غالبًا ما يتم اللجوء إلى ادوية تخسيس الوزن مع بعض الناس الذين يعانون من مشاكل صحية خطيرة بسبب الوزن، ولا ينفع معهم النظام الغذائي وممارسة الرياضة، فيكون بذلك التدخل الدوائي أمرًا مفيدًا في حالتهم.
ولكن إذا كنت تتساءل عن فاعلية هذه الادوية، فعليك أن تعلم أنها ليست أداة سحرية لانقاص الوزن، ولا يمكن الاعتماد عليها وحدها، بل إن فاعليتها تظهر جنبًا إلى جنب مع النظام الغذائي والتمارين الرياضية، وبالطبع يجب أن تؤخذ تحت اشراف طبيب لمتابعة النتيجة.
على مدار عام يُمكن أن تؤدي ادوية تخسيس الوزن إلى فقدان 3% إلى 7% من إجمالي وزن الجسم بجانب ما يتم تحقيقه أيضًا من تغييرات نمط الحياة، فيؤدي الجمع بينهما إلى فقدان الوزن بشكل أكبر وأكثر فاعلية.
هناك بعض الخبراء الذين يشعرون بالقلق من الآثار الجانبية التي تظهر من ادوية تخسيس الوزن الموصوفة، والتي في بعض الحالات تفوق فوائدها، ولهذا السبب يجب أن تحرص على عدم تناول تلك الادوية فقط من أجل تحسين مظهرك.
تختلف الآثار الجانبية المحتملة باختلاف نوع الدواء، ومدى تأثيره على الجسم، ولكن أغلب الآثار الجانبية تكون خفيفة وتتحسن مع مرور الوقت ومن بينها: الغثيان، أو الإمساك، أو الإسهال، ونادرًا ما تحدث أعراض جانبية خطيرة، ولكن من الضروري مناقشة خيارات العلاج بدقة مع الطبيب المعالج.
كثيرًا ما نسمع عن ادوية تخسيس الوزن المصنوعة من منتجات طبيعية أو عشبية والتي قد يُطلق عليها مُسمى مكمل غذائي لفقدان الوزن، حيث تمتلئ صفحات المتاجر بهذه النوعية من الأدوية التي قد تكون مستخلصة من الشاي الأخضر أو الهويا وغيرهم، وتدّعي أنها تعمل على إذابة الدهون بسرعة.
في الحقيقة أن هذه ما هي إلا مزاعم غير صحيحة، وقد حذّر المنظمون الصحيون الفيدراليون بأن الكثير من تلك المكملات الغذائية التي يتم تسويقها لا تعطي أي نتائج فعالة، وعلى العكس فإنها قد تكون سببًا في إحداث أعراض جانبية خطيرة، وقد تم سحب بعض تلك المنتجات من السوق الأمريكية.
من الأفضل أن تبقى على الجانب الآمن، وأن تتحقق مع طبيبك عن نوعية الأدوية التي تريد اسعمالها، وتحدد مدى فعاليتها وسلامتها لك، وعليك تجنب شراء المنتجات المشكوك فيها من الإنترنت والتي يمكن أن تتضمن مكونات خطيرة تضر بصحتك.
يلجأ الطبيب لإعطاء ادوية تخسيس إذا كان الشخص غير قادر على إنقاص وزنه من خلال اتباع نظام غذائي وممارسة تمارين رياضية، وكان يتوافر فيه أحد الشروط التالية:
1- مؤشر كتلة جسم الشخص (BMI) يزيد عن 30.
2- مؤشر كتلة الجسم يزيد عن 27 ويعاني من مشكلة طبية خطيرة تتعلق بزيادة الوزن مثل: مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم.
– لابد للطبيب أن يناقش مع الشخص تاريخه الصحي بدقة ويعرف إذا كان يعاني من أي أمراض أو مشاكل صحية؛ حتى يستطيع أن يختار له الدواء المناسب لحالته.
– يتحدث الطبيب مع الشخص عن إيجابيات وسلبيات ادوية تخسيس الوزن التي تصرف بوصفة طبية؛ لكي يكون الشخص على دراية تامة بكافة الأعراض المتوقعة، وما يجب أن يقلق بشأنه.
