولعبت دور رئيسي فيه.

في عام 1985 انقلبت حياتها وبدأت في تقديم برنامجها التلفزيوني ” The Oprah Winfrey Show” وهو البرنامج الأشهر على مستوى العالم، يهتم بتسليط الأضواء على قضايا مجتمعات أمريكا، وقد حقق نجاحًا باهرًا في فترة تقديمه، وذلك بسبب اسلوب أوبرا وينفري الطاغي في الحوار وطريقتها الجذابة، وأصبحت في تلك الفترة نموذج إعلامي مميز على مستوى العالم.

ومع مرور الوقت تحول برنامجها لجزء هام من ثقافة الشعب الأمريكي ويهتم بجميع تفاصيل حياتهم، كما قامت أوبرا بتصوير حلقات عديدة مع نجوم عديدة تميز المجتمع الأمريكي، وتم عرض برنامجها على مستوى العالم لأكثر من 100 دولة، لتزداد شهرتها مع زيادة شهرة البرنامج، وأصبحت ثاني أهم الشخصيات في التأثير على العالم حسب ماذكرت مجلة فوريس لعام 2005، كما أنها من أغنى الشخصيات أيضًا.

عرضت أوبرا وينفري الحلقات الأخيرة من برنامجها في 25 مايو 2011، بعد أن قررت التقاعد بشكل دائم وتكريس نفسها لإدارة شبكة القنوات التي تملكها (OWN).

في يناير 2017، أعلنت شبكة سي بي إس أن أوبرا وينفري ستنضم إلى برنامج 60 دقيقة كمساهم خاص أثناء الخريف لنفس العام.

مولد أوبرا ونشأتها

كما ذكرنا في الفقرة السابقة، ولدت عام 1954م في ريف زراعي وفي عائلة شديدة الفقر والسوء، فقد تعرضت في عائلتها إلى العنف والإساءات اللفظية والتعدي الجنسي من قبل أصدقاء والدتها ومن قبل أقاربها، ثم بعد عدة أعوام إنتقلت للعيش مع والدها بعد إنفصالهما في قرية ناشفيل، وكان والدها يعمل حلاقًا، ووالدتها كانت تعمل في خدمة بيوت الأغنياء، إلتحقت بمدارس عامة في ولايتها، إلى أن تخرجت من جامعة ولاية تينسيني ببكالوريوس في الفنون المسرحية، ثم بدأت بالعمل كمذيعة في قناة على الراديو والتلفزيون في ناشفيل.

انتقلت لتعيش في مدينة التيمور بماريلاند في عام 1976م، وقامت بتقديم  برنامج محادثة The People are Talking وحقق هذا البرنامج نجاحًا باهًا ونسبة مشاهدة مرتفعة تزيد عن 100.000 مشاهد، واستمرت به 8 سنوات، إلى أن عملت في محطة راديو شيكاغو وخصصتها المحطة في تقديم برنامج صباحي خاص بها A.M.Chicago.

وكان “فيل دوناهيو” هو منافسها الوحيد في هذه الفترة، ولكن بفضل اسلوبها الهادئ والمميز والأسلوب حوارها الشيق والذي جذب الآلاف تجاوزت دناهيو ب100 ألف متابع حديث، وذلك في خلال أشهر، وتقدمت إلى المراتب المتقدمة في التصنيف العام للبرامج.

وبسبب هذا النجاح الباهر شاركت في فيلم The Color Purple في عام 1985 والذي قام بإخراجه المخرج الأمريكي ستيفن سبيلبرغ، وتم ترشيحها لإستلام جائزة الأوسكار لعام 1986 بصفتها أفضل ممثل مساعد في الولايات المتحدة الأمريكية.

بعد ذلك قامت بإطلاق برنامجها الحواري المييز والشهير The Oprah Winfrey Show وهو برنامج شهير على مستوى العالم، وتم بثّه على أكثر من125 قناة فضائية في أكثر من 100 دولة على مستوى العالم، وتخطت مشاهداته 10 مليون متتابع على مستوى العالم، وفي خلال السنة الأولى له وصلت إيراداته ل125 مليون دولار في السنة، وقد حصلت أوبرا وينفري على 30 مليون دولار منهم، وهذا ما جعلها تشتري البرنامج والحصول على ملكيته من شبكة ABC تحت إشراف شركة الإنتاج الخاصة بها “هاربو”.

