أسوأ كوابيس خامنئي| لماذا إيران مضطرة لدعم حلفاء إسرائيل في حرب كاراباخ؟ | س/ج في دقائق

أسوأ كوابيس خامنئي| لماذا إيران مضطرة لدعم حلفاء إسرائيل في حرب كاراباخ؟ | س/ج في دقائق

19 Oct 2020
أرمينيا إيران
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

حرب كاراباخ بين أرمينيا – أذربيجان تأتي في وقت سيئ للغاية بالنسبة لإيران. في الداخل، تواجه وضعًا اقتصاديًا صعبًا بفضل العقوبات الأمريكية. وفي الخارج، تشارك في العديد من المغامرات الجيوسياسية غير المكتملة في الجوار الناطق بالعربية – من العراق إلى سوريا وغيرهما – والتي استثمرت فيها بشكل كبير في السنوات الأخيرة.

إيران الآن راغبة تمامًا في الانخراط في صراع جنوب القوقاز، حيث لعبت دور الوسيط من قبل، لكن قدرتها الحالية على التدخل الفعال أقل بكثير مما قد يوحي به قربها الجغرافي من الصراع.

والأسوأ، أن إيران لا تتمتع حاليًا بالاستقلال الدبلوماسي الذي كانت تتمتع به في أوائل التسعينيات، عندما اندلع القتال سابقا بين أرمينيا -أذربيجان حول إقليم كاراباخ المتنازع عليه.

فما خطورة استمرار هذه الحرب على الداخل الإيراني؟

ولماذا لا يضع قادة إيران علاقات أذربيجان بإسرائيل في الحسبان؟

ولماذا سمحت إيران لتركيا بالتدخل؟

س/ج في دقائق


لماذا ترددت إيران في اختيار الحليف في حرب كاراباخ ؟

أرمينيا ذات أغلبية مسيحية وأذربيجان ذات أغلبية شيعية.

إيران تضم أقلية أذرية كبيرة بحدود 20 مليونًا. إيران من هذا الجانب تتخوف من احتمال حقيقي بأن تشكل حرب كاراباخ بين أرمينا – أذربيجان خطرًا جسيمًا على أمنها الداخلي.

هذا أخّر موقف إيران قليلًا. استغرفت ثلاثة أيام لتدرك أن الاشتباكات في كاراباخ مختلفة نوعيًا عن المناوشات السابقة، وأن التركيز على الحياد وإبداء الاستعداد للوساطة لا يكفي هذه المرة.

بعد أربعة أيام من حرب كاراباخ بدا أن الصرع هذه المرة سيكون ممتدًا، فغيرت إيران فجأة خطابها الدبلوماسي إلى إعلان الانحياز إلى أذربيجان.

التغيير بدأ بعد تقارير إعلامية كشفت  أن إيران فتحت مجالها الجوي لإمدادات روسيا العسكرية إلى أرمينيا، لتصل الاحتجاجات الأذرية إلى طهران، فيسارع الرئيس حسن روحاني، ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، وكبير مسشاري السياسة الخارجية علي أكبر ولايتي، للنفي، بينما يصدر ممثلو المرشد الأعلى علي خامنئي في المقاطعات ذات الأغلبية الأذرية شمال غرب البلاد بيانًا مشتركًا لدعم أذربيجان.

الممثلون أعلنوا أن إيران تعتبر إقليم ناجورنو كاراباخ محل النزاع جزء من أذربيجان.

المرجع الشيعي آية الله العظمى حسين نوري همداني أعاد توصيف الصراع بمصطلحات دينية، معتبرًا أن “ناجورنو كاراباخ جزء من العالم الإسلامي ويجب أن تعود إلى الدولة الإسلامية”.

أرمينيا – أذربيجان | حرب عالمية مصغرة ستطال مخاطرها الشرق الأوسط | س/ج في دقائق



لماذا تدعم إيران أذربيجان رغم علاقتها بإسرائيل؟

 الزخم الشعبي وراء الانحياز الكامل لحساب أذربيجان عظيم لدرجة أن إيران لم تسمح حتى لشراكة أذربيجان الوثيقة مع إسرائيل بأن تقف في طريقها.

أذربيجان، واحدة من أربع دول في العالم ذات أغلبية شيعية في العالم (إيران والعراق والبحرين)، لديها علاقات اقتصادية وعسكرية واستخباراتية وثيقة مع إسرائيل، العدو الإقليمي لطهران.

لكن إيران ليست في وضع يمكنها من التصرف ضد الأقلية الأذرية.

فمنذ التسعينيات، عندما انهار الاتحاد السوفيتي وفتح المجال للأذريين الإيرانيين لإعادة الاتصال بإخوانهم في الشمال، أصبح المجتمع الأذري الإيراني أكثر وعياً بالديناميكيات الكامنة وراء صراع أرمينيا – أذربيجان وأكثر حماسًا وراء باكو. وهذا يشكل مصدر قلق خطيرا لطهران.

إيران، بعد كل شيء، بلد متعدد الأعراق، وطهران ليست مستعدة للتعامل مع انتفاضة بين الأقليات المتضررة الأخرى التي أشعلها الصراع بين أرمينيا – أذربيجان.

وبينما حافظت طهران على علاقات ودية مع يريفان منذ استقلال أرمينيا في عام 1991، فقد شهدت أيضًا توسعًا ملحوظًا في العلاقات مع باكو في السنوات الأخيرة، بما في ذلك ارتفاع التجارة والسياحة والتعاون العسكري، وحتى إمكانية تصدير الأسلحة الإيرانية إلى اذربيجان.

إسرائيل – أذربيجان – تركيا.. كيف وصلت أوربيتر 3 الإسرائيلية إلى ميليشيات حكومة طرابلس؟ | س/ج في دقائق


ولماذا لم تحاول إيران إبعاد تركيا؟

إيران لا تزال متشابكة مع تركيا في سوريا- حيث تدعم إيران نظام بشار الأسد بينما تدعم تركيا المعارضة – ولا ترغب في تصعيد التوترات بينهما في ساحة جديدة.

هناك قضيتان رئيسيتان تدفعان تفكير طهران هنا في هذا الموقف:

أولاً: تركيا  قادرة بسهولة على الرد على إيران. يمكن أن تسعى أنقرة إلى تحريض جيوب كبيرة من السكان الأذريين في إيران ضد سياسات طهران.

ثانيًا: على الرغم من الشكوك العالقة بين القوتين، فإن تركيا جار مهم وشريك تجاري لإيران.

بسبب عزلتها، لا تريد طهران انضمام أنقرة تنضم إلى قائمة الخصوم المفتوحة. بغض النظر عن مدى حرص الإيرانيين على لعب أوراقهم في هذا الصراع الأخير في جنوب القوقاز، فإن الحقيقة البسيطة هي أن طهران لها يد أضعف بكثير في المنطقة الآن مما كانت عليه في أوائل التسعينيات.

حدود أرمينيا وأذربيجان.. بؤرة جديدة للفوضى التركية بمرتزقة سوريين؟ | محمد شهاب الإدريسي



هل يعني ذلك أن إيران لن تتدخل في الصراع؟

لا أحد من الطرفين يعتبر وساطة إيران اقتراحًا مثمرًا. وبفضل مواجهتها المستمرة مع واشنطن وانشغالها بالصراعات في العالم العربي، فلن يكون لها دور في جنوب القوقاز.

ورغم أن إيران ترى أن روسيا وتركيا المحركان الأجنبيان الرئيسيان وراء الصراع الأرمني الأذربيجاني، فإنها ترغب قبل كل شيء في رؤية نهاية سريعة لهذه الجولة الأخيرة من القتال، والتي، إذا اتسعت، قد تجر إيران إلى حرب إقليمية جديدة لا تستطيع تحملها في الداخل والخارج.

التوازنات الإيرانية في أرمينيا


هل هناك مزيد من المصادر لزيادة المعرفة؟

حرب أرمينيا – أذربيجان .. أسوأ كابوس لطهران (فورين بوليسي)


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك