السيناتور إليزابيث وارن – 69 عامًا – تعلن تشكيل لجنة استكشافية لجمع التبرعات ودراسة حظوظها في سباق اختيار مرشح الديمقراط لمواجهة دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة 2020، قبيل 13 شهرًا من الاقتراع.
عضو مجلس الشيوخ، المُعاد انتخابها في التجديد النصفي الأخير عن ولاية ماساتشوستس، قالت، في مقطع فيديو، إنها ستعلن أجندة حملتها الانتخابية مطلع العام الجديد.
تقول “ذا أتلانتيك” إن إليزابيث وارن جمعت ملايين الدولارات خلال السنوات الماضية لبناء آلة سياسية، وحولت خطابها إلى ما هو أبعد من “قضايا الخبز والزبدة” التي اشتهرت بها.
تضيف المجلة أن وارن عززت أوراق اعتمادها في السياسة الخارجية، وشكلت فريقًا كبيرًا من الموظفين، الذين أداروا ظهورها بعناية، من طرح القضايا السياسية إلى رسائل البريد الإلكتروني.
وتضم حملة وارن حاليًا أكثر من 70 شخصًا، وتبدأ حملة التبرعات مدعومة بـ12.5 مليون دولار توفرت من حملة إعادة انتخابها لمجلس الشيوخ، بخلاف شبكة واسعة من الاتصالات والمناصرين.
وبنهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، أعلنت إليزابيث وارن للمرة الأولى أنها تدرس إمكانية الترشح، الذي ربطته بمشهد تمرير ترشيح بريت كافانو لعضوية المحكمة العليا، في مجلس الشيوخ.
“شاهدت رجالًا أقوياء يساعدون رجلًا قويًا في الوصول إلى موقف أقوى. شاهدت ذلك وفكرت: انتهى الوقت. حان الوقت للذهاب إلى واشنطن من أجل إصلاح حكمنا المكسور، وهذا يشمل امرأة في القمة”
ويعتقد البعض في حزب الديمقراط أن وارن فوتت أفضل فرصها للترشح في 2016، عندما حثها الليبراليون على تحدي هيلاري كلينتون.
من مطبخ منزلها، ظهرت إليزابيث وارن لتقول إنها تريد فرصًا لجميع الأمريكيين وليس للأثرياء فقط.
تعيد وارن تذكير الناخبين بصورتها كابنة حارس أصبحت أستاذة جامعية، شخصية محورية في حملة محاسبة النظام الاقتصادي بعد انهيار 2008.
تشتهر وارن بانتقاداتها للبنوك الكبرى، وما تصفه بالرأسمالية غير المنضبطة، وتتعهد بالدفاع عن العمال والطبقة الوسطى، والأقليات، وحقوق العائلات.
وفي تصريحات سابقة، طالبت وارن بالتوقف عن تلقي تمويلات للحملات الانتخابية من المليارديرات، باعتبار أن “الديمقراط هم حزب الشعب”.
“لا بد أن يعمل كل شخص في أمريكا بكد، وأن يلتزم بنفس مجموعة القوانين، وأن يعتني بنفسه، وبالأشخاص الذين يحبهم. هذا هو ما أدافع عنه”
وتنتقد وارن سياسة الأسواق المفتوحة، التي تقول إنها ساعدت في تهيئة الظروف أمام المنافسين، وبينهم الصين وروسيا، لصنع اقتصادهم، دون تخفيف قيود السياسة الداخلية، بما أدى لتآكل الإيمان بالرأسمالية والديمقراطية.
تتهم وارن السياسيين بغض الطرف عن سياسات شركات التأمين والنفط الكبرى والبنوك العملاقة. وإبان أزمة 2008، دعت إليزابيث وارن للمزيد من إجراءات حماية المستهلك.
ويتوقع محللون أن يكون تأسيس وارن لصورتها كمحارب ضد مصالح الشركات الكبرى مؤثرًا مع الناخبين الديمقراط الأساسيين، لكن أوساطًا أخرى تنظر لأفكارها بحذر، كونها تمثل تهديدًا للمشروعات الحرة.
وتركز وارن على التحديات الاقتصادية التي تواجه الملونين، وعلى حقوق النساء والمثليين، وأطلقت مشروع قانون لمكافحة الفساد والنزاهة العامة.
نصح دونالد ترامب، إليزابيث وارن، بمراجعة طبيبها النفسي قبل منافسته في انتخابات الرئاسة.
