اقتحام السفارة الأمريكية | حمل يسوع الذنوب ندمًا.. وحملت إيران العقوبات أبدًا | الحكاية في دقائق

اقتحام السفارة الأمريكية | حمل يسوع الذنوب ندمًا.. وحملت إيران العقوبات أبدًا | الحكاية في دقائق

4 Nov 2019
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

بينما تحتفل إيران بالذكرى الأربعين لاقتحام السفارة الأمريكية في طهران عقب ثورة الخميني في 1979، يعرب إبراهيم أصغر زاده، أحد قادة الحركة الطلابية التي اقتحمت السفارة، عن أسفه حول الاستيلاء على المجمع الدبلوماسي، لتتفجر أزمة رهائن استمرت 444 يومًا.

في حوار مع “أسوشيتد برس” في ذكرى الاقتحام، أقر أصغر زاده أقر أن تداعيات الأزمة لا تزال تتردد مع استمرار التوتر بين الولايات المتحدة وإيران بسبب انهيار اتفاق إيران النووي. حذر الآخرين من اتباع خطاه، وشكك في الرواية المعدلة التي يقدمها أنصار الحرس الثوري الإيراني بأنهم وجهوا الهجوم، مصرًا على أن كل اللوم يقع على الطلاب الإسلاميين الذين تركوا الأزمة تخرج عن نطاق السيطرة.

مثل يسوع المسيح أحمل كل الذنوب على كتفي

مع ذلك، قال أصغر زادة إن الحراك الطلابي يتحمل المسؤولية فقط عن الساعات الـ 48 الأولى من الاستيلاء على مقر السفارة، قبل أن تخرج الأمور من أيديهم إلى سلطة المرشد الأعلى روح الله الخميني..

من المجرم الحقيقي في إيران والشرق الأوسط؟| خالد البري| رواية صحفية في دقائق

السطور التالية تستعرض في دقائق كيف وصلت الأحداث لتلك المرحلة. كيف مرت الأيام التالية. وإلى أين وصلت إيران عبر ذلك الطريق، برواية “النادم” إبراهيم أصغر زاده.

    نار تحت الرماد

كان الغضب الشعبي ضد الولايات المتحدة متجذرًا في إيران بسبب الانقلاب الذي ساعدت فيه كالة الاستخبارات المركزية عام 1953 ليطيح برئيس الوزراء المنتخب، معززًا قوة الشاه محمد رضا بهلوي.

في عام 1979 اشتعلت ثورة الخميني ضد نظام الشاه الذي فر إلى مصر، ومنها إلى الولايات المتحدة، بعدما سمح الرئيس جيمي كارتر له بالعلاج في نيويورك، فبدأت الهتافات المعادية لأمريكا تعلو في شوارع إيران.

كادت لتصبح روسيا!

لعدة أشهر، واجهت إيران اضطرابات واسعة النطاق تراوحت بين الهجمات الانفصالية وثورات العمال والصراعات الداخلية على السلطة.

خيانة الخميني الأولى بدأت بصورة ولم تتوقف بعدها . ٤٠ عاما على الثورة الإيرانية | س/ج في دقائق

وفي 4 نوفمبر 1979، تناقش الطلاب الإسلاميون أي سفارة يجب الاستيلاء عليها لتصعيد الأمر. اقترح القيادي الطلابي – الذي أصبح رئيسًا فيما بعد – محمود أحمدي نجاد، الاستيلاء على مجمع السفارة السوفيتية في طهران؛ لأن اليساريين تسببوا في فوضى سياسية.

لكن الطلاب استقروا على السفارة الأمريكية؛ أملًا في الضغط على كارتر لإرسال الشاه إلى إيران لمحاكمته بتهم الفساد.

يتذكر إبراهيم أصغر زاده، وهو طالب هندسة يبلغ من العمر 23 عامًا، الأصدقاء الذين ذهبوا إلى البازار الكبير في طهران لشراء أداة قطع الترباس، وهي أداة شائعة يستخدمها المجرمون، فقال البائع: “أنت لا تشبه اللصوص! أنت بالتأكيد تريد فتح باب السفارة الأمريكية به!”

قطع الطلاب السلاسل على بوابة السفارة، بعدما أبلغوا الحرس الثوري الناشئ بالعملية حتى لا يقتحم السفارة ويحررها منهم، وتسلق بعضهم الجدران، واحتلوا مبنى السفارة بسرعة كبيرة. كانت خطتهم تنظيم اعتصام، لكن الوضع سرعان ما خرج عن السيطرة.

تصعيد خميني

أبدى روح الله الخميني، مرشد الثورة الأعلى، دعمه لعملية الاستيلاء على مبنى السفارة الأمريكية لتوسيع قوة الإسلاميين، فتحولت الخطة من تنظيم اعتصام إلى احتلال السفارة، واحتجاز 52 أميركيًا داخلها كرهائن.

أعربت الولايات المتحدة عن قلقها إزاء الرهائن، لكن الشهور مرت.. وازدادت الأمور سوءًا.

كان الطلاب يعتقدون أن الأمر سينتهي بمجرد أن يغادر الشاه الولايات المتحدة، أو حتى بوفاته في مصر في يوليو 1980. لكن ذلك لم يحدث.

الخميني شعر من دعم الرأي العام لهذه الخطوة أنه صفع الولايات المتحدة – القوة العظمى – واعتقد الناس أن الاستيلاء أثبت لأميركا أن ثورتهم نجحت.. ليبدأ من هذه القاعدة سلسلة تغييرات طالت كل نواحي الحياة في إيران ولم تنته حتى الآن.

إنفوجرافيك| تعلموا على يد “الشيطان الأكبر” وأسلموا إيران | دقائق.نت

ليس الحجاب فقط.. المرأة الإيرانية قبل ثورة الخميني | الحكاية في دقائق

القطيعة

الأزمة الدبلوماسية الناجمة عن احجاز الرهائن استمرت 444 يومًا، وقطعت الولايات المتحدة جميع العلاقات مع إيران بعد وقت قصير من عام 1980.

كل محاولات التفاوض فشلت، فشنت الولايات المتحدة عملية عسكرية لإنقاذهم في 24 إبريل 1980 لكنها فشلت هي الأخرى، وتسببت في تدمير طائرتين ومقتل ثمانية جنود أمريكيين وإيراني مدني.

انتهت الأزمة بالتوقيع على اتفاقية الجزائر يوم 19 يناير 1981. وأفرج عن الرهائن في اليوم التالي، بعد دقائق من أداء الرئيس الأمريكي الجديد رونالد ريجان اليمين.

تحتفل إيران باقتحام السفارة الأمريكية سنويًا بتنظيم تجمع حاشد أمام موقع “وكر الأفاعي”، لكنها تدفع منذ ذلك الحين الثمن غاليًا.. عقوبات مستمرة.

عززت الأزمة من وضع الخميني في السلطة، وكانت بداية فرض عقوبات اقتصادية أمريكية على إيران.

سياسة العداء

الاستيلاء أو مهاجمة المجمعات الدبلوماسية تكتيك للمتشددين الإيرانيين حتى يومنا هذا، فقد اقتحم متظاهرون السفارة البريطانية في طهران عام 2011 ، بينما هاجم آخرون المواقع الدبلوماسية السعودية في عام 2016، مما أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض. الأزمات استمرت.. ومعها العقوبات.. والاقتصاد الإيراني يدفع الثمن.

تايم لاين| العقوبات ضد إيران من بعد 1979 حتى الآن

إيران.. نافخ الكير | خالد البري

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك