* واحد من كل عشرة إرهابيين مدانين في بريطانيا ارتكب جريمة أخرى مرتبطة بالإرهاب بعد خروجه من السجن.
* لدى بريطانيا برنامجان لتأهيل السجناء: واحد في السجن، طوعي؛ والآخر بعد الإفراج، إلزامي. من الصعب قياس مدى نجاحهما.
* عثمان خان خدع السلطات، بعد أن شارك في إعادة التأهيل داخل وخارج السجن.
س/ج في دقائق
هل تعمل السجون على تقويم الإرهابيين؟
هجوم الإرهابي عثمان خان على المارة في جسر لندن، أثار الجدل القانوني حول السنوات التي يجب أن يقضيها الإرهابي داخل السجون، ومدى تأثره ببرامج إعادة التأهيل، بعد أن خرج خان في نصف المدة وبعد خضوعه لبرنامج إعادة تأهيل.
واحد من كل عشرة إرهابيين مدانين في بريطانيا ارتكب جريمة أخرى مرتبطة بالإرهاب بعد خروجه من السجن، ورغم أن هذا أقل من معدل إعادة المخالفة الإجمالي 29٪، لكن الأمر يدعو إلى القلق الشديد نظرًا لأن هذه الجرائم تتراوح ما بين الارتباط بالإرهابيين والتخطيط لهجمات قتل جماعي.
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وعد أنه سيعدل القوانين حتى لا يخرج إرهابي من السجن قبل مضي 14 عامًا، في الوقت الذي سمحت فيه قوانين حزب العمال للإرهابيين بالخروج في مدة أقل من ذلك وبدون شروط.
لكن عملية بقاء الإرهابيين وراء القضبان لفترة طويلة تحمل أيضا مخاطرة، فالتواجد داخل السجن ولقاء الإرهابي مع من يشاركونه أفكاره يحوله إلى “مشروع شهيد” عند خروجه فيبحث عن طريقة للقيام بعملة إرهابية، بالإضافة لحالة التطرف التي من الممكن أن يصل إليها أقارب السجناء للانتقام.
أجهزة الشرطة لا تدعم دائمًا الأحكام الطويلة، يقول أحد كبار ضباط الشرطة لصحيفة الإيكونيمست: إن السجن غير فعال إذا تمكن النزلاء من تهريب الهواتف إلى داخله والاستمرار في تخطيط أنشطتهم، وفي كلتا الحالتين، يجب إطلاق سراح السجناء في نهاية المطاف.
وتفرق الشرطة بين الشباب الذين يتم القبض عليهم وهم يتصفحون المواد الإرهابية عبر الإنترنت، والمتآمرين الذين قضوا سنوات منغمسين في الإيديولوجية المتطرفة.
يقول نيك هاردويك، الرئيس السابق لمجلس الإفراج المشروط: إذا كان التمويل لسنوات إضافية وراء القضبان ضعيفًا ومهيكلاً، فإنهم “يخاطرون بزيادة سوء أحوال الأشخاص السيئين”.
كيف يرى علماء السلوك والنفس إعادة التأهيل؟
يفضل معظم علماء السلوك الإجرامي الاستثمار في عملية إزالة التطرف، بهدف تجريد الإرهابيين من أيديولوجيتهم، لإثناء المدانين عن العنف عن القيام بأعمال إرهابية في المستقبل، حتى لو احتفظوا بآراء متشددة.
يعتقد جون هورغان، خبير التطرف في جامعة ولاية جورجيا، أن هناك ما بين 40 إلى 50 برنامجًا من هذا القبيل في جميع أنحاء العالم، يشمل معظمهم تقديم المشورة للوصول إلى الأسباب الجذرية للتعاطف مع التطرف.
لدى بريطانيا برنامجان لتأهيل السجناء: واحد في السجن، طوعي؛ والآخر بعد الإفراج، إلزامي. لكن من الصعب قياس مدى نجاحهما، حيث لا تسمح الحكومات عادة بالتقييمات الأكاديمية بسبب اعتبارات أمنية.
كما أن الأعداد الصغيرة، والافتقار إلى مجموعة مراقبة متاحة، تجعل من الصعب استخلاص استنتاجات كمية.
يرى هورغان أن الاستنتاجات المبدئية تظهر أن التأهيل يمكن أن يؤثر، ولكن فقط إذا التزم السجناء بتغيير فكرهم.
وأظهر تقييم نوعي أجراه الأكاديميون العام الماضي أن خطة السجون البريطانية تعمل بشكل جيد.
قال التقييم: إن سياسة بريطانيا المتمثلة في خلط الإرهابيين مع مجرمين آخرين تهدد بتشدد غير الإرهابيين، لكنها تعرض أيضًا الإرهابيين لوجهات نظر بديلة، وقال أحد الإرهابيين للباحث إن إجباره على الاختلاط لمرة واحدة “فتح عينيه”.
يقول أندرو سيلك، خبير مكافحة الإرهاب، إن هناك قائمة انتظار للدورة التأهيلية داخل السجن، وهناك حاجة إلى مزيد من العمل لإزالة التطرف، ويكافح حكام السجون لإبعاد النزلاء عن الأيديولوجية العنيفة.
ويقول رئيس سجن سابق: “عليك أن تدخل في أيديولوجية مشوهة لمعالجتها”. وذلك باستخدام آراء منظري الجماعات المتطرفة مثل الإخوان وغيرها من أجل مناقشة السجناء.
هل يستطيع السجناء خداع السلطات خلال برامج إعادة التأهيل؟
بالطبع، فكما هو واضح عثمان خان خدع السلطات، بعد أن شارك في إعادة التأهيل داخل وخارج السجن. داخل السخن طلب بنفسه عام 2012 إشراكه في برنامج تأهيلي ضد التطرف بإشراف متخصص.
وخارج السجن التزم بكافة الشروط الإفراجية، حتى أنه أخذ تصريحا شرطيا بالسفر إلى لندن لحضور ندوة تنظمها جامعة كامبيرج لاستعرض تجربة إعادة تأهيله، بعدما قررت الشرطة أنه كان ملتزمًا بكل شروط إطلاق سراحه.
وبعد هذا كله، قتل شخصين كانا يشرفان على تنظيم الندوة نفسها، وهدد بتفجير القاعة التي تستضيف الحدث بحزام ناسف مزيف كان يرتديه.