ارتفاع نسبة الحديد في الجسم تؤدي لحدوث العديد المشكلات والإصابة ببعض الأمراض.

على الرغم من أهمية الحديد لصحة وتقوية أجهزة الجسم، ودوره القوي في نقل وتوزيع الأكسجين على جميع الخلايا، إلا أنه مطلوب بنسب معينة تؤدي قلتها أو زيادتها لإلحاق الضرر بالصحة العامة بالجسم.

وفيما يلي تأثير ارتفاع نسبة الحديد على الجسم وأهم أسباب ذلك وطرق علاجه والوقاية منه.

أسباب ارتفاع نسبة الحديد في الدم

تتعدد عوامل زيادة الحديد في الدم، ومنها ما يلي:

حالات السمنة والسمنة المفرطة، تعتبر من أكثر الأسباب انتشارًا لارتفاع نسبة الحديد في الجسم.

وجود التهابات في الجسم تؤدي لزيادة نسبة حديد الدم.

تناول الكحول بكثرة.

الإصابة بداء ترسب الأصبغة الدموية، والذي يعتبر من أول أسباب ارتفاع نسبة الحديد في الجسم بفعل الجينات الوراثية.

وجود فرط في نشاط الغدة الدرقية.

الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي.

أصحاب مرض السكري من النوع الثاني.

الإصابة بسرطان الدم وسرطان الغدد الليمفاوية.

التعرض باستمرار لعمليات نقل الدم.

الإصابة بأمراض الكبد المختلفة مثل التهاب الكبد الوبائي المزمن.

وجود أي التهابات بالجسم تؤدي لارتفاع نسبة الحديد في الدم.

الإصابة بأنواع التهابات المفاصل النادرة مثل مرض ستيل الذي قد يصيب البالغين.

التعرض إلى متلازمة تململ الساقين، وهي تعتبر حالة عصبية تجعل الشخص في حاجة دائمة لتحريك ساقيه.

أعراض ارتفاع نسبة الحديد

في معظم الحالات قد لا تصاحب ارتفاع نسبة الحديد في الجسم ظهور أي أعراض إلا في فترات ما بعد البلوغ.

عند تطور الحالة وزيادة نسبة الحديد الشديدة في الدم، وقد يحدث انقطاع الطمث لدى النساء.

ومن أهم أعراض زيادة نسبة الحديد في الجسم هو الشعور بألم في البطن، وتعب وإجهاد عام بالجسم، وفقدان الشهية والوزن بالتدريج.

كما تؤدي ارتفاع نسبة الحديد في الدم إلى ظهور التصبغات بالجلد، والإصابة بارتفاع مستوى السكر في الدم، وغياب الحيض أو انقطاعه لدى النساء.

أضرار ارتفاع نسبة الحديد بالجسم

إن ارتفاع نسبة الحديد بالجسم قد تلحق به عدد من الأضرار، تتمثل فيما يلي:

الإصابة بتسمم الحديد

تنتج الإصابة بتسمم الحديد عن تناول جرعات زائدة عن الحاجة من مكملات الحديد لفترات زمنية طويلة، أو أخذ جرعة عالية منها لفترة قصيرة>

فلا يجب زيادة الجرعة عن 40 ملجم لكل كيلو جرام من وزن الجسم، وعند زيادة الجرعة عن 60 ملجم قد تصبح تلك الجرعة قاتلة.

ويؤدي تسمم الحديد إلى النتائج التالية:

الإصابة بتلف الأعضاء عند ارتفاع نسبة الحديد بها، مثل تلف الكبد، والدماغ.

حدوث توسع بالأوعية الدموية، وموت الخلايا في أنحاء متفرقة بالجسم.

إصابة الجهاز الهضمي بمشاكل متعددة، مثل: القيء، والإسهال، والغثيان، وآلام المعدة الشديدة.

داء ترسب الأصبغة الدموية

يعتبر داء ترسب الأصبغة الدموية من الأمراض الوراثية التي تتعلق بالجينات، وله علاقة بتلقي جرعة زائدة من مكملات الحديد الغذائية.

ويصيب هذا الداء الأشخاص المصابين بفقر الدم، ومتلازمة التنسج النقوي، ومرض الثلاسيميا.

جميع هذه الحالات تحتاج لعملية نقل الدم بصورة دورية؛ مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بترسب الأصبغة الدموية.

كما ينتج داء ترسب الأصبغة الدموية عن زيادة نسبة الحديد التي يقوم الجسم بامتصاصها؛ مما يؤدي لزيادة مخزون الحديد في الدم، وقد يلاحظ تحول لون البشرة إلى اللون البرونزي.

ويؤدي ارتفاع نسبة الحديد إلى ترسبه في أعضاء الجسم المختلفة، ومن أهم هذه الأعضاء هو الكبد.

كما يترسب الحديد في البنكرياس؛ مما يسبب الإصابة بداء السكري.

ينصح الأطباء هؤلاء الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بداء الأصبغة الدموية، الحرص على تقليل استهلاك أنواع الطعام، التي تحتوي على الحديد، مثل: اللحوم الحمراء، وبعض أنواع الخضراوات.

وعدم تناول فيتامين ج مع أي طعام يحتوي على نسبة معينة من الحديد، حيث يعمل هذا الفيتامين على زيادة امتصاص نسبة الحديد الموجودة بالطعام وتخزينه بالجسم.

كما ينصح بضرورة تبرعهم بالدم باستمرار لأنهم في أشد الحاجة لعملية تجديد الدم.

الأمراض السرطانية

تعتبر الإصابة بالأمراض السرطانية المختلفة من أهم المخاطر التي تسببها زيادة نسبة الحديد في الجسم.

حيث تؤدي كميات الحديد الزائدة في الجسم إلى تكوين مركبات مسببة للسرطان، تسمى مركبات النيتروزو، والتي تتكون بالجهاز الهضمي.

كما أن ارتفاع نسبة الحديد التي يتم تناولها تؤدي إلى زيادة معدل تخزينه بالجسم؛ مما يزيد من احتمالية إصابة بسرطان القولون.

المعدل الطبيعي لمخزون الحديد في الجسم

يختلف ارتفاع نسبة الحديد عن ارتفاع نسبة مخزون الحديد، حيث إن مخزون الحديد هو مادة الفيريتين، وهي بروتين يقوم بتخزين نسبة الحديد، وإطلاقها عند الحاجة إليها.

تعتبر نسبة الحديد الحر غير المخزن والموجودة في دم الإنسان بنسبة أقل، لا تقاس بفحص الفيريتين.

أما عن المعدل الطبيعي لمخزون الحديد في الجسم؛ هو للرجال من 24 إلى 336 ميكروجرام لكل لتر، وفي النساء من 11 إلى 307 ميكروجرام لكل لتر.

علاج ارتفاع نسبة الحديد

فيما يلي أهم طرق علاج زيادة نسبة الحديد في الجسم:

علاج الأعراض الناتجة عن الإصابة بتسمم الحديد، وتخليص الجسم منها بصورة نهائية.

تخليص الجسم من كميات الحديد الزائدة التي تم الحصول عليها أو تخزينها عن طريق عمل غسيل كامل للأمعاء، للتخلص من كمية الحديد الزائدة بسرعة تامة.

ويتم ذلك عن طريق تناول محاليل خاصة تقوم بطرد ما تحتويه الأمعاء.

مراقبة أداء القلب ودعم الجهاز التنفسي عند الحاجة لذلك ووصول مستويات الحديد إلى نسبة عالية.

عملية الاستخلاب والتي تعتمد على تخليص الجسم من المواد السامة بسرعة تامة في مجرى الدم.

وذلك عن طريق حقن محاليل معينة في مجرى الدم تتحد مع المواد السامة وتخرج من مجرى البول.

عند حدوث تسمم الحديد يتحول لون البراز إلى الأسود، وعادة ما يحدث تسمم الحديد في الأطفال وعند علاجه بسرعة، تزول كافة الأعراض في خلال يوم واحد.

كما أنه في حالات عدم العلاج الفوري قد تتطور تلك الأعراض؛ لتسبب ضيق التنفس، وتكون الماء في الرئتين، وتحول لون الجلد إلى اللون الأزرق أو اللون الرمادي.

ويجب تجنب زيادة نسبة الحديد بالجسم، عن طريق المكملات الغذائية للوقاية من الآثار الجانبية، والمشكلات الناتجة عن زيادة نسبته بالجسم.

وظائف الحديد

يوصي الأطباء بضرورة تناول مكملات الحديد الغذائية للأشخاص الذين لديهم حاجة إلى ارتفاع نسبة الحديد بالجسم، حيث يساعد الحديد على ما يلي:

يعمل الحديد على تكوين هيموجلوبين الدم، الذي يقوم بنقل الأكسجين لجميع خلايا الجسم بكفاءة عالية.

يساعد الحديد على زيادة تنفس العضلات ويزيد من قدرتها على تخزين الأكسجين.

يقوم الحديد بالمساعدة في تكوين العديد من الإنزيمات الهامة وهرمونات الجسم.

يزيد الحديد من قوة عمل الجهاز العصبي والجهاز الدوري ويساعد على تعزيز قدرة عضلة القلب.

يعمل الحديد على تقوية الجهاز المناعي بالجسم، ويساعد على زيادة قدرة الجسم في محاربة الأمراض المختلفة.

تساعد زيادة نسبة الحديد بالجسم دون وصولها لمعدلات أعلى من الطبيعي؛ على زيادة قدرة الجسم على بذل النشاط البدني، والأنشطة الرياضية المختلفة.

يعمل تناول فيتامين سي وأنواع الطعام التي تحتوي على نسب مختلفة منه على سرعة وزيادة امتصاص نسبة الحديد الموجودة بالوجبات.