أكساي تشين جزء من كشمير الكبرى. وبعد الحرب الدموية بين باكستان والهند عام 1947، جرى تقسيم المنطقة، لكن الحدود بين الهند والصين لم تحدد بدقة.
الهند من جانبها تعتبر أن أكساي تشين جزء من منطقة لاداخ الجبلية النائية شرق وادي كشمير، والتي كانت جزءًا من ولاية جامو وكشمير التي تسيطر عليها الهند وكانت تتمتع بحكم شبه ذاتي قبل إلغائه في 2019، وهي جزء من المنطقة المتنازع عليها على نطاق أوسع مع باكستان.
اعتبار الهند أن أكساي تشين جزء من أراضيها مصدره اعترافها بخط مكماهون، والذي خط الحدود في الحقبة الاستعمارية البريطانية، بحسب المحلل لاري فورتزل في تقرير عسكري أمريكي، لكن الصين لم تقبل التقسيم رسميًا، واختارت بدلًا من ذلك “حدود العادة” المعروفة بين الشعوب المتجاورة في عقود سابقة.
هذا الوضع المعقد خلق حالة من عدم الاستقرار مستمرة حتى اليوم، حيث لا يتفق أي من الطرفين على الحدود، وكلاهما يتهم الطرف الآخر بانتظام بتجاوزه أو السعي لتوسيع أراضيه.
وخاضت الهند والصين حربًا في عام 1962، بعد أكثر من عقد بقليل من ولادتهما – الهند في 1947 وجمهورية الصين الشعبية في 1949 – على ترسيم حدودهما. انتصرت الصين في الحرب القصيرة. لكن الحرب لم تحسم الأمر، ولا يزال هناك نزاع حدوي على 2,000 ميل.
منذ ذلك الحين، استمرت المناوشات ورمي الحجارة وتبادل إطلاق النار أحيانًا في كل فرصة جمعت الظروف دوريات من الجانبين في المناطق المتنازع عليها، لكن الاشتباكات الفتاكة نادرة.
يقول هابيمون جاكوب، الأستاذ المساعد في مركز السياسة الدولية والتنظيم ونزع السلاح في جامعة جواهر لال نهرو في دلهي، إن أي توسع هندي أو تحصين كبير لسيطرتها على المنطقة يمكن أن يهدد أهداف الصين الجيواستراتيجية في آسيا الوسطى.
“الصين استثمرت أكثر من 60 مليار دولار في الممر الاقتصادي مع باكستان”، معتبرًا أن هذا “عنصر حاسم” في مبادرة الحزام والطريق الخاصة بالتجارة والتنمية التي وضعها الرئيس شي جين بينغ.
وأكملت الهند العام الماضي طريقًا جديدًا يمتد قريبًا جدًا من خط التحكم الفعلي. الغرض من هذا الطريق هو دعم القوات على طول الحدود، مما يسمح بإعادة تزويدها برُا من دولت بيك أولدي، أعلى مطار في العالم. سيساعد ذلك الهند على تعزيز موقعها أو بناء منشآت عسكرية على الحدود.
إيدان ميليف، الخبير في العنف السياسي وجنوب آسيا، يعتبر أن بعض الدلائل تشير إلى أن التقدم الصيني الأخير هو رد على الطريق الجديد الذي يعتبرونه تغييرا في الوضع الراهن”.
الظروف خلال الشتاء – البرد القارس والثلوج الكثيفة – يمكن أن تصعب الوصول للمنطقة، وفي الصيف فإن الارتفاع والطقس ودرجات الحرارة تجعل كل شيء أكثر صعوبة، من المناورات البسيطة وعمليات العرض، ناهيك عن صراع عسكري كامل.
ميليف يقول في كتابه “الحرب على الصخور”: “العمل فوق 4,000 متر، كما يدرك كل من الجيش الهندي وجيش التحرير الشعبي جيدًا، يغير تقريبًا كل جانب من جوانب الحرب. يستغرق الجنود أيامًا للتأقلم مع أي ارتفاع يزيد عن 2,400 متر، لذا فإن معدل وصول التعزيزات قد يكون بطيئًا”.
قد تكون مخاطر الصعود بسرعة كبيرة وخيمة، حتى بالنسبة للجنود الشباب الأصحاء. خلال حرب الحدود الصينية الهندية عام 1962، تخطت بعض الوحدات الهندية التأقلم وانتقلت مباشرة إلى الارتفاعات الشديدة في كشمير وسيكيم. “ما يقرب من 15% من الجنود في الوحدات المتعجلة أصيبوا بأمراض رئوية تسببت في وفاتهم في أقل من 12 ساعة.
كل شيء يعاني على هذا الارتفاع، حتى محركات الديزل والمروحيات. كذلك إطلاق النار يمكن أن يكون أكثر صعوبة، حيث تتطلب المدفعية والأسلحة النارية تعديلات للتعامل مع ظروف المنطقة المناخية.
السلطات والمجموعات الصناعية الهندية تفكر في طرق بديلة لمعاقبة الصين اقتصاديًا. حيث طلبت الحكومة الهندية، بعد حدوث احتجاجات شعبية، من شركات الاتصالات الحكومية والخاصة عدم استخدام المعدات الصينية في الوقت الذي تستعد فيه لاستثمار المليارات لبناء شبكات الجيلين الرابع والخامس.