حياة أوبرا وينفري الشخصية

أوبرا وينفري كانت على علاقة مع مدير العلاقات العامة لشركتها “ستيدمان جراهام” منذ منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، وقد تمت خطبتهما في عام 1992 لكنهما لم يتزوجا وعاشا في شيكاغو، أما بالنسبة لديانة أوبرا وينفري ومعتقداتها الدينية، فيجدر بنا الذكر أنها ولدت في عائلة مسيحية معمدانية.

إنجازات أوبرا وينفري

حازت سلسلة المسلسلات المقدّمة من إنتاج شركتها الخاصة “Harpo” على تقييمات عالية في تصنيفات المسلسلات القصيرة مثل مسلسل The Women of Brewster Palace الذي قامت ببطولته بنفسها، ووقعت عدة عقود مع Disney كـ Beloved في عام 1998 بناءً على رواية فازت بجائزة Pulitzer للكاتب توني موريسون.

شاركت وينفري في عالم النشر بصورة كبيرة، وذلك من خلال إطلاق مشروع كتاب أوبرا، الذي جعل الكثير من الكتّاب الغير المعروفين مشهورين ودفع بهم إلى صدارة قائمة الكتب الأكثر مبيعًا.

ظهرت شركة Oxygen Media في عام 1999، والتي شاركت في تأسيسها أوبرا وينفري، كان هدف الشركة هو إنتاج برامج الكابلات والإنترنت للنساء، وبالتالي ضمان ريادتها في مجال الإعلام وضمان مكانتها كواحدة من أقوى وأغنى الأشخاص وسط باقي البرامج الحوارية.

في عام 2002م ، أكملت عقدًا مع الإنترنت لبث ونشر برنامجها الشخصي، ونشرت أيضًا “مجلة أوبرا” في عام 2000.

وفي عام 2009م ، أعلنت إنتهاء برنامجها الحواري، وذلك عندما انتهى عقدها مع ABC في عام 2011. ولكن لم ينتهي الأمر إلى هنا، انتقلت أوبرا وينفري لشبكتها الجديدةThe Oprah Winfrey، بإشتراك مع Discovery Communications.

في عام 2015، أعلنت أوبرا وينفري أن شركة الأنتاج الخاصة بها Harpo في شيكاغو ستغلق أبوابها لإكمال الاندماج مع شركتها الجديدة والانتقال إلى مقر OWN في لوس أنجلوس.

عادت وينفري إلى التمثيل بفيلم Greenleaf، أول عمل تلفزيوني مكتوب لها، والذي تم عرضه لأول مرة في Oprah Winfrey’s OWN Television في عام 2016.

تم الإعلان من خلال مجلة Life للمرأه أنها أحد أكثر النساء تأثيرًا من بين جيلها، وقد تم إطلاق إسم أعظم فاعل خير في تاريخ أمريكا من خلال مجلة Business Week، وذلك بسبب ما ساهمت به شركتها في أعمال الخير (أكثر من 50 مليون دولار أمريكي) بما في ذلك المساعدة في تعليم الفتيات في جنوب أفريقيا ومساعدة القرى الأفريقية الفقيرة، ومساعدات لضحايا إعصار كاترينا الشهير.

ثروة أوبرا

في عام 2003، بلغت ثروتها المليار دولار، وفي عام 2022م بلغ صافي ثروة أوبرا وينفري نحو 2 مليار دولار، مما جعلها تحتل المرتبة 427 في قائمة 476 مليارديراً للولايات المتحدة الأمريكية، كما أن وفقًا لتصنيف مجلة “فوربس” لعام 2005، أخذت أوبرا وينفري المرتبة التاسعة بين أكثر 20 امرأة تأثيرًا من حيث وسائل الإعلام والقوة الاقتصادية.

بالإضافة إلى أنها احتلت المرتبة الثانية في قائمة “فوربس” لعام 2005 لأكثر 100 شخص نفوذاً في العالم، وارتفعت لتحل محل “ميل جيبسون” من حيث ثروتها الأقتصادية، حيث وصل دخلها السنوي إلى 225 مليون دولار.