وردًا على سؤال من “فوكس نيوز” عما إذا كان يعتقد أن وارن تؤمن بإمكانية فوزها، أعرب ترامب ساخرًا عن اعتقاده بأن الطبيب النفسي سيقدم إجابة مؤهلة أكثر دقة على السؤال حول أهليتها للفوز.
وقال ترامب: “سنرى كيف تفعل ذلك. أتمنى لها كل التوفيق، وأحب أن أتنافس معها”.
دونالد ترامب ينتقد إليزابيث وارن بشكل دوري، بالدرجة التي أشعلت “معركة الدي إن إيه” بينهما، بعدما اتهمها بالكذب في ادعاء أن أجدادها من الهنود الحمر، متعهدًا بدفع مليون دولار لمؤسسة خيرية تختارها إذا أجرت اختبارًا يثبت جذورها.
وتقول إليزابيث وارن إن والدتها تنتمي إلى قبيلتي شيروكي وديلاوير، لكنها لم تثبت ذلك وثائقيًا.
وردًا على انتقادات ترامب، خضعت وارن للاختبار الجيني لإثبات صحة كلامها، لتقول إن النتائج أكدت وجود دماء هندية حمراء في عروقها، لكن الجدل أثر على شعبيتها نسبيًا. حيث تعرضت لحملة سخرية بسبب هذه التصريحات.
وخلال انتخابات التجديد النصفي الأخيرة، جدد ترامب السخرية من وارن، التي أطلق عليها اسم “بوكاهنتس” في إشارة إلى ابنة زعيم قبيلة من الأمريكيين الأصليين.
وفي تصريحات سابقة لـ “سي إن إن”، بعد مقال “النيويورك تايمز” المنسوب إلى مسؤول مجهول في إدارة ترامب، قالت وارن إن “على المسؤولين الكبار تفعيل التعديل 25 من الدستور، الذي يسمح لنائب الرئيس ومسؤولي الحكومة بالكتابة إلى الكونجرس إذا ما اعتقدوا أن الرئيس غير قادر على القيام بمهامه”. وتنتقد إليزابيث وارن تقارب دونالد ترامب مع السعودية، كما تعارض سياساته التجارية، وما تصفه بتآكل حماية المستهلك، والانفتاح على الأنظمة الاستبدادية.
إليزابيث وارن هي الوحيدة من حزب الديمقراط التي أعلنت نيتها الترشح بشكل جدي حتى الآن، لكن التقديرات تصل بالمتنافسين المحتملين إلى 30 مرشحًا.
وبين المرشحين المحتملين من الحزب الديمقراطي نائب الرئيس السابق جو بايدن، والسيناتور المستقل بيرني ساندرز. ويرى بايدن أنه الأنسب لخلافة ترامب، لكنه لم يتخذ قراره النهائي بالترشح، بينما ينتظر ساندرز التأكد من حظوظه قبل إعلان قراره النهائي، لكن “نيويورك تايمز” تقول إنه يمهد لخوض انتخابات الرئاسة 2020 بحملة أوسع نطاقًا عن مثيلتها في 2016.
القائمة تشمل أيضًا هيلاري كلينتون وسيناتور كاليفورنيا كامالا هاريس.
طريق إليزابيث وارن يمر بعقبتي اقتناص ترشيح الديمقراط، ثم تجاوز دونالد ترامب.
وفي تقييم “سي إن إن” لفرص المرشحين الديمقراط، قفزت وارن للصدارة فجأة في أكتوبر/ تشرين الأول، وقالت الشبكة إنها أقرب لمزاج جمهور الحزب الذي بات يميل إلى اليسار، قبل أن يعيدها استطلاع الشبكة في ديسمبر/ كانون الأول للمركز السابع.
نيويورك تايمز تقول إن طريق وارن لتمثيل الديمقراط سيكون طويلًا ووعرًا، بين علاماته انقسامات الأيديولوجيات والأجيال.
تضيف الصحيفة أن مرشح الديمقراط لن يكون الأقرب لسياسات الحزب، بل الأقدر على جمع خليط من الهويات يكفي لهزيمة ترامب، باجتذاب مجموعة واسعة من المجموعات الديموغرافية مثل الناخبين في المناطق الريفية البيضاء، والنساء في الضواحي، وطلاب الجامعات، والسود واللاتينيين في الجنوب، ونطاق الصدأ.