نقلت وسائل إعلامية رسمية في ألمانيا تصريحات منسوبة إلى بوركهارد فرايير، رئيس جهاز الاستخبارات في ولاية شمال الراين فيستفاليا، ينبه فيها إلى أن خطر الإخوان المسلمين على ألمانيا في المدى المتوسط ربما يفوق خطر التيار السلفي الراديكالي الذي يغذي تنظيمي القاعدة وداعش.
س/ج في دقائق
هل هذه التصريحات تمثل تحولًا؟
تشهد ألمانيا جدلًا داخليًا متصاعدًا حول خطورة الإخوان المسلمين، ولا سيما بعد أن استقبلت البلاد موجات كبيرة من اللاجئين في عام ٢٠١٥.
سبق لمسؤول استخباراتي ألماني، في ٢٠١٦، الإدلاء بتصريحات مشابهة، وإن كانت أقل تفصيلًا. في فبراير من ذلك العام قال جوردان ماير-بلاذ، وهو رئيس وحدة مكافحة الإرهاب في ساكسوني، إن الإخوان يسعون إلى احتكار السيطرة على المساجد في ألمانيا. بغرض تحويل قوانين الشريعة الإسلامية إلى أمر واقع.
التحول الأكبر هنا هو تواتر التحذيرات من مسؤولين رسميين، بعد أن كانت سابقة تقتصر على سياسيين من أحزاب اليمين، وهو ما يحمل المسؤولين السياسيين الألمان مسؤولية أكبر في مواجهة الجماعة.
علام بنيت هذه التحذيرات؟
العلامة التحذيرية الأكبر، والقاسم المشترك، هو زيادة معدل شراء الأراضي من قبل جماعات معروفة بتبعيتها لتنظيم الإخوان المسلمين الدولي، وبالتحديد جمعية النفع العام، والجمعية الإسلامية الألمانية.
الغرض من عمليات الشراء في مناطق ليس للإخوان وجود كثيف فيها، حسب تحليلات جهاز الاستخبارات الألماني، هو التأثير في مجتمعات اللاجئين المسلمين، وتجنيدهم لصالح الجماعة.
الأجهزة الألمانية لاحقت في نهاية ٢٠١٧ شبكة من ٤٠ امرأة كانت تستهدف نشر الفكر المتشدد في ألمانيا، كانت تعمل على نشر الأفكار المتشددة في صفوف الأسر المسلمة.
وكيف يقرأ خبراء ألمان هذه الخطورة؟
في حوار مع مجلة فوكوس، وهي نفس المجلة التي نشرت تصريحات المسؤول الاستخباراتي الأخيرة، حددت الخبيرة في شؤون الإسلام السياسي، سوزان شروتر، أربع خصائص في سلوك جماعة الإخوان المسلمين داخل ألمانيا يجعلها شديدة الخطورة:
١- سياسة الوجهين:
الجماعة تظهر وجهًا ديمقراطيًا لوسائل الإعلام، لكنها في تعاليمها تنشر أفكارًا تهدم أسس المجتمع الألماني، كدونية المرأة. وتسعى إلى تحويل ذلك إلى الممارسة المعتادة بين المجتمع المسلم في ألمانيا.
٢- تعميق الانقسام:
تسعى الجماعة أيضًا إلى تعميق الانقسام والفصل بين المجتمع المسلم ومن حوله، بسياسات تبدأ من طعام الكانتين، إلى التمييز في الملبس، إثارة مواضيع أماكن الصلاة، ثم الفصل بين الجنسين، والتنمر الديني ضد من لا يتبعون تعاليمهم بوصفها التعاليم الإسلامية الملزمة.
٣- احتكار الصوت:
الإخوان المسلمون أقلية ضئيلة حتى داخل المجتمع الألماني المسلم، لكنهم يقدمون أنفسهم بوصفهم الممثلين له والمتحدثين باسمه. الخبيرة اعتبرت وصفت هذا بـ “قمع الإسلاميين للمجتمع المسلم في ألمانيا”.
٤- العنف “الغائي”:
الجماعة عبارة عن شبكة كبيرة، ومتعددة الصلات، وتدار مركزيًا. رسميًا ضد العنف، لكنها بشكل غير رسمي لها اتصالات مع جهات تحرض على العنف. أحد أبرز وجوه القيادة المركزية في الجماعة هو يوسف القرضاوي، الذي شجع عمليات انتحارية، واعتبر أن هتلر أحد أدوات الله لمعاقبة اليهود.