الغابات الشائكة في مدغشقر تضم محاربات وفتوات من إناث الليمور، اللاتي يضربن الذكور من أجل الغذاء والتكاثر.
تقول ريبيكا لويس، عالمة الأنثروبولوجيا بجامعة تكساس في أوستن: "إن الإناث يضربن الذكور، ولتجنب الضربات على الوجه والعض، يعلن الذكور الخضوع عندما تقترب الإناث، في مشهد أقرب للانحناء".
في الأشجار المليئة بالفواكه الصالحة للأكل، إذا صعد الذكر أولًا، فقد تهاجمه الأنثى وتطرحه أرضًا، تطبيقًا لمبدأ "السيدات أولًا".
في موسم الجفاف، يكون الطعام شحيحًا وتفقد الحيوانات 20% من وزنها، هنا تتصاعد التوترات. تقول لويس، التي تقود محطة أبحاث الحياة البرية في مدغشقر: "إنهم يعانون حقًا خلال هذا الوقت".
مصدر واحد من القوت يكون متوفرًا وهو فاكهة الباوباب الدهنية، وهي عبارة عن قشرة سميكة يستغرق تقشيرها بالأسنان نحو نصف ساعة، وبينما تعمل الأنثى لتقشيرها، تراقب الذكور القريبة، فإذا سبقها أحدهم إلى كسرها، تدخل عليه كالفتوة، فتصفعه وتجبره على الاستسلام وإعطائها الفاكهة.
ما يحدث يسمى بمتلازمة الليمور، فللإناث سمات مميزة عن أنواع الثدييات الأخرى، الأعضاء التناسلية الخارجية ممدودة، ويبدو أنها تشبه القضيب، وجسمها بنفس الحجم أو أكبر قليلًا من الذكور. كما تمتاز إناث الليمور بسلوكيات ذكورية مثل ظهور العضلات.
يوجد نمط مشابه في الضباع الرقطاء في أفريقيا؛ فالإناث أكبر وأقوى، وتتولى ذوات الرتب العالية منها مسؤولية الحفاظ على النظام العشائري الذي يضم 130 عضوًا، ويشكلن الخطوط الأمامية خلال الحروب ضد عشائر الضباع أو الأسود.
حجم الجسم لا يكفي لشرح أسباب الهيمنة. ورقة بحثية صدرت عام 2019 فسرت الحالة بأن الهيمنة تكون لصالح الحلفاء الأكثر، وفي حالة الضباع الرقطاء فإن الإناث ذوات الرتب العالية يكون لهن تحالفات واسعة داخل العشيرة، ويعزى ذلك للنضج الجنسي والأمومة الناجحة مما يعزز الوضع ويوسع التحالفات.
تعد أنثى الأُوركا من بين الثدييات القليلة التي تعيش عقودًا من انقطاع الطمث، وغالبًا ما تقود أقرانها، خاصة في أوقات الندرة.
حالة الأوركا دفعت الباحثين لدراسة ما وراء الهيمنة الجسدية عند التحقيق في علاقات الهيمنة، وإيجاد البدائل التي تمكن الإناث في بعض الثديات من الهيمنة، وتوصلوا إلى أنها إما أن تكون قادرة على توجيه العمل الجماعي، أو تخيف أقرانها مثل حالة الليمور.
قيادة العمل الجماعي، بحسب مجلة القيادة الفصلية، تعنى القدرة على تنظيم السفر الجماعي، والبحث عن الطعام، وحسم الصراعات الداخلية، والخارجية، وبحسب دراسة حديثة فإن من يستطيع قيادة العشيرة في عمليتين على الأقل من الأربع عمليات تكون له الهيمنة.
الحيتان القاتلة الأوركا تعيش حتى تصل لعمر الثمانينات مع ذريتها، التي تضم ما يصل إلى أربعة أجيال من الأمهات والذرية. ويتم الانصياع للكبيرة لحكمتها وخبرتها الأكبر وقدرتها على التعامل مع الوارد والأخطار.
على عكس بعض الأنواع التي تكون فيها الهيمنة المادية هي القاعدة، تشكل البابون المسالمة تحالفات لفرض الهيمنة.
في حالة الأسود تشكل اللبؤات تحالفات مع أقاربها من أجل الصيد والحماية، في حالة البابون يتم تشكيل تحالفات من غير الأقارب لتربية الأبناء سويًا، ومن خلال تحالفات الإناث الاجتماعية التعاونية، تكون أكثر تأثيرًا من الذكر.