التهاب الكلى هي حالة تصاب فيها الوحدات الوظيفية للكلى بالإلتهاب، وفي بعض الأحيان قد يؤدي ذلك إلى التأثير سلبًا على وظائف الكلى. توجد عدة انواع مختلفة من التهاب الكلى والتي تختلف باختلاف أسبابها، وسنشرح في هذا المقال اعراض التهاب الكلى وانواعه واسبابه وكيفية علاجه.
في الأغلب لا تظهر اعراض التهاب الكلى على المصابين إذا كانت في بدايتها ولم تصل لمرحلة متأخرة، ولكن توجد بعض العلامات التي يمكن أن تكون دلالة على الإصابة ومن بينها ما يلي:
– ملاحظة وجود تغيّر في عادات التبول.
– انتفاخات بالجسم وبالاخص بمنطقة اليدين والقدمين والكاحلين والوجه.
-وجود تغيّر بلون البول.
– بول رغوي.
– رؤية دم بالبول.
في حالة ظهور البول بلون مائل للبني أو الوردي، فإن هذه دلالة على وجود دم بالبول، ولهذا لابد على الفور زيارة الطبيب بأسرع وقت ممكن لمعرفة سبب هذا الدم وتشخيص الحالة.
عمومًا يجب أن يلتفت الشخص لأي عرض غريب يلاحظه في البول بشكل عام، ويسعى فورًا لاستشارة الطبيب، وهذا من شأنه أن يكشف إذا كان هناك تلف مبكر بالكلى، ومع تلقي العلاج فإن ذلك يقي من تلف الكلى الدائم وحدوث مضاعفات خطيرة.
توجد أنواع مختلفة من التهاب الكلى وقد تختلف اعراض التهاب الكلى تبعًا لكل نوع، وفيما لكي توضيح لكل نوع:
قد تحدث الإصابة بهذا النوع بشكل مفاجئ بعد التعرّض لإصابة بالغة مثل التهاب الحلق أو التهاب الكبد أو فيروس نقص المناعة البشرية.
قد تتسبب اضطرابات الذئبة وبعض الاضطرابات الأخرى نادرة الحدوث مثل الالتهاب الوعائي والورام الحبيبي المُصاحب لالتهاب الأوعية في حدوث التهاب حاد في الكلى. يُمكن أن يحتاج المصابون إلى الحصول على عناية طبية فورية عند تعرّضهم للنوبة حتى يتم السيطرة على تلف الكلى.
ينتمي مرض الذئبة إلى فئة أمراض المناعة الذاتية، وهي الأمراض التي يهاجم فيها الجهاز المناعي أنسجة الجسم السليمة عن طريق الخطأ، ويصاب الكثيرون بالتهاب الكلى الذئبي في النهاية بعد إصابتهم بالذئبة، حيث يبدأ الجهاز المناعي في مهاجمة الكلى.
يتسبب التهاب الكلية الذئبي في ظهور بعض اعراض التهاب الكلى مثل: البول الرغوي، وارتفاع ضغط الدم، وتورمات بالساقين والكاحلين والقدمين، وقد يعاني البعض من اعراض أخرى تظهر بعدة مناطق أخرى بالجسم والتي قد تشتمل على وجود مشاكل بالمفاصل وحمى وطفح جلدي.
تتباين اعراض وشدة مرض الذئبة من شخص لآخر، وبالرغم من أن المصابين قد يلاحظون اختفاء اعراض المرض في بعض الأوقات، إلا أن تلك الحالة يمكن أن تزداد سوءًا وتصبح خطيرة، لذلك لابد من سرعة الحصول على الرعاية الطبية فور ظهور الاعراض حتى يحد الشخص من خطر تلف الكلى بشكل أكبر.
يُعرف التهاب الكلية الوراثي بأنه عبارة عن حالة وراثية تتسبب في إصابة كبيبات الكلى بالإلهاب بسبب ضعف وظائف الكلى، ويؤدي ذلك لتسرب الدم للبول، بالإضافة إلى مشاكل في الرؤية والسمع، ويمكن أن يؤدي هذا المرض إلى فشل كلوي. ينتقل التهاب الكلية الوراثي في الجينات، وعادة ما يكون أكثر حدة عند الرجال.
يحدث هذا النوع من الالتهاب بشكل بطئ ويؤدي إلى ظهور أعراض بسيطة خلال المراحل المبكرة، وهو يتشابه مع التهاب كبيبات الكلى الحاد في احتمالية تسببه في تلف حاد بالكلى وفشل كلوي، وقد ينتشر هذا النوع في العائلات أو يحدث بعد الإصابة بمرض مفاجئ.
