وزارة الصحة الإسبانية تقول إنها وصلت إلى الاتجاه النزولي نتيجة عمليات الإغلاق، بعدما دخلت البلاد في مرحلة حظر شبه كامل لاحتواء انتشار كورونا منذ 14 مارس، مع السماح للسكان فقط بمغادرة منازلهم للعمل، أو شراء المواد الغذائية والأدوية الأساسية، أو لرعاية الأقارب.

في إيطاليا كذلك، تقول فلافيا ريكاردو، الباحثة في قسم الأمراض المعدية في المعهد الوطني الإيطالي للصحة، إن الانخفاض يعتبر دليلًا على تأثير عمليات الإغلاق التي قامت بها الدولة رغم قسوتها وآثارها الاجتماعية والاقتصادية.

ونفذت إيطاليا عمليات إغلاق مكثفة شهدت تعطيل معظم المؤسسات، ووقف عمليات الإنتاج غير الضروري، وتقييد جميع التنقلات غير الضرورية في جميع أنحاء البلاد.

نينو كارتابيلوتا، رئيس مؤسسة GIMBE، وهي منظمة إيطالية للبحث والتدريب في مجال الرعاية الصحية، يقول إن الإجراءات قللت من “انتقال الفيروس، وأخرت ذروة الوباء، وخفضت حجمه، وساعدت على نشر الحالات على مدى فترة زمنية أطول للسماح للنظام الصحي بالتحضير بشكل صحيح وإدارة الأعراض بشكل أفضل.

من الصين إلى السفن إلى إيطاليا .. كورونا يكرر رحلة الموت الأسود لكننا تعلمنا | الحكاية في دقائق

تخطط حكومة إسبانيا لتكثيف الاختبارات لتكون قادرة على عزل مصابي كورونا دون أعراض، وإلزام الجميع بارتداء أقنعة الوجه في الأماكن العامة.

وزيرة الخارجية أرانشا غونزاليس لايا قالت إن أربع شركات محلية تنتج حاليا 245 ألف اختبار كورونا أسبوعيًا، واعدة بثلاثة أضعاف القدرة الحالية خلال الأسابيع المقبلة، معتبرة أن الكمامات وسيلة وقائية سيتعين على الجميع استخدامها على الأقل حتى توفير اللقاح.

في إيطاليا، يبدو خبراء الصحة العامة أقل استعدادًا للاحتفال. لورنزو كاساني، مدير الصحة في عيادة للمسنين في لومبارديا، يقول إن الحذر قائم رغم الأرقام الجديدة، باعتبار أن الأرقام الرسمية تقتصر فقط على من تعرضوا للاختبار، وتستثني الأعراض الخفيفة أو مصابي كورونا بدون أعراض، والذين يصف عددهم بـ “ضخم”.

ويقول الخبراء إن انخفاض عدد الحالات الجديدة لا يعني ضرورة رفع الإجراءات الوقائية. نينو كارتابيلوتا، رئيس GIMBE، يقول إن إعادة تشغيل الاقتصاد خلال أسابيع مجنونة، لكنه لم يستبعد تخفيف الإجراءات في بعض المناطق.

مع ذلك، هنا شعور في إيطاليا بأن الأسوأ قد مر. ومع الضغوط التي يتعرض لها السياسيون لإعادة تشغيل الاقتصاد، يقول رئيس الوزراء جوسيبي كونتي إن الحكومة تبحث مع العلماء عن طريقة لإعادة الأشخاص الذين تعافوا للعمل، بينما يقترح عمدة فينيتو ترخيصًا للإيطاليين الذين يمتلكون أجسامًا مضادة.