يقع المتحف في مساحة عرض صغيرة توجد قبالة ميدان مسكل، وهو أحد أفضل المتاحف هناك، ويمنحك نظرة ثاقبة لتلك الفترة التي لا تُنسى بالتاريخ الإثيوبي وهي فترة النظام القمعي الشيوعي الذي تسبب في إرهاب شعب إثيوبيا لما يزيد عن 10 سنوات.
ينقل المتحف الروايات الشخصية للأحداث التي تمت خلال تلك الفترة، كما أنه يعرض بعض القطع الأثرية المروعة، وفي الغرفة الأخيرة بهذا المتحف الصغير، يتم عرض مجموعة من الجماجم التي تثير القلق وتعطي انطباعًا مؤثرًا للغاية.
يُعد هذا المتحف أقل إثارة للقلق من المتحف السابق، إلا أنه لا يقل أهمية عنه، وهو يقع بالشارع الجزائري داخل الحرم الجامعي الرئيسي. يشتمل المتحف على ما يزيد عن طابقين، وستستمتع فيه بعرض رائع عن ثقافة وتاريخ ومأكولات ودين المجموعات العرقية المختلفة في إثيوبيا.
يتضمن هذا المتحف في اديس ابابا قطعة أثرية مهمة للغاية تجعل زيارته أمرًا ضروريًا، تلك القطعة الأثرية هي لوسي. لوسي هي عبارة عن مئات من القطع الحفرية العظمية التي تمثل 40% من هيكل عظمي أنثوي لفصيلة الهوموسيبيانز (الإنسان العاقل).
تم اكتشاف لوسي عام 1974 في وادي أواش بإثيوبيا، ويُعتقد أن عمرها حوالي 3.2 مليون سنة. تم تسميتها لوسي على اسم أغنية البيتلز الشهيرة Lucy in the Sky with Diamonds، والتي تم تشغيلها على ما يبدو مرارًا وتكرارًا في معسكر علماء الآثار الذين اكتشفوها.
يُعد ميدان مسكل من الأماكن المثيرة للاهتمام في اديس ابابا، ويتم فيه إقامة مهرجان سنوي ديني يوم 27 سبتمبر يكون غني بالألوان ويحضره الآلاف من المؤمنين الذين ينزلون بالميدان للتجمع والاحتفال باكتشاف الصليب الحقيقي – الذي يعتقدون أنه صلب عليه المسيح – على يد القديسة هيلانة بالقدس في القرن الرابع.
إذا لم تتزامن زيارتك لاديس ابابا مع هذا الحدث، فإنك ستتمكن من رؤية الميدان بشكله الطبيعي في بقية العام، وهي منطقة مركزية تمتلئ شوارعها بالباعة والعدائين والحافلات التي تنتظر شحن الركاب لوجهات مختلفة بكافة انحاء البلاد.
يقع دير دبري ليبانوس على بعد بضع ساعات شمال العاصمة. بمجرد من أن تقترب من الدير ستتمكن من رؤية عدد كبير من الحجاج، حيث يُعتقد أن الكنيسة تتمتع بخصائص علاجية، وهي من أشهر الأماكن لأتباع الإثيوبيين الأرثوذكس.
تتمتع الكنيسة بالنوافذ الزجاجية الجميلة بالإضافة إلى اللوحات والأيقونات الدينية. لا تنسى بعد اتمام زيارتك أن تتحقق من المتحف الصغير الموجود بأراضي الكيسة وأخذ دليل لكي يساعدك على فهم أهمية القطع الأثرية التاريخية هناك.
تُعد كاتدرائية الثالوث المقدس من أهم الأماكن الكاثوليكية الموجودة في المدينة، بل في جميع أنجاء البلاد، وقد تم تشييدها عام 1942 لإحياء ذكرى تحرير إثيوبيا من الغزو الإيطالي الذي بدأ قبل الحرب العالمية الثانية في عام 1936، حيث دُفن هناك الإمبراطور والمقاتلين الذين قاتلوا معه ضد الاحتلال الإيطالي.
قبل ذلك كان هذا الموقع محلاً لكنيسة ودير الثالوث المقدس اللذان يعودان إلى عصر الإمبراطور مينليك الثاني الذي أسس مدينة اديس ابابا. في الخارج تحمل أيضًا مقبرة الكتدرائية جسد البريطانية الشهيرة “سيلفيا بانكهورست” التي ناهضت بحق المرأة في الاقتراع، وقد امضت الكثير من حياتها تثور في سبيل إثيوبيا حتى ماتت هناك في اديس ابابا.
بينما نتحدث عن موضوع الرحلات اليومية، فلا شك أن جبل إنتوتو يُعد من أفضل الأماكن التي يمكن قضاء اليوم بها في اديس ابابا. يقع الجبل على حافة المدينة، ويصل ارتفاعه إلى 3000 متر فوق مستوى سطح البحر، ويوجد عند سفح الجبل واحد من أفضل الأسواق بالمدينة.
يشاع أن سوق ميركاتو هو أكبر سوق شوارع بإفريقيا كلها وليس اديس ابابا وحدها، فهو يتضمن عدد هائل من الباعة المتجولين الذين تستطيع أن تجد عندهم الكثير من البضائع بأذواق مختلفة، لذلك لا تفوت فرصة استكشاف المكان هناك.
يُعد الذهاب إلى حقل تيا ستيلاي من أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها في اديس ابابا، فهو موقع تاريخي مُدرج في قائمة اليونسكو للتراث العالمي ويقع في جنوب العاصمة، وهو يتضمن 36 صب حجري تم نحت الكثير منها بعدد من التصاميم والصور، وهي تعد جزء من الثقافة الإثيوبية القديمة وغير معروف الكثير من المعلومات عنها.
من المحتمل أن تكون الأحجار المنقوشة الموجودة في الموقع هي بمثابة مجمع دفن كبير يعود إلى عصور ما قبل التاريخ. تتضمن الاكتشافات السطحية في تيا أيضًا مجموعة مختارة من أدوات العصر الحجري المتوسط.
يُعد الطعام الفريد وشكل الرقص المميز من الأمور المعروفة في الثقافة الإثيوبية، ومن المثير للاهتمام أنهم استطاعوا أن يحافظوا على أساليب الطهي والرقصات التقليدية في كافة أنحاء إثيوبيا خلال العصر الحديث. وأحد أبرز الأماكن لاستكشاف هذين الجانبين معًا هو زيارة مطعم تقليدي.
يُعد مطعم حبيشة 2000 هو أحد أفضل الخيارات التي تستطيع الذهاب إليها، وهو مطعم تقليدي كبير، يبدأ العرض المسائي به حوالي الساعه 8 مساءًا، لكن تستطيع الوصول هناك قبل ذلك أو بعده، وتستمتع بالأجواء والطعام المحلي اللذيذ، حيث يستمر الرقص والعروض الموسيقية لعدة ساعات.
يُعد مركز فنديكا الثقافي في اديس ابابا هو المركز الرئيسي للفنون الحديثة هناك، وهو مكان رائع للغاية يدمج بين عناصر وأساليب الأداء التقليدي المتأثر بالعصر الحديث. تم انشاء المركز بواسطة العازف ومصمم الرقصات الشهير Melaku Belay.
يتضمن مركز فنديكا أمسيات ترفيه في بيئة اجتماعية وغير رسمية، وهو يحتوي على معرض دوار لأعمال الفنانين المحليين، ويُعد فنديكا المكان الوحيد الذي يجب أن تقضي فيه أمسية عند زيارتك لاديس ابابا، خاصةً إذا كنت ترغب في فهم المزيد عن الهوية الثقافية الثرية لتلك الأمة وكيف اتحدت وتأثرت بغيرها.
إذا كنت من عشاق القهوة، فلا تفوّت على نفسك فرصة الاستمتاع بها في العاصمة الإثيوبية، وتوجد هناك نسختان من القهوة:
– النسخة الأولى هي القهوة الإثيوبية التقليدية التي يتم تحميصها يدويًا، ثم طحنها باستعمال كل من الهاون والمدقة، وبعد ذلك يتم تخميرها داخل قدر قهوة تقليدي مصنوع من الفخار يُعرف باسم الجبنا. يمكنك العثور على القهوة الإثيوبية التقليدية في كافة المطاعم الإثيوبية تقريبًا وفي جميع الشوارع.
– النسخة الثانية من القهوة الإثيوبية التي ستحبها هي القهوة المتأثرة بالثقافة الإيطالية. توجد آلات الإسبريسو في كل مكان هناك، ويخرج منها الماكياتو الكريمي والقوي والإسبريسو. لا تفوت فرصة زيارة المقاهي في اديس ابابا والاستمتاع بطعم القهوة الرائع.