ظهور طائرات الدرونز أوربيتر ٣ الإسرائيلية في الصراع الليبي أثار أسئلة جمعها تحقيق لصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية. كيف وصلت إلى هناك؟ ومن المشتبه به الرئيسي في نقلها؟ وهل يخالف هذا القوانين الإسرائيلية؟ لخصنا لكم ما يتعلق بالموضوع.
* ميليشيات حكومة طرابلس استخدمت أوربيتر ٣ الإسرائيلية في يوليو.. المصنعون سلموا الطراز لطرف مجهول في نفس الشهر
* أذربيجان تملك حق تصنيع أوربيتر ٣
* لا تملك تركيا الطائرة.. لكنها أبرز المتهمين بنقلها إلى ليبيا. كيف هذا؟
تصنع طائرات الدرون أوربيتر 3 التكتيكية (Orbiter-3) شركة أيرونتكس الإسرائيلية، كما تملك شركة آزاد سيستمز، التابعة لوزارة الدفاع في أذربيجان، حق تصنيع طرازين على الأقل من أوبيتر. وتشير تقارير إلى أن أوربيتر 3 من بينهما.
وتتمتع أوربيتر 3 بنظام مدمج، خفيفة الوزن، وصالح لاستخدام قوات الأمن الداخلي وكذلك الجيوش النظامية التي يمكنها إطلاقها برًا أو بحرًا خلال سبع دقائق، والتحكم بها واستعادتها إلكترونيًا.
ويتحكم المشغلون في أوبيتر 3 عبر برنامج واجهة متقدمة للملاحة الجوية متعدد العمليات طورته أيرونتكس داخليًا.
ويصل نطاق أوربيتر 3 التشغيلي إلى 150 كم، ويمكنها الطيران لسبع ساعات متواصلة في مهام الاستخبارات والمراقبة وتحديد الأهداف والاستطلاع.
وتتمتع أوربيتر 3 بقدرات تكتيكية هائلة، بينها قنوات رؤية ليلية/ نهارية وكاميرا استشعار ثلاثي كهروضوئية تتيح لها تحديد الأهداف بسهولة على مدار الساعة.
ويمكن تحميل الطائرة بحمولات تصل إلى 5 كجم، شاملة كاميرات كهروضوئية متعددة أجهزة الاستشعار، تحمل أنظمة تعيين الهدف بالليزر. ويحتوي الإصدار الجديد منها على وصلة رقمية تنقل المعلومات للمشغلين مباشرة، كما تتمييز بإمكانية متقدمة لمعالجة الصور.
تركيا ليست جزءًا من قائمة عملاء أوربيتر 3 ، ولا تملك “علنًا” طائرات دون طيار من هذا النوع.
لكن جيروزاليم بوست الإسرائيلية، تقول إن الطائرتين اللتين أسقطهما الجيش الوطني الليبي وصلت قوات حكومة طرابلس من تركيا كجزء من منحة تضم ثلاث وحدات.
وبعد اتصال هاتفي مع أردوغان في 29 أبريل/ نيسان، أعلن رئيس حكومة طرابلس فايز السراج تفعيل الاتفاقات الأمنية مع تركيا، ليصرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن بلاده ستحشد “كل الموارد المتاحة” بهذا الصدد.
كانت الطائرات دون طيار جزءًا من المساعدات العسكرية التي نقلتها تركيا إلى طرابلس، لكن التقارير قصرتها سابقًا على طائرات البيرقدار التركية المسلحة، والتي لعبت دورًا بارزًا بالقرب من الخطوط الأمامية من المعارك مع قوات الجيش الليبي التابعة لخليفة حفتر على حدود طرابلس.
مع ذلك، توقع المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية حينها تقديم تركيا قدرات عسكرية إضافية إذا ثبت أن الجهود الحالية لتسليح ميليشيات حكومة طرابلس غير كافية.
الصحفي المقرب من أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية يوسي ميلمان يقول إن أوربيتر 3 ربما تكون قد وصلت حكومة طرابلس عبر حركة التفافية من أذربيجان التي سلمتها إلى تركيا.
أذربيجان واحدة من أكبر مستوردي المعدات العسكرية الإسرائيلية وأهم حلفائها على حدود إيران. وهي واحدة من الدول القليلة ذات الأغلبية المسلمة التي تتمتع بعلاقات علنية مع إسرائيل.
وفي 2012، نقلت فورين بوليسي عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية قوله إن “إسرائيل اشترت مطارًا ضخمًا يدعى أذربيجان”.
وفي سبتمبر/ أيلول 2018، قالت تركيا – التي تلعب دورًا بالفعل في دعم التصنيع العسكري الأذربيجاني – إنها تلقت عرضًا من أذربيجان لتعزيز التعاون في مجالي التسويق والتصنيع العسكريين، مؤكدة عزمها قبوله فورًا.
نفت أيرونتكس علمها بوصول أوربيتر 3 إلى أي من أطراف الصراع في ليبيا.
مع ذلك، أعلنت الشركة في 1 يوليو/ تموز، تعاقدها مع دولة لم تسمها لتسليم طائرات من نفس الطراز مقابل 8 ملايين دولار، تشمل تقديم خدمات الدعم والصيانة.
وتمتنع شركات الصناعات العسكرية الإسرائيلية عن تسمية عملائها علنًا.
وسحبت إسرائيل رخصة أيرونتكس التصديرية منذ 2017 وحتى فبراير/ شباط الماضي، بعدما كشفت تقارير صحفية أن فريقًا تابعًا للشركة ربما يكون قد تورط في ضرب أهداف عسكرية أرمينية بطلب من حكومة أذربيجان كتجربة عملية قبل توقيع عقود بيع طراز أحدث من أوربيتر، بالمخالفة لقوانين إسرائيل التي لا تعتبر أرمينيا دولة معادية.
منذ مارس/ آذار 2011، ألزم مجلس الأمن الدولي بموجب القرار 1970 جميع أعضاء الأمم المتحدة بمنع بيع الأسلحة وما يتصل بها بتعدد توصيفاته إلى ليبيا، ومدد القرار في يونيو/ حزيران الماضي، ما يعني أن وصول الطائرات دون طيار إلى ميليشيات حكومة طرابلس غير مشروع دوليًا.
وإذا صدق نفيُ أيرونتكس بيعَ أوربيتر 3 إلى أطراف في ليبيا، يكون المورد الوسيط قد انتهك التعاقد التي يحظر نقلها إلى طرف ثالث.
ويُفترض أن الطرف الذي نقل أوربيتر 3 إلى ليبيا متورط بشكل مباشر على الأرض، استنادًا لتقرير سابق لبلومبيرج نقلت فيه عن دبلوماسي غربي قوله إن أطراف صراع ليببا لم تتلق تدريبات على تشغيل الطائرات بدون طيار.