زعيم المعارضة في إيران مير حسين موسوي قال إن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي ارتكب في تعامله مع الاحتجاجات الجارية نفس الخطأ الذي فعله الشاه محمد رضا بهلوي قبل أن تطيح به ثورة الخميني 1979.
المجزرة المقصودة كانت أحداث الجمعة السوداء في 8 سبتمبر 1978، حين وقع إطلاق للنيران في ميدان جاليه في طهران، لتؤرخ كحدث محوري في مجرى الثورة، حيث أنهت الأمل الأخير في الاتفاق على مشروع تسوية بين المحتجين ونظام الشاه.
موسوي قال إن الوضع الحالي أسوأ؛ كون القتلة من نظام الشاه لم يكونوا يمثلون نظامًا دينيًا كما هو الحال في أحداث نوفمبر 2019.
لكنه ربط سلطتي الشاه والمرشد الأعلى المطلقتين.
ودعا قائد المعارضة الحكومة إلى "الانتباه" لتداعيات عمليات القتل في ساحة جاليه 1978.
وأغلقت السلطات الإيرانية الوصول إلى الإنترنت لأكثر من ثمانية أيام بعد تسرب لقطات التظاهرات والرد الأمني العنيف عليها إلى العالم، لكن الإنترنت عاد لاحقًا بشكل جزئي، ومعه قصص موثقة لحملة القمع الحكومية.
ونقلت بي بي سي فارسي عن نشطاء ومصادر رسمية لم تكشف هويتها أن عدد القتلى تجاوز المائتين قبل 27 نوفمبر.
موسوي ينتمي للتيار الإصلاحي، لكنه جزء من النظام الإيراني. كان عضوًا بمجلس قيادة الثورة الإسلامية، قبل أن يصبح وزيرًا للخارجية، ثم رئيسًا للحكومة منذ 1881 وحتى إلغاء المنصب في 1988.
خاض الانتخابات الرئاسية في يونيو 2009، لكنه خسر أمام محمود أحمدي نجاد. صحيح أنه بات رمزًا للاحتجاجات على تزوير الانتخابات حينها، ليخضع للإقامة الجبرية في طهران منذ 2011، لكن الترشح للرئاسة في إيران في حد ذاته يعني أن موسوي تخطى عدة شروط اختبرها مجلس صيانة الدستور الذي يضمن عدم اختراق مرشح من خارج المنظومة.
ويشترط في المرشحين لرئاسة إيران أن يكونوا من الشخصيات الدينية والسياسية ذات الماضي الجيد، ممن تتوافر فيهم الأمانة والتقوى والإيمان بمبادئ جمهورية إيران الإسلامية والمذهب الرسمي للبلاد.
مراسلة نيويورك تايمز في إيران تقول إنها لم تر خلال 25 عامًا من تغطيتها للبلد، احتجاجات بهذه الدرجة من التحدي والغضب وسعة النطاق.
رفع أسعار الوقود زاد الضغوط الهائلة التي يواجهها الإيرانيون نتيجة ارتفاع معدلات البطالة وانخفاض الأجور والتضخم المتزايد وانخفاض قيمة العملة. وفي الوقت نفسه، استمرار الفساد وسوء الإدارة بين النخبة.
وزاد سوء الوضع بإعادة فرض العقوبات الأمريكية مع سياسة الضغط القصوى التي طبقها الرئيس دونالد ترامب بعد انسحابه من اتفاق إيران النووي.
ويرى المحتجون أن النظام تجاهل فرض ضرائب على التكتلات الاقتصادية الضخمة التي تديرها المؤسسات الدينية والحرس الثوري أو المرشد الأعلى نفسه، مفضلة فرض تدابير تقشفية على السكان الذين أصبحوا أكثر فقرًا خلال السنوات القليلة الماضية.
لكن هذه المرة، تمر الاحتجاجات بلحظة فاصلة، عبر إعلان العداء للنظام ككل (متشدديه ومعتدليه) بين شرائح كبيرة من السكان. بالتالي، فإن أزمة شرعية الجمهورية الإسلامية تسير بمتغير مختلف.
العقم السياسي| عائلات بعينها تحكم إيران.. إليك ثلاث منها | عبد الله عيسى الشريف
هل تدفع إيران أخيرًا فاتورة 40 عامًا من تصدير الثورة؟ | عبدالله عيسى الشريف
اقتحام السفارة الأمريكية | حمل يسوع الذنوب ندمًا.. وحملت إيران العقوبات أبدًا | الحكاية في دقائق
إيران | لماذا اشتعلت عشرات المدن دفعة واحدة؟ | س/ج في دقائق