توقع السوفيت أثناء دخولهم معسكر أوشفيتز أنهم سيحررون السجناء من معسكر اعتقال وحشي لكن لن تزيد درجة وحشيته عما هو معروف في الحروب، ولم يعرفوا حجم المذبحة التي شهدها المعسكر إلا بعد دخولهم غرف المخازن.
في هذه الغرف اكتشف السوفيت 88 رطلا من النظارات ومئات من الأطراف الصناعية وملابس وأحذية تمت مصادرتها من السجناء، تكفي أكثر من مليون شخص.
بعدها اكتشف السوفيت 648 جثة لسجناء قتلهم النازيون ولم يتخلصوا منهم قبل انسحابهم.
أحد الجنود السوفيت يدعى إيفان مارتينوشكين قال في تصريح لجريدة تايمز أوف إسرائيل "لم نكن نعرف شيئا.. ثم رأينا بعض السجناء خلف الأسلاك الشائكة.. أتذكر وجوههم خاصة عيونهم التي كانت تفضح معاناتهم".
السوفيت كانوا بدأوا التحرك لتحرير أوشفيتز في منتصف يناير 1945 بعد تحرير وارسو وكراكوف، ولكن القوات الألمانية كانت بدأت بالفعل في إجلاء المعسكر منذ 21 يناير.
وبسبب هذا الفارق في توقيت الوصول كان النازيون أجبروا 60000 سجين على السير غربا تجاه مواقع أخرى تحت السيطرة الألمانية وتركوا الجثث والسجناء الضعفاء والمرضى أو الذين على وشك الموت، ومعهم بعض الحراس الذين كانت مهمتهم إخفاء أدلة جرائم الحرب في أوشفيتز.
خلال المسيرة مات 15 ألف سجين من 60 ألفا، إما من البرد والجوع، بسبب إعدام السجناء الذين يصابون بالتعب ولا يستطيعون السير، وتم دفن أعداد كبيرة منهم في قبور جماعية تم الكشف عنها بعد الحرب.
في أوشفيتز مات 1.1 مليون سجين، على مدار 5 سنوات، لم يتم إعدام كل السجناء.
تشير السجلات السوفيتية لوجود حائط إعدام في المعسكر للتخلص من السجناء غير المرغوب فيهم، والبعض كان يتم اصطحابهم لغرف الحمامات، كان يظن السجناء أنهم سيحصلون على بعض الماء للنظافة قبل أن تنفتح أنابيب الغاز لتقتلهم ثم يتم حرق الجثامين.
آلاف القتلى لم يأتهم الموت بالإعدام أو بغرف الغاز، بل في تجارب على البشر قام بإجرائها الطبيب الألماني يوسف منجيل الذي عرف لاحقا باسم "ملاك الموت"، حيث كان يعتبر السجناء فرصة لإجراء تجارب على أشخاص بلا حقوق، وفي نفس الوقت يستخدم هذه التجارب للعثور على دليل علمي لإثبات تفوق العرق الآري.
في 1947 كان أوشفيتز موقع إعدام مدير المعسكر رودولف هوس.
هوس أدار المعسكر 4 سنوات كاملة، وتم اعتقاله ومحاكمته في وارسو ببولندا وقدم شهادته الكاملة في محاكمات نورمبرج الدولية.
معظم القيادات الألمانية في أوشفيتز أنكرت تورطها في جرائم الحرب هناك، لكن هوس اعترف بكل التهم، وبينما كان ينتظر الإعدام كتب مذكراته وسجل فيها شعوره بالندم.
وتم شنقه بالقرب من غرف قادة الجستابو في أوشفيتز، وكان أخر شخص يتم إعدامه علنا في بولندا.
شعر الجنود السوفيت بالصدمة عند دخول أوشفيتز لكنهم في الأيام الأولى لم يعرفوا الأرقام الحقيقية، كان البعض يعتقد أن العدد سيكون بالألاف وليس بالملايين كما كشفت الإحصائيات والمحاكمات بعدها.
في هذا الإنفوجرافيك نظرة سريعة على الأعداد