وهو من انواع التهاب الكلى الشائعة الحدوث بشكل كبير، وعادة ما يحدث بسبب تراكم رواسب الأجسام المضادة داخل الكلى مما يؤدي إلى إصابتها بالالتهاب، ويبدأ جهاز المناعة في تطوير بعض الأجسام المضادة لكي تحارب المواد الضارة الموجودة بالجسم.
عادةً لا يتم تشخيص اعتلال الكلية بالجلوبيولين المناعي عند الشباب، وذلك نظرًا لصعوبة الالتفات إلى اعراض التهاب الكلى المبكرة لهذا المرض. يمكن أن تتم معالجة هذه الحالة بواسطة أدوية ضغط الدم.
يتسّم هذا النوع من التهاب الكلية أنه يتطور بشكل سريع، ويمكن أن تحدث الإصابة به ويحدث هذا النوع من التهاب الكلية في الأغلب نتيجة الإصابة بعدوى أو تناول دواء معين. يؤثر هذا الالتهاب على أحد أجزاء الكلى التي يطلق عليها اسم الخلالي وهو جزء يكون مملوء بالسوائل.
إذا استطاع الطبيب أن يُخرج من جسد الشخص المصاب الدواء الذي أدى لتلك الأعراض سريعًا، فقد يُشفى الشخص في غضون بضع أسابيع، ومع ذلك قد يحدث تراكم في الضرر ويتسبب في النهاية بفشل كلوي.
يقوم الطبيب بإجراء فحوصات جسدية ومعرفة التاريخ الطبي للمريض لكي يعرف مخاطر اصابته بالتهاب الكلية الحاد، وبعد ذلك يبدأ بالتأكد من خلال الاختبارات المعملية التي إما أن تكشف عن وجود العدوى أو تنفيها، وقد تتضمن تلك الاختبارات على تحليل البول للكشف عن البول والبكتيريا وخلايا الدم البيضاء
قد يحتاج الطبيب من المصاب أن يُجري كذلك اختبارات الدم، وأكثر ما يهمه في تلك الاختبارات هما نيتروجين اليوريا في الدم (BUN) والكرياتينين، فهما يشيران إلى الفضلات المنتشرة بالدم والتي من المفترض أن ترشّحها الكلى، ففي حالة زيادتها، فهذه إشارة على عدم كفاءة عمل الكلى.
يُعد الفحص بالتصوير مهمًا أيضًا كالفحص بالتصوير المقطعي المحوسب أو الموجات فوق الصوتية الكلوية، حيث أنهما يكشفان عما إذا كان هناك انسداد أو التهاب بالكلى أو المسالك البولية.
خزعة الكلى كذلك هي أحد أهم وسائل تشخيص التهاب الكلى، فهي تختبر عينة نسيجية من الكلية اختبار عينة نسيجية فعلية من الكلى، ولكن لا يخضع الجميع لهذا الفحص، فهو لا يتم إلا في حالة عدم استجابة المصاب للعلاجات أو فشل الطبيب في تشخيص الحالة بشكل قاطع.
يختلف علاج الكلى تبعًا لنوع التهاب الكلية واعراض التهاب الكلى وسببه، ففي بعض الحالات لا يتطلب الأمر أي علاج على الإطلاق ويُشفى الشخص بدونه، ومع ذلك فإنه في الأغلب تتطلب الحالات الحصول على بعض الأدوية وإجراءات معينة من أجل التخلص من السوائل الزائدة والبروتينات الخطرة.
في الأغلب يشتمل علاج التهاب الكلية المزمن على ضرورة اجراء فحوصات الكلى بشكل منتظم ومراقبة ضغط الدم، وقد تتطلب الحالة الحصول على حبوب الماء من أجل تقليل الأورام والتحكم في ضغط الدم بشكل جيد.
يمكن أن يحتاج الشخص أيضًا في بعض الحالات إلى أدوية تسيطر على الجهاز المناعي وتمنعه من أن يهاجم الكلى، كذلك قد تتطلب الحالة لجوء الشخص بجانب العلاج إلى اختصاصي تغذية حتى يقدّم له حمية غذائية مناسبة لصحة الكلى والتي في الأغلب تكون قليلة البروتين والملح والبوتاسيوم.
بالرغم من أنه لا توجد طريقة محددة تمنع الإصابة بالتهاب الكلى، ولكن توجد بعض التغيرات التي يُمكن فعلها في نمط الحياة لتقليل خطر الإصابة بالتهاب الكلى، وهي تتضمن ما يلي:
– التخلص من الوزن الزائد.
– الابتعاد عن التدخين.
– المحافظة على المستوى الطبيعي من ضغط الدم وسكر الدم.
– ممارسة الرياضة بشكل منتظم.
– المحافظة على نظام غذائي صحي ومتوازن.
نسخة للطباعة