اشتباكات الهند والصين | حين يخرس الطقس السلاح فيتصارع الحزام والطريق والـ 5G | س/ج في دقائق

اشتباكات الهند والصين | حين يخرس الطقس السلاح فيتصارع الحزام والطريق والـ 5G | س/ج في دقائق

5 Jul 2020
الصين
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

* في أكثر المواجهات دموية بين الهند والصين، شهد منتصف 2020 مقتل 20 جنديًا هنديًا وإصابة أكثر من 70 آخرين، في مواجهة جرت على ارتفاع أكثر من 14,000 قدم بجبال الهيمالايا.

* السيادة على منطقة أكساي تشين كانت دائمًا مشوشة إلى حد ما، وامتدت صراعتها من الحقبة الاستعمارية لما بعدها.

* الصين استثمرت أكثر من 60 مليار دولار في الممر الاقتصادي مع باكستان، وتعتبر المنطقة عنصرًا حاسمًا في مبادرة الحزام والطريق. الهند بدورها ترد بتعزيز البنية التحتية العسكرية في المنطقة.

* تطور التصعيد إلى نزاع عسكري موسع، مثل حرب 1962، مستبعد بسبب تضاريس المنطقة ومناخها. لكن العقوبات الاقتصادية ممكنة

س/ج في دقائق


ما خلفية النزاع الحدوي بين الهند والصين؟

لفترة طويلة من القرن التاسع عشر، كانت جبال الهيمالايا مركزًا للتنافس العسكري والسياسي بين الإمبراطوريات الثلاث في روسيا وبريطانيا والصين، حيث ادعى  كل سيادته على أجزاء مختلفة من المنطقة. رحلت الإمبراطوريات الاستعمارية، لتبدأ مرحلة جديدة من الارتباك والعداء، خصوصًا بعد استقلال الهند، ثم انفصال باكستان.

في كتابه “حرب الصين في الهند”، يقول نيفيل ماكسويل إن السيادة على منطقة أكساي تشين- التي يقع ضمنها وادي جالوان- كانت دائمًا مشوشة. وادي جالون منطقة تقع على ارتفاع أكثر من 14,000 قدم أعلى جبال الهيمالايا.

أكساي تشين جزء من كشمير الكبرى. وبعد الحرب الدموية بين باكستان والهند عام 1947، جرى تقسيم المنطقة، لكن الحدود بين الهند والصين لم تحدد بدقة.

الهند من جانبها تعتبر أن أكساي تشين جزء من منطقة لاداخ الجبلية النائية شرق وادي كشمير، والتي كانت جزءًا من ولاية جامو وكشمير التي تسيطر عليها الهند وكانت تتمتع بحكم شبه ذاتي قبل إلغائه في 2019، وهي جزء من المنطقة المتنازع عليها على نطاق أوسع مع باكستان.

اعتبار الهند أن أكساي تشين جزء من أراضيها مصدره اعترافها بخط مكماهون، والذي خط الحدود في الحقبة الاستعمارية البريطانية، بحسب المحلل لاري فورتزل في تقرير عسكري أمريكي، لكن الصين لم تقبل التقسيم رسميًا، واختارت بدلًا من ذلك “حدود العادة” المعروفة بين الشعوب المتجاورة في عقود سابقة.

هذا الوضع المعقد خلق حالة من عدم الاستقرار مستمرة حتى اليوم، حيث لا يتفق أي من الطرفين على الحدود، وكلاهما يتهم الطرف الآخر بانتظام بتجاوزه أو السعي لتوسيع أراضيه.

وخاضت الهند والصين حربًا في عام 1962، بعد أكثر من عقد بقليل من ولادتهما – الهند في 1947 وجمهورية الصين الشعبية في 1949 – على ترسيم حدودهما. انتصرت الصين في الحرب القصيرة. لكن الحرب لم تحسم الأمر، ولا يزال هناك نزاع حدوي على 2,000 ميل.

منذ ذلك الحين، استمرت المناوشات ورمي الحجارة وتبادل إطلاق النار أحيانًا في كل فرصة جمعت الظروف دوريات من الجانبين في المناطق المتنازع عليها، لكن  الاشتباكات الفتاكة نادرة.


لماذا عاود الطرفان الاشتباك مؤخرًا؟

في السنوات الأخيرة، مضت الهند في خطط لتدشين البنية التحتية، مثل الطرق ومنشآت الأسلحة، في المناطق المتنازع عليها، في محاولة لمواكبة جهود الصين السابقة للقيام بالأمر نفسه. والنتيجة: مواجهة متوترة في 2017 في منطقة متنازع عليها بالقرب من نقطة استراتيجية على حدود الهند والصين.