– بعض الحالات لا يكون مناسبًا معها على الإطلاق تناول ادوية تخسيس الوزن، فإذا كانت امرأة ترغب في الحمل، أو إذا كانت حامل بالفعل أو في فترة الرضاعة الطبيعية، فيجب عليها ألا تلجأ لتلك الأدوية.
تختلف المدة التي تحتاجها ادوية تخسيس الوزن حسب كل شخص ومدى فعالية الدواء معه وما إذا كان يعاني من آثار جانبية خطيرة، ويكون الأمر كما يلي:
– في حالة عدم تعرض الشخص لآثار خطيرة وفقدانه ما يكفي من الوزن لتحسين صحته، فيُمكن أن يوصي الطبيب بالبقاء على الدواء لأجل غير مسمى.
– في حالة عدم فقدان ما لا يقل عن 5% من الوزن بعد مرور 12 أسبوع من الجرعة الكاملة من الدواء، فقد يوصي الطبيب بالتوقف عن تناول الدواء، وتغيير الخطة العلاج أو استعمال دواء مختلف أو تغيير نمط الحياة أو إحالتك لجرّاح سمنة.
قد يستعيد الشخص بعض الوزن بعد أن يتوقف عن استعمال ادوية تخسيس الوزن، ولكن ما سيساعده في منع هذا الأمر هو تطوير عادات صحية جيدة لتناول الطعام مع الحفاظ على تلك العادات، بالإضافة إلى ممارسة نشاط بدني باستمرار.
توصي المبادئ التوجيهية للنشاط البدني للامريكيين بما لا يقل عن 150 دقيقة اسبوعيًا من النشاط الرياضي الهوائي متوسط الشدة، وعلى الأقل يومين أسبوعيًا من الأنشطة البدنية التي تقوي عضلات الجسم. وقد تكون في حاجة إلى ممارسة حوالي 300 دقيقة أو أكثر من الأنشطة البدنية المعتدلة الشدة أسبوعيًا.
تُستخدم جراحات إنقاص الوزن أو جراحات السمنة مع بعض الأشخاص لمعالجة حالات السمنة المفرطة، وهي تساهم في فقدان الوزن بشكل كبير وتحسين المشاكل الصحية المرتبطة بالسمنة مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم.
بالرغم من ايجابيات تلك الجراحة، لكن يجب العلم أنها عملية كبيرة، وفي أغلب الحالات لا ينبغي اللجوء إليها إلا بعد محاولة انقاص الوزن من خلال اتباع حمية غذائية صحية وممارسة التمارية الرياضية. وعمومًا يتم اللجوء لتلك الجراحة في الحالات التالية:
– إذا كان مؤشر كتلة الجسم (BMI) 40 أو أكثر.
– إذا كان مؤشر كتلة الجسم بين 35 و 40 وكان الشخص يعاني من حالة صحية مرتبطة بالسمنة مثل داء السكري او ارتفاع ضغط الدم.
هناك أنواع مختلفة من جراحات إنقاص الوزن، ومن أشهرها:
يتم خلال تلك الجراحة وضع رباط حول المعدة، مما يجعل الشخص غير محتاج إلى تناول كمية كبيرة من الطعام حتى يشعر بالشبع، وهذا بالتالي يؤدي مع الوقت إلى فقدان الوزن.
يقوم الأطباء في تلك الجراحة بربط الجزء العلوي من المعدة بالأمعاء الدقيقة، وهذا يجعل الشخص يشعر بالشبع بشكل أسرع، ولا يمتص كمية كبيرة من السعرات الحرارية.
تتم خلال تلك العملية إزالة جزء من المعدة، وبهذا لن تحتاج إلى تناول كمية كبيرة من الطعام لكي تشعر بالجوع، حيث ستلاحظ الشعور بالجوع بسرعة.
يجب العلم أن جميع تلك الجراحات قد تؤدي لإنقاص الوزن بصورة كبيرة بالفعل في عضون بضع سنوات من إجراءها، لكن بالطبع لابد ألا نغفل أن لكل عملية مزاياها وعيوبها، لذلك إذا كنت تفكر في إجراء إحدى تلك العمليات، فعليك التحدث عن أنواعها مع الطبيب، وتحديد أفضل خيار بالنسبة لك.
نسخة للطباعة