يقول هابيمون جاكوب، الأستاذ المساعد في مركز السياسة الدولية والتنظيم ونزع السلاح في جامعة جواهر لال نهرو في دلهي، إن أي توسع هندي أو تحصين كبير لسيطرتها على المنطقة يمكن أن يهدد أهداف الصين الجيواستراتيجية في آسيا الوسطى.

“الصين استثمرت أكثر من 60 مليار دولار في الممر الاقتصادي مع باكستان”، معتبرًا أن هذا “عنصر حاسم” في مبادرة الحزام والطريق الخاصة بالتجارة والتنمية التي وضعها الرئيس شي جين بينغ.

وأكملت الهند العام الماضي طريقًا جديدًا يمتد قريبًا جدًا من خط التحكم الفعلي. الغرض من هذا الطريق هو دعم القوات على طول الحدود، مما يسمح بإعادة تزويدها برُا من دولت بيك أولدي، أعلى مطار في العالم. سيساعد ذلك الهند على تعزيز موقعها أو بناء منشآت عسكرية على الحدود.

إيدان ميليف، الخبير في العنف السياسي وجنوب آسيا، يعتبر أن بعض الدلائل تشير إلى أن التقدم الصيني الأخير هو رد على الطريق الجديد الذي يعتبرونه تغييرا في الوضع الراهن”.


هل يتوسع التصعيد الأخير إلى صراع عسكري؟

على الرغم من كل المخاوف بشأن تحركات القوات المحتملة على الجانبين، سيكون أي صراع في المنطقة صعبًا بشكل استثنائي. موقع المواجهة الأخيرة في وادي جالوان يعتبر هضبة منخفضة نسبيًا، حيث يمكن للقوات التحرك بسهولة أكبر. كما كان مكان النزاع الذي بدأ حرب 1962. لكن هذه الظروف لا تتوفر في مناطق أخرى

الظروف خلال الشتاء – البرد القارس والثلوج الكثيفة – يمكن أن تصعب الوصول للمنطقة، وفي الصيف فإن الارتفاع والطقس ودرجات الحرارة تجعل كل شيء أكثر صعوبة، من المناورات البسيطة وعمليات العرض، ناهيك عن صراع عسكري كامل.

ميليف يقول في كتابه “الحرب على الصخور”: “العمل فوق 4,000 متر، كما يدرك كل من الجيش الهندي وجيش التحرير الشعبي جيدًا، يغير تقريبًا كل جانب من جوانب الحرب. يستغرق الجنود أيامًا للتأقلم مع أي ارتفاع يزيد عن 2,400 متر، لذا فإن معدل وصول التعزيزات قد يكون بطيئًا”.

قد تكون مخاطر الصعود بسرعة كبيرة وخيمة، حتى بالنسبة للجنود الشباب الأصحاء. خلال حرب الحدود الصينية الهندية عام 1962، تخطت بعض الوحدات الهندية التأقلم وانتقلت مباشرة إلى الارتفاعات الشديدة في كشمير وسيكيم. “ما يقرب من 15% من الجنود في الوحدات المتعجلة أصيبوا بأمراض رئوية تسببت في وفاتهم في أقل من 12 ساعة.

كل شيء يعاني على هذا الارتفاع، حتى محركات الديزل والمروحيات. كذلك إطلاق النار يمكن أن يكون أكثر صعوبة، حيث تتطلب المدفعية والأسلحة النارية تعديلات للتعامل مع ظروف المنطقة المناخية.

السلطات والمجموعات الصناعية الهندية تفكر في طرق بديلة لمعاقبة الصين اقتصاديًا. حيث طلبت الحكومة الهندية، بعد حدوث احتجاجات شعبية، من شركات الاتصالات الحكومية والخاصة عدم استخدام المعدات الصينية في الوقت الذي تستعد فيه لاستثمار المليارات لبناء شبكات الجيلين الرابع والخامس.


هل هناك مزيد من المصادر لزيادة المعرفة؟

الصين تعيد القوات الهندية التي احتجزت في اشتباك مميت (وول ستريت جورنال)

الصراع الحدودي بين الهند والصين.. ما نعرفه (وول ستريت جورنال)

لماذا تتصارع الصين والهند على قطاع غير قابل للحياة من جبال الهيمالايا؟ (سي إن إن